شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذ الدكتور عاصم حمدان))
بسم الله الرحمن الرحيم، أثني على ما ذكره صاحب "الاثنينية" الأديب الشيخ عبد المقصود خوجه، وعلى ما أفضل به أيضاً زميلنا الكريم الأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني في الترحيب بالمبدع والناقد معاً الدكتور سعيد يقطين، ولعلي أرجع إلى الماضي قليلاً إلى العام 1986م. سمعت الملك الراحل محمد الخامس يقول في خطابٍ بليغٍ له في التلفزيون المغربي الحسن الحمد الذي ما زالت بقية من بيت جدي في الحجاز، والعلاقة بين المغرب والجزيرة العربية هي علاقة قديمة، لكنني حتى لا أطيل أذكر مثلين: المثل الأول: الشيخ أبو شعيب الدّكالي، ولا بد أن الدكتور سعيد يعرف ذلك، فقد دَرَس في الحرم المكي الشريف ودَرَّس في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، ثم بعد ذلك الشيخ علاّل الفاسي، الذي حمل رؤية الإصلاح الوسطي والمعتدل، واتفق مع وجهة النظر أيضاً الموجودة في هذه البلاد.
ومن ناحية السرد، أريد الرجوع إلى شيء من الماضي، فالسرد عرفه وعرفته قصص ألف ليلة وليلة في الأدب العربي، وكتبت بحثاً عن تأثر الشاعر البريطاني جيفري تشوسر الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، وكان يسمى بأبي اللغة الإنكليزية المهذبة، وأثبت أنه تأثر خصوصاً في قصصه التي تحمل اسم (كانتربري) وهي منطقة في بريطانيا، بأسلوب قصص ألف ليلة وليلة وتقنياتها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يستطع الأدب العربي أن يطور هذه التقنية؟ لتكتب الرواية والقصة، فالقصة والرواية بمفهومها الحديث هي نتاج غربي، لكن المستشرقين المعتدلين في الغرب لم يهضموا حق التراث العربي وفي مقدمتهم المستشرق البريطاني جيب كما يقول صاحب الكتاب التذكاري في بريطانيا المشهور هو من قال إن النثر الغربي في تقنياته مدين بالسرد الموجود إلى قصص ألف ليلة وليلة، نحن أحياناً ننفر من قصص ألف ليلة وليلة لبعض المضامين الموجود فيها، لكن يفترض أن ندرسها دراسة متعمقة حتى نعرف جذور تراثنا، وحتى نعلم أن العالم العربي في نهضته الحضارية والفكرية كان سبّاقاً إلى ذلك ولكن عندما حلت حقبة ابتعدت فيها الحضارة العربية عن المقدمة تأخرت الكثير من الفنون ومنها النثر الأدبي.
ولعل الدكتور سعيد يقطين يعلم أن من أوائل من كتب الرواية الإنكليزية والعالمية الروائي "أورينت بلانت"، وأتذكر أن زميلاً لنا درس في جامعة (أدنبرة) ذكر في رسالته "تعثر بِنت" إن صح التعبير بالقصص العربية الموجودة في ألف ليلة وليلة. هناك ناحية مهمة جداً لا تغيب عن ذهن ناقدنا وأديبنا وضيفنا الكريم في هذه الليلة وهو المشغول بمسألة الرواية والسرد، هذه المسألة أن الرواية هي حفيدة الملحمة، الملحمة التي عرفت عند اليونان بما يسمى (إيبيك) المصطلح الإنكليزي للملحمة التي فيها مقدمة وعقدة وحبكة ونتيجة، هذه الملحمة لم تمت وهذا يدل على أن الفنون الأدبية لا تموت، لكنها تنبعث بصورة جديدة.
من وجهة نظري أن الرواية هي حفيدة الملحمة، ولهذا عندما كتب نجيب محفوظ (الحرافيش) أطلق عليها ملحمة الحرافيش، لأن المجتمعات العالمية ومنها المجتمع العربي تعددت الرؤى فيها وتعددت التوجهات، فكان لا بد من فن أدبي يحتضن هذه التغيرات كما فعل نجيب محفوظ في الثلاثية وسواها، أيضاً أريد أن أقول لحبيبنا الدكتور سعيد يقطين إنني عرفت المغرب من خلال محمد عابد الجابري وعبد الله العروي ومن خلال الشاعر عبد الله راجع ومن خلال سرديات محمد شكري، إن اتفق الناس معها أو اختلفوا، لكن أسلوب السرد الذي فيها أسلوب عالٍ جداً ويجذب القارئ. فلا بد لنا في هذه الليلة مع التحية للضيف الكريم، الذي قلت أنه جمع بين النقد والإبداع كما فعل في إبداعاته وفي نقده وغيره أيضاً مثل العقاد في تاريخ الأدب العربي، فسعيد يقطين يُرحب به ويُحيي تجربته العميقة في الأدب العربي والأدب المغربي والأدب العالمي، نحييه في هذه الليلة ونعتذر عن التقصير في حديثنا، وشكراً للشيخ الذي أكرمنا بحضوره والسلام عليكم.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الأستاذ الدكتور عاصم حمدان، أنقل الكلمة الآن للأستاذة الدكتورة فاطمة إلياس، عضو النادي الأدبي بجدة، الكاتبة والناقدة والأكاديمية المعروفة.
 
طباعة
 القراءات :332  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 148 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج