شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الحوار مع المحتفى به))
الأستاذة نازك: شكراً لك أخ محسن.
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أصحاب المعالي.. أصحاب السعادة.. السيدات والسادة.. الحضور الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم جميعاً بخير مع بداية عام هجري جديد وأمسية جديدة من أمسيات ((الاثنينية)) والتي نستهلها بتكريم شخصية مميزة معروفة للعالم العربي والإسلامي والدولي، والذي ترك بصمة في المجتمع الدولي بتعزيزه الفكر والثقافة والتاريخ الإسلامي، وقد تُرجمت مؤلفاته ومقالاته إلى العديد من اللغات الشرقية والغربية. لقد انتقل ضيفنا بمنظمة التعاون الإسلامي من دور هامشي إلى دور فعال في جميع المحافل الدولية والإسلامية، وصارت تدافع عن أحوال المسلمين والفكر والثقافة الإسلامية وقضايا السلام، وتدعم العمل الإسلامي المشترك في جميع المجالات.
فأهلاً ومرحباً بضيفنا معالي البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي مكرماً الليلة وبحرمه الكريمة السيدة فيسون معنا هذه الليلة، ونبدأ طرح الأسئلة: السؤال الأول مع الإعلامية سمر فطاني فلتتفضل.
هل نجحت المنظمة في تفعيل دور المرأة المسلمة في العالم الإسلامي والمجتمع الدولي؟ وما هي التحديات التي واجهت المنظمة لتمكين المرأة المسلمة ولا تزال قائمة؟ وما هي أهم الأسباب لهذه التحديات؟
الدكتور إحسان أوغلو: شكراً على هذا السؤال. نعم لقد أصبحت المرأة الآن على جدول أعمال المنظمة بشكل جاد ومنهجي، إذ لم يكن هناك للمرأة مكان في المنظمة سواء في أعمالها أو في نشاطاتها أو في موظفيها. ومنذ الأيام الأولى عملت على أن يكون للمرأة مكانها داخل staff؛ يعني لدينا زميلات من المملكة العربية السعودية من خارج الدول الأعضاء وجميعهن professionals، يعني لم يتم اختيارهن على أساس الجنس بل على أساس المهنية ونحن نعتز بهؤلاء السيدات. بالنسبة إلى نشاط المنظمة فإن أول مؤتمر وزاري يعقد في تاريخ المنظمة كان في عام 2006م، ومن ذلك الحين إلى اليوم نظمنا أربعة مؤتمرات وزارية، حيث كان يتم تنظيم مؤتمر وزاري كل عامين.. المؤتمر الوزاري الأول تم في اسطنبول تحت رعاية السيد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وقد ساهمت تركيا في تنظيمه إسهاماً كبيراً ووضعت فيه أسساً عديدة لعمل المرأة وتمكينها في المجتمع، وعلى ضوء مقررات هذا الاجتماع تم تشكيل لجنة من الخبراء لدراسة أوضاع المرأة ومشاكلها ووضعت وثيقة تمت مناقشتها من الدول كلها مع بعض الشخصيات والمؤسسات الدينية ذات المرجعية الإسلامية الهامة، لكي لا يكون هناك تعارض بين ما يتم الاتفاق عليه وبين هذه الوثيقة.
هذه الوثيقة (أوباو) التي تتعلق بتمكين المرأة في المجتمعات الإسلامية تبحث في عدة أنشطة، في مساعدة المرأة في إصدار القرار، في مساندة المرأة في المجتمع، في مكافحة استخدام العنف ضد المرأة، ومكافحة الأفكار الخاطئة التي تُربط بالدين عن المرأة وما إلى ذلك.
ثم انتقلنا بعد ذلك إلى مرحلة أخرى، مرحلة إنشاء منظمة خاصة بالمرأة، أي أن يكون داخل منظمة التعاون الإسلامي جهاز خاص بالمرأة، وتمت الموافقة على إنشاء هذا الجهاز ومقره في القاهرة ونحن الآن بصدد استكمال التصديقات اللازمة لكي يبدأ هذا الجهاز عمله، والحكومة المصرية منحت مقراً للمنظمة ونحن نسعى لاستكمال التصديقات الضرورية.
إذاً المرأة تأخذ جانباً هاماً من نشاطنا، وقد عقدت هناك أربعة مؤتمرات وزارية في السنوات التسع السابقة وهي تبني على ما سبق وأرجو الإطلاع على هذا. أولاً هناك وثيقة تمكين المرأة موجودة على الموقع الإلكتروني للمنظمة يمكن الإطلاع عليه، وهناك نسخ مطبوعة لمن يريد. ولدينا قسم الأسرة داخل المنظمة أيضاً لمن يريد الاطلاع أن يتصل بزملائنا ونحن مستعدون أن نقدم لكم المزيد من البيانات؛ فالمرأة قد أصبحت تاج رأس المنظمة.
عريف الحفل: سؤال من معالي الدكتور مدني عبد القادر علاقي.
بسم الله الرحمن الرحيم، معالي الأمين شكراً على هذه المحاضرة القيمة. سؤالي هو: العالم الإسلامي يعيش اليوم في ذيل قائمة شعوب العالم لناحية الاكتشافات والبحوث والاختراعات، فما مدى أهمية هذا الجانب بالنسبة لمنظمة التعاون الإسلامي؟ وما هو تصوركم أنتم وخلفكم أيضاً لإمكانية إنشاء جامعة أو مؤسسة إسلامية تعنى بأبحاث النابهين والنابغين من أقطار العالم الإسلامي؟ شكراً.
الدكتور إحسان أوغلو: شكراً معالي الدكتور على هذا السؤال الهام. التعليم الجامعي أيضاً من المسائل التي اهتممنا بها وتجدون في الخطة العشرية إشارة إلى هذا. نحن في الواقع فكرنا في عمل جماعي يخدم التعليم العالي على مستوى الأمة كلها، ووضعنا خطة لانتخاب أفضل عشرين جامعة في دولنا، على أن نعمل على دعم هذه الجامعات لكي تدخل في التصنيف الدولي للجامعات وتصبح بين أفضل مئة أو مئتي جامعة في العالم، وقد قطعنا شوطاً طويلاً في هذا المجال لكن للأسف بعض الدول لم يتفق مع هذا التوجه، خصوصاً عندما وضعنا معايير علمية أكاديمية بحسب التصنيفات الدولية وشعر بعض الدول أن جامعاتها لم تصل إلى المرتبة الأولى فيما جامعات من دول أخرى وصلت إلى المرتبة الأولى وهكذا... فطوّرنا هذا المشروع بطريقة أخرى لكن الهدف الأساسي ضاع منا للأسف الشديد.
على صعيد آخر وفي إطار سعينا إلى تطبيق الخطة العشرية وضعنا هدفاً أساسياً هو نشر ما يسمى (R & D)Research and development)) أي البحث والتنمية. تعرفون أن الدول المتقدمة علمياً وتكنولوجياً مثل الدول الأوروبية وأمريكا وروسيا وإسرائيل تنفق من الناتج المحلي الإجمالي ما بين 2 إلى 3 % على البحث العلمي والتطوير ((R & D، من 2% إلى 3%. ونقطة التحول من المجموعة الثالثة أو الرابعة أي من الدول المتأخرة إلى الدول الوسطى أن تصل إلى 1% وبعد ذلك تصل من 1% إلى 2%، فإذا أنت دخلت في مجال 2 أو 3% فأنت من الدول المتقدمة التي تنتج العلم والمعرفة الجديدة، ويكون عندك عدد كبير من الفائزين بجائزة نوبل في الفيزياء والكيمياء والطب وما إلى ذلك، فنحن عندما بدأنا الخطة العشرية في عام 2005 كان معدل الإنفاق في دولنا على البحث والتنمية 0,002 يعني 2 في الألف وليس 2%.. فوضعنا هدف أن نصل إلى 1%، بمعنى أننا أردنا أن نضاعف الإنفاق في هذه السنوات العشر خمس مرات حتى نصل إلى 1%، فإذا أنت دخلت في المجال 1% فأنت في الدول المتوسطة. الحمد لله نحن لدينا الآن عدة دول وصلت إلى 1% وهذا شيء مُبشر بالخير، وطبعاً المسألة ليست أن يكون عندك أموال فتصرفها، قد يكون عندك أموال كثيرة لكن لا تستطيع أن تصرفها لأن الهدف ليس مجرد إغداق المال، لا بد أن يكون عندك عدد معين من العلماء، والمؤسسات العلمية، والمشاريع العلمية التي تنفق عليها هذه الأموال، وهذا لا يتأتى بين عشية وضحاها، هذا يأتي إما بناء طويل أو متوسط، الآن وصلنا إلى عدد لا بأس به هو 1%، وفي هذه الفترة أيضاً تضاعف عدد المراكز العلمية التي فيها citation index الذي هو المعيار الدولي للاقتباسات، بمعنى أن المقالة التي تكتبها أنت كم عالم يستشهد بها وما هي مرتبتك في التصنيف الدولي للـcitation index؟ أصبح أيضاً عندنا مجموعة من الدول التي ارتفعت من الأربعينات إلى الثلاثينات إلى العشرينات، ونحن نريد أن نقفز إلى العشرات الأولى وهكذا.
أريد أن أقول أيضاً أنه أصبح لدينا نظام للمنح الدراسية، هذا النظام للمنح الدراسية قد بدأناه في الواقع بطريقة بسيطة جداً؛ لأنني عندما بدأت العمل كأمين عام طلبت الحكومة التركية أن تعطيني بعض المنح إذ كان هناك بعض الطلبات تأتينا من شباب يريدون أن يدرسوا فطلبت من الحكومة التركية أن تعطيني منحاً فأعطتني وبدأت هذه تعطي ثمارها، ثم طلبت من حكومات أخرى وجامعات أخرى وتكوّن لدينا مجموعة كبيرة من المنح، والآن هذه المنح تُوزع بطريقة علمية جادة ويستفيد منها الكثير من أبنائنا الفقراء في دولنا بطبيعة الحال والمحتاجين في دراسة التخصصات العلمية المختلفة وإجراء الأبحاث graduate students)) بالإضافة إلى الأقليات الإسلامية في الدول الأخرى.
عريف الحفل: معالي البروفيسور حبذا لو نختصر الإجابات مستقبلاً لأن لدينا كثير من الأسئلة ولدى الأخوات أيضاً الكثير من الأسئلة وهناك وقت محدد للأمسية.
سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه: سنُمدد الوقت.
عريف الحفل: إذاً لا بد أن يكون هناك تمديد أيضاً لأن الكثير من الأسئلة لم نأت إليها إلى الآن. أنقل السؤال إلى قسم السيدات الزميلة نازك.
السيدة نازك الإمام: نعم لدينا العديد من الأسئلة. السؤال الآن مع الأستاذة حياة حسن أحمد شهاب الأمينة العامة للهيئة العالمية للمرأة والأسرة المسلمة فلتتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أصحاب المعالي، أصحاب السعادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، عندما عُيّنت حديثاً للمنظمة العالمية للمرأة والأسرة المسلمة التابعة لرابطة العالم الإسلامي ومن خلال دراستي لأوضاع المرأة والأسرة المسلمة ولقائي بعدد من المهتمين في مجال المرأة والأسرة في الأمم المتحدة بنيويورك وبالمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، وجدت أن اهتمام المنظمات الإسلامية للأسف لا يتوافق مع ما تواجهه المرأة المسلمة من تحديات ومشكلات في وقتنا الحالي خصوصاً إذا ما دققنا في ما تحتويه اتفاقية "سيداو" وما تفرضه علينا من بنود، وهنا أستغرب كيف توافق الدول الإسلامية على مثل هذه الاتفاقيات ولماذا لا تتحد الدول الإسلامية وتفرض اتفاقية يسمونها مثلاً "اتفاقية مكة المكرمة" تنص على تمكين المرأة المسلمة من حقوقها التي كفلتها لها الشريعة الإسلامية السمحاء، وأتساءل هل وصل الضعف بالأمة الإسلامية حد أن تسمح لغير المسلمين بفرض بنود تنادي بإعطاء المرأة المسلمة حقوقاً مغلوطة وتخالف الشريعة الإسلامية لمساواتها بالمرأة في مجتمعاتهم المُنحلّة ونوافق عليها؟! هنا أقول كما أننا نعتز بأن المنظمة ثاني أكبر منظمة في العالم، لا بد أن تكون أيضاً أقوى منظمة في العالم ولها تأثيرها في صنع القرار. أخيراً ومن هذا المنطلق أرجو أولاً أن نفتح قنوات التعاون بين منظمات التعاون الإسلامي وبين الهيئة العالمية للمرأة والأسرة لنستطيع النهوض والدفاع عن المرأة ورفع الظلم والاضطهاد الواقع عليها في الكثير من دول العالم، كما لمسته من خلال رحلاتي إلى العديد من الدول الأفريقية كزامبيا وموزمبيق وملاوي، حيث تضطهد فيها المرأة المسلمة. ثانياً: أرجو تفعيل دور منظمة التعاون الإسلامي والهيئات المعنية بشؤون المرأة في هذا المجال من خلال وضع استراتيجية لخدمة المجتمعات الإسلامية على المدى الطويل وشكراً. أخيراً، تساؤل فقط: جوزيتم خيراً على وثيقة تمكين المرأة التي ذكرتموها، لكن هل سيتم تطويرها لتشمل المرأة المسلمة عالمياً وتحل محل وثيقة "سيداو"؟ وشكراً.
عريف الحفل: قبل أن تجيب معالي البروفيسور، نود تذكير الإخوة والأخوات بأن لا يكون السؤال على هيئة مداخلة، يعني الأخت الكريمة مشكورة كانت أقرب إلى المداخلة منها إلى السؤال، فحبذا لو يكون طرح السؤال مباشرة واختصاراً للوقت نتمنى الابتعاد عن المداخلات والتطويل في الحديث، وشكراً لكم. تفضل دكتور.
الدكتور إحسان أوغلو: بطبيعة الحال أنا أتفهم الأخت العزيزة الدكتورة حياة على هذه الملاحظات، وأتمنى لها في الهيئة العالمية للمرأة والأسرة التوفيق. لكي يكون لأي شيء تأثير أو تفعيل لا بد أن يكون هناك انتماء واهتمام وتملك، بمعنى أن الوثيقة التي أعددناها والمتعلقة بتمكين المرأة قد عملت عليها 57 دولة ووافقت عليها الدول وصدر بها قرار من وزراء الخارجية وأُنشئ لها جهاز لتطبيقها، إذاً لا يمكن لمنظمة أنجزت كل هذا أن تعمل على تطبيق ما ذكرتِ، وتطبيق هذا يأتي جزءاً من سياسات الدول والمنظمات المدنية في الدول NGOs فلا يمكن لأحد أن ينتظر من المنظمات القيام بكل شيء.. أريد هنا أن أغيّر قليلاً من الجو وسأروي نكتة مشهورة عن نصر الدين خوجَه الذي هو جحا الأتراك يسمونه نصر الدين أُوجَه، أُوجَه بمعنى إمام أو أستاذ أو شيخ أو عالم وليس دائماً مثقفاً كعبد المقصود خوجه.
الشيخ عبد المقصود خوجه: طالما جحا وشيخ وأنا بينهما.
الدكتور إحسان أوغلو: فعُيِّن إماماً في قرية جديدة وذهب إلى القرية فقال له الإمام الذي سبقه: والله يا أخي أنا صار لي سنتين هنا وفشلت في أن أعلِّم هؤلاء الناس كيف يصلُّون! قال له: سنتان ولا يُصلون؟ أجاب الإمام: والله ولا يُصلون، أتمنى لك التوفيق. مرت سنتان إلى أن انتهى عمل جحا فجاء شيخ جديد وقال له: لقد سمعت أن هؤلاء الناس لا يصلون! قال له جحا: لا الحمد لله يصلون انظر وتعال معي نصلي، فذهب معه وصلى معه الظهر والعصر وقبل أن يذهب قال له: لقد لاحظت أنهم لا يتوضؤون! فقال له: نعم، أنا علمتهم الصلاة أنت علمهم الوضوء!!
أعني بذلك أنه لا يمكننا صنع كل شيء، إني أسأل الآن كم من السيدات الفضليات قد اطلع على هذه الوثيقة؟ لا يمكننا نحن أن نصنع كل شيء، نحن نضع الأسس الكبيرة والأطر العامة والقرارات والوثائق وعلى الآخرين أن يطبقوها، لا يمكن أن نلاحق 57 دولة ونقول لهم لماذا لم تطبقوا المادة 15 البند (أ) الذي يمنع استخدام العنف ضد النساء.. لا يمكن.
عريف الحفل: سؤال للأستاذ جميل فارسي.
هو سؤال قصير جداً أو الأصح تعجب! لم أتصور أن أسمع حكاية إنشاء المنظمة ومواجهة القومية العربية وعلى الأقل لم أكن أتوقع أن أراه أو أسمعه في حياتي، والآن سمعت! يظهر أنه ينبغي علينا أن نغيِّر الكثير مما نقرأ، هذه الملاحظة الوحيدة.
الثانية: حكاية رفع الظلم عن المرأة المسلمة حبَّذا لو نشرك معها رفع الظلم عن الرجل المسلم أيضاً وشكراً جزيلاً.
الدكتور إحسان أوغلو: الظلم من جهة النساء يعني؟!
عريف الحفل: إذاً الأخوات السيدات السؤال لَكُن.
السيدة نازك الإمام: سؤال من مهندسة الكمبيوتر ميسون حاووط فلتتفضل.
سعادة الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، كثير من الوعاظ والخطباء المسلمين يدعون على المنابر بالموت والهلاك لليهود والنصارى من دون تحديد المحاربين منهم، وبذلك هم يثيرون الكراهية ضد إنسانيتهم جميعاً ونحن مأمورون برفض دينهم لا شخوصهم، إذاً كيف يستقبلوننا ونحن ندعو عليهم وعلى أممهم بالهلاك والفناء والله يقول وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى (المائدة: 82) فهل من توجيه بهذا وشكراً؟
الدكتور إحسان أوغلو: شكراً سيدتي الفاضلة على هذا السؤال الذي أتى في الواقع جوابه فيه. أعتقد أن إحدى مشكلاتنا المعاصرة هي الاقتباس من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية خارج سياقها، لا بد من فهم سياق الآية ومتى أُنزلت وأسباب النزول والقرآن لا يُفهم بشكل مجتزأ بل يفسر بعضه بعضاً، والمسألة ليست بهذه البساطة كقولهم لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ (النساء: 43) أو قولهم فويل للمصلين (الماعون: 4) يعني لا بد من الفهم الكامل، والإسلام لم يأمر أحداً بالحرب على الآمنين، واحترم الأديان الأخرى وهو أول دين يعترف بالأديان الأخرى، وفي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم نماذج كبيرة وكذلك في حياة الصحابة والخلفاء، موقف سيدنا عمر بن الخطاب عندما فتح القدس، كل هذا معروف في تاريخنا للأسف الشديد التنطع وهو آفة كبيرة، التاريخ الإسلامي هو تاريخ التعايش السلمي بين الأديان المختلفة، وإلى يومنا هذا يعيش أصحاب الديانات المختلفة في بلادنا وعندما اضطهدوا في بلاد أخرى أيضاً جاؤوا إلى بلادنا؛ فعندما اضطهد اليهود في إسبانيا لجأوا إلى المسلمين وآوتهم الدولة الإسلامية سواء العثمانية أو في شمال أفريقيا، فللأسف أنا معك سيدتي الفاضلة في هذا شكراً وجزاك الله كل خير.
عريف الحفل: سؤال للمهندس جمال برهان.
السلام عليكم، شكراً لمعاليكم على هذه الأمسية الشيقة، الممتدة من المحيط إلى الخليج إلى كل العالم الإسلامي. إن تغيير اسم المنظمة من منظمة المؤتمر الإسلامي إلى منظمة التعاون الإسلامي تم في الدورة 38 في كازاخستان في العاصمة ستانا، هل كانت هناك خيارات في المسمى؟ لماذا لم يطلق على المسمى اسم منظمة الاتحاد الإسلامي بدلاً من التعاون؟ أو منظمة التضامن الإسلامي؟ أصدقك القول إني كمواطن مسلم عربي سعودي كنت أنظر إلى المنظمة أنها منظمة تنظيم مؤتمرات إسلامية ومؤتمرات القمة، ألم يحن الوقت اليوم لاتحاد إسلامي؟ خادم الحرمين يدعو اليوم إلى تحول مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد تعاون خليجي، والعالم الإسلامي هو الأولى وهو الأبقى، وشكراً.
الدكتور إحسان أوغلو: شكراً أخ جمال على هذا السؤال المهم في الواقع. دعني أرجع بك إلى الماضي: إن اسم منظمة المؤتمر الإسلامي جاء نتيجة الإخفاق في وجود اسم مقبول من الدول الأعضاء، المعنى: عندما اجتمع مؤتمر القمة في عام 1969م كما هو معروف قرر زعماء خمس وعشرين دولة أن تكون هناك منظمة وأن يكون لها أمانة عامة وما إلى ذلك، ثم جاءت الاجتماعات التي أشار إليها الدكتور عشقي في جدة، وتم تشكيل الأمانة العامة لهذه المنظمة ثم انتقلنا إلى التسمية: ماذا نسميها؟ أول شيء تبادر إلى الأذهان هو منظمة الدول الإسلامية، لكن عدداً كبيراً من الدول رفض هذا، وقالوا: نحن لسنا دولاً إسلامية، نحن لدينا شعوب إسلامية ولسنا دولاً إسلامية.. طيب نسميها كذا قالوا لا أو كذا قالوا لا.. فاستقر الرأي أخيراً على "المؤتمر الإسلامي" إذ إن لدينا مؤتمراً نجتمع في ظله فلتكن "منظمة مؤتمر إسلامي" وذلك لعدم وجود اسم مناسب آخر. جئت في الخطة العشرية وطرحت تغيير الميثاق والاسم والشعار، غيرنا الميثاق من ألفه إلى يائه، والميثاق الجديد لا علاقة له بالميثاق السابق، فهو يتكلم عن القيم الإنسانية الكونية: الحرية، الديمقراطية، حقوق الإنسان، حقوق المرأة، الحكم الرشيد.. أي قيم إنسانية معاصرة نتوق إليها جميعاً كلها موجودة في الميثاق، لكن عندما أردنا تغيير الاسم وقف عدد كبير من الدول ضدنا، وعلى رأسها الدول الأفريقية. فاقتراحي كان يقول organization of Islamic Countries على اعتبار أن الاختصار OIC قد أصبح مشهوراً (organization of Islamic conference) فإذا أبدلنا conference بـcountries يظل الاختصار OIC (organization of Islamic countries)، ولقد ظننت حقيقة أن السلطة عندنا في أنقرة لن تقبل بهذا، وكان لا يزال الرئيس السابق أحمد نجدت أوزال هو رئيس الجمهورية وهو معروف بحساسيته في مسألة العلمانية وذلك قبل مجيء الرئيس عبد الله غول، فعدت إلى أنقرة وقلت في نفسي أنه في حال أقنعت رئيس الدولة فالحكومة طبعاً معنا لكون أردوغان كان قد ترأس الحكومة في ذلك الوقت وسوف يرحب بطبيعة الحال، ولكن حتى لا تكون ثمة مشكلة من تركيا كدولة علمانية والرئيس علماني جداً قلت: والله يا سيادة الرئيس الآن هناك عدة اقتراحات كأن نسميها (organization of Islamic world) منظمة العالم الإسلامي أو كذا، قال: العالم الإسلامي! هذا لا يصح هذه كأنها (NGO)، لمَ لا تسموها منظمة البلدان الإسلامية (organization of Islamic countries)، فقلت في نفسي: الحمد لله لقد أخذنا الفتوى من أنقرة.
ثم جئنا عند الإخوان الأفارقة قالوا لا، لا يجوز، فتوقفنا. حتى أن مشكلة حدثت قبل قمة دكار 2008م كانت ستطيح بالميثاق، فقمنا بمساعي سياسية ودبلوماسية كبيرة وكتب خادم الحرمين الشريفين خطاباً للرئيس السنغالي، فيما ذهبت أنا وقابلته وتفاهمنا وجمعنا الأفارقة قبل اجتماع القمة واتفقنا على جميع النقاط، وانعقدت القمة ووافقنا على الميثاق وانتهى الأمر، ثم بعد ذلك وجدنا كلمة corporation التي لم تتبادر إلى ذهني في ذلك الوقت بأن نضعها مكان كلمة conference وعرضناها على الأفارقة فوافقوا، هذه هي النقطة الأولى سيدي الفاضل.
إن التغيير الآن من الوضع الحالي إلى اتحاد أمر لن يتم وليس من الحكمة طرحه، إذ لا يمكن أن توحّد 57 دولة فهذا عمل إسلامي، العمل الإسلامي يجب أن يكون عقلانياً ومنهجياً وليس عاطفياً أو حماسياً. فالعاطفة تجمعنا جميعاً والحماس نشعره جميعاً والذي لا عاطفة لديه ولا حماس لديه فهو رجل بارد في العاطفة ولا يُرجى منه خير، لكن أن نحكم العاطفة والحماس في العمل فهذا مأخذٌ كبير وليس طريق نجاة.
الآن كيف تتكلم عن اتحاد وعن سوق مشتركة فيما لديك دول ناتجها القومي يصل إلى 25 ألف دولار للفرد في السنة، ودول أخرى لا يصل ناتجها ربما إلى 500 دولار للفرد! لا يمكن! الشيء الطبيعي الوحيد الممكن هو أن تزيد التجارة البينية، وتقوي الاقتصادات، وتشجع التجارة الحرة، ومناطق التجارة الحرة بأسلوب منهجي وعلى درجات، ولا تفكر في أكثر من هذا. اليوم عندما تصل إلى مستوى أحسن من هذا، فإنك تفكر الآن في عدد الكيلوغرامات التي تستطيع أن ترفعها. يجب أن نفكر في هذه الأشياء، هذا هو المنهج السليم.
عريف الحفل: سؤال من قسم السيدات تفضلن.
السيدة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة ريم الخلف مسئولة مكتبات ومعلومات فلتتفضل.
السلام عليكم ورحمة الله، سؤالي ما دور المنظمة في الحد من المتاجرة باسم الدين لكسب المال والشهرة وبث مفاهيم مغالطة للمنهج الصحيح والسَّوي عن طريق وسائل الإعلام ما يؤثر سلباً على العلاقات بين الدول؟
الدكتور إحسان أوغلو: نعم هذا سؤال مهم سيدتي الفاضلة وأعتقد أن مجمع الفقه الإسلامي هو الجهة المسؤولة في منظمة التعاون الإسلامي عن الاهتمام بهذا الموضوع. إن مجمع الفقه الإسلامي قد تم إصلاحه، ففي قمة 2003 في كوالالامبور دعا خادم الحرمين الشريفين إلى إصلاح مجمع الفقه باعتباره المؤسسة المرجعية في العالم الإسلامي التي تقف في وجه الغلو والتشدد والفتاوى غير المسؤولة وما إلى ذلك من أشياء أشرتِ إليها، وعندما بدأت العمل كان أول ما قمت به هو تشكيل لجنة من كبار العلماء ومن أمين المجمع السابق رحمه الله أستاذنا الجليل الشيخ الحبيب بلخوجه. ووضعنا نظاماً جديداً يُعنى بكل هذه المسائل التي تمت الإشارة إليها، ونحن نتمنى كل التوفيق لمجمع الفقه بأن يؤدي إن شاء الله هذه الرسالة.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ مشعل الحارثي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحباً بهذه العودة الميمونة لاثنينيتنا العريقة ومرحباً بمعالي ضيفنا الكريم لهذه الليلة وبهذه الوجوه النيّرة. سؤالي للضيف وباختصار: حفلت الثقافة الإسلامية بآلاف المؤلفات والوثائق والمخطوطات، إلى أي مدى حظيت هذه المؤلفات والمخطوطات باهتمام منظمة التعاون الإسلامي في إعادتها إلى منبعها الأساسي، إلى مكتباتنا ومتاحفنا ومراكزنا الإسلامية وشكراً.
الدكتور إحسان أوغلو: لا شك أنكم تعرفون أن هناك مركزاً متخصصاً في هذه المسائل وهو مركز "إرسيكا"، أي مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية وهو من أجهزة المنظمة، وقد تشرفت بخدمة هذا المركز ردحاً من الزمان وله نشاطات في هذا المجال ويسعدنا أن يكون معنا مديره العام الدكتور خالد أدن وهذا حديث طويل إن شاء الله يكون له مجال آخر. شكراً لكم.
عريف الحفل: سؤال من قسم السيدات وطبعاً سيكون آخر سؤال، وآخر سؤال أيضاً سيكون من قسم الرجال هنا ونختم به هذه الأمسية.
السيدة نازك الإمام: السؤال مع الأستاذة سميرة سمرقندي لكن الجمهور هنا يسأل عن أمر ورد في كلمتكم: ذكرتم معاليكم عن تفعيل التبادل التجاري بين الدول الإسلامية فما هي أهم المواد التجارية المتبادلة بين الدول الإسلامية؟ وشكراً.
الدكتور إحسان أوغلو: تفعيل التجارة البينية هذا عامل أساسي أنا أشكركم وأشكر الدكتورة سمرقندي على هذا السؤال. أعتقد أن أسلوب التجارة البينية هو أسلوب لتحقيق التضامن بين الدول على أعلى مستوى، وبناء أساس كبير للتضامن في المستقبل، وتشجيع الاقتصادات المحلية، وتشجيع الصناعة المحلية، وفي الوقت نفسه إعطاء العالم الإسلامي قوة اقتصادية تجعله يشغل موقعاً استراتيجياً، وهذا ما بدأت بالحديث عنه، أن يكون لنا محل من الإعراب الدولي. لقد عقدنا عدة اتفاقيات لتسهيل التجارة، وبروتوكولات، وأشياء فنية يقوم بها المتخصصون، وهناك نظام أفضلية تجارية أي وسائل لتشجيع التجارة بين دولنا. إذا نحن قمنا بالتجارة في ما بيننا فهناك وسائل لتسهيل ذلك من ناحية التمويل، القروض، التأمين، وكثير من المسائل التي تتعلق بالتجارة. لا أستطيع أن أدخل في تفاصيل هذه المسائل لأنها ليست من اختصاصي لكني أؤكد أن هذا هو مجال حيوي لتحقيق التضامن وأريد أن أعطي بعض الأرقام وبعض الحقائق، أولاً: لقد اختلفت طبيعة التجارة بيننا الآن عما كانت عليه قبل عشرين سنة؛ بمعنى أنه بات هناك تنوع كبير في التجارة، في السابق كانت عبارة عن مواد خام سواء كانت نفطاً أو غازاً أو طاقة أو في المواد الزراعية والحيوانية. لقد أصبح كثير من دولنا الآن كتركيا وماليزيا وإندونيسيا وغيرها من الدول دولاً صناعية من الدرجة الأولى ومتقدمة تكنولوجياً، فالتجارة البينية في ما بيننا تشمل المواد الزراعية والصناعية والخدمات والموارد الطبيعية كالطاقة وما إلى ذلك.
أستطيع أن أقول أن التجارة البينية قد تضاعفت ثلاث مرات ونصف عما كانت عليه في سنة 2005م. فكما قلت قبل قليل كان مجموع التجارة البينية في عام 2004م يبلغ 205 مليارات دولار، وفي عام 2012م وصل إلى 670 مليار دولار، أي زادت الميزانية أكثر من ثلاثة أضعاف ونصف وهذا مهم جداً، ونحن نأمل أن تصل المنظمة إلى20% في سنة 2015م إن شاء الله وسوف نبني على هذا بأن يكون لنا أهداف جديدة وأهداف متقدمة وتقييم لعملية السنوات العشر السابقة.
عريف الحفل: سؤال أخير للأستاذ الدكتور عبد الله مناع.
يا معالي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو ومعالي الأستاذ إياد مدني أوغلو أسعد الله مساءكما السابق واللاحق. أود أن أقول شيئاً واحداً أن هذه المنظمة منظمة المؤتمر الإسلامي والتي قامت في عام 69 لأسباب في جوهرها تنافسي وليس خالصاً لذات الإسلام إنما كانت في مواجهة القومية العربية وقد رفعت شعار حماية القدس وإنقاذ القدس بعد حريق المسجد الأقصى، لكن المشكلة الكبرى أنه بعد مرور أربعة وأربعين عاماً لم تعد القدس عربية بحال من الأحوال وهذا الفشل هو أحد أسباب تردي أحوال هذه المنظمة. أنا لا أريد أن أقول هذا من باب الإحباط لكن الحقيقة هذه نشهدها اليوم، ومن حسن حظ المنظمة هذه أن مر عليها رجال متميزون إلى أبعد الحدود حقيقة، سواء تنكو عبد الرحمن أو عبده ضيوف أو الدكتور أكمل الدين أوغلو. شكراً والسلام عليكم.
الشيخ عبد المقصود خوجه: تفضل.
الدكتور إحسان أوغلو: حتى لا نختم بالفشل بعد كل هذا ونعود إلى المربع الأول، دكتور عبد الله أنا سبق أن أشرت سريعاً إلى هذا الموضوع وقلت إنني غير راضٍ عما آل إليه الوضع في ما يخص هذا تحديداً، ولا أريد أن أرجع إلى مرجعية المنظمة وظروف إنشائها والتنافس وقد أشرت إلى هذه المسائل ووضحتها في كتابي والكتاب متوفر باللغة العربية الآن بعد أن ترجمته ونشرته دار الشروق في مصر وصدر بالإنجليزية في لندن وفي أمريكا وموجود أيضاً في المكتبات هنا، كما تُرجم إلى أربع أو خمس لغات أخرى كالتركية والأُردية والروسية والبنغالية، موجود إذا كنتم لا تحبون أن تقرؤوا بالعربية فاللغة البنغالية موجودة الآن.
أقول إن تحميل المنظمة مسؤولية القدس أمر غير مقبول ولا يجوز.. صحيح أن المنظمة قد أُنشئت من أجل ذلك ووضعته أحد أهدافها، لكن هل من قوة في الأرض تستطيع تغيير الواقع الذي تعيش فيه القدس؟ هل الجامعة العربية تستطيع أن تقوم بهذا؟ هل مجلس التعاون الخليجي بكل ما أوتي من قوة مالية وبترولية يستطيع أن يقوم بهذا؟ هل الأمم المتحدة ومجلس الأمن يستطيعان أن يقوما بهذا؟ هل الحروب التي حصلت في أعوام 48م – 67م – 73م إلى آخره ساعدت على هذا؟
إلا أنني سوف أعطيك مثالاً عن مشروع لخدمة القدس، وقد قمنا به ونجحنا في إعداده لكننا فشلنا في تطبيقه، نجحنا في إعداده وفشلنا في تطبيقه! إذاً أين النجاح وأين الفشل؟ هنا يجب أن نقيم الأمور بصورة علمية سليمة: الفشل موجود ولا يمكن أن ندفن رؤوسنا في الرمال، لكن يجب أن لا نحكم بشكل سريع يظلم الأطراف المعنية. نحن نعمل ولأول مرة في تاريخ المنظمة بعيداً عن الشعارات وبعيداً عن القرارات والبلاغات. أقول لك مثلاً إن هناك لجنة للقدس وهي لجنة رئاسية كبيرة برئاسة رئيس دولة لم تنعقد منذ عشر سنوات! لقد مضى علي تسع سنوات في الأمانة العامة ومنذ تسلمي المنصب حاولت ثلاث مرات عقد اجتماع لهذه اللجنة بناء على طلب من الرئيس عباس وسعينا وأُعطينا مواعيد وتواريخ وأُجلت.. يعني لا يمكن أن نضع اللوم على المنظمة وإذا كان هنالك من لوم فاللوم يقع على الجميع، أما نحن فقد قمنا بقسطنا وأخذنا المبادرة للمرة الأولى وقبل ذلك لم يكن هناك شيء يذكر في خدمة القدس وشكراً.
عريف الحفل: كلمة أخيرة لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه مؤسس ((الاثنينية))، تفضل.
الشيخ عبد المقصود خوجه: ليست كلمة إنما توضيح وكشف حساب. هذان الجزءان التاسع والعشرون من سلسلة (الاثنينية) هما حصيلة العام الماضي فأحمد الله أنه وفقنا واستطعنا طباعتهما وهما الآن بين أيديكم، وقد وجدنا من باب الوفاء لمعالي الدكتور محمد عبده يماني ـ رحمه الله ـ وهو من واظب على حضور أمسيات "الاثنينية" منذ بدايتها وحتى آخر يوم من أيام حياته وكان معنا باستمرار في ((الاثنينية)) وله كثير من الكلمات والكثير من المداخلات لو لم نجمعها ونضعها في كتاب لانتهت ولن يعرف عنها أحد شيئاً، فوفقنا الله سبحانه وتعالى إلى جمعها وطباعتها وهي الآن بين أيديكم.
أخيراً من المجموعة الكاملة للأستاذ الدكتور عاصم حمدان علي تم طباعة الجزئين الخامس والسادس وأصبحا قيد أيديكم. في الحقيقة لم تقصّر المنظمة وأرادت أن توزع كتيبات ونشرات وأهم إنجازات ومبادرات التعاون الإسلامي، لكن كالعادة رأينا أن توزع في نهاية الأمسية لأننا إذا وزعنا أي أوراق قبل الجلسة ينصرف الكثيرون للاطلاع عليها تاركين الاستماع إلى الضيف والحوار.
هنا ورقة سنقدمها لكشف حساب ((الاثنينية)) سميناها هذا المسمى وقلنا في هذه الورقة:
لقد تعودت ((الاثنينية)) أن تكون شريكاً لكل من يهمهم أمرها منذ تأسيسها عام 1403هـ، أي قبل اثنين وثلاثين عاماً فنجد من الواجب تقديم كشف حساب لما تم إنجازه.
- أكملت ((الاثنينية)) رفع عدد 452 فعالية كاملة صوتاً وصورة لموقعها على "اليوتيوب" وابتداءً من الموسم الماضي يتم رفع كل أمسية في اليوم التالي مباشرة على الموقع نفسه.
- في عمل غير مسبوق أكملت رصد 31 ألف صورة فوتوغرافية في قرصين ممغنطين لمن يطلبهما كما تم رفعها لموقع ((الاثنينية)) على الإنترنت.
- رصدت في موقعها 180 مجلداً حتى الآن في 85268 صفحة، و3324 صورة فوتوغرافية وهي حصيلة ما ترونه أمامكم.
- دشّنت موقعها على "الفيس بوك" للتواصل الاجتماعي والثقافي والأدبي.
- دشنت موقعها على "تويتر" لمتابعة برامجها وأخبارها واستقبال الآراء والأفكار والمقترحات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته من جانبي.
 
طباعة
 القراءات :244  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 12 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 1999]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج