شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(ليفنغستون) والاستفادة من الشخصيّات الغربيّة المؤثّرة
يجب أن نقرّ بأنّ الطّوائف الأخرى من غير العرب والمسلمين، الذين يعيشون في المجتمعات الغربية، هم أكثر تنظيمًا وفهمًا لمجريات الحياة السياسيّة والإعلاميّة والفكريّة في تلك المجتمعات. ويشير المفكّر والسّياسي البريطاني الراحل كريستوفر مايهو Christopher Mayhew، في كتابه تغطية حقائق الشرق الأوسطThe Middle – East – Cover - UP)) بأنه بينما كان اليهود واضحين في أهدافهم، ومحنكين في طروحاتهم كان العرب يفتقرون إلى القدرة في اتخاذ القرار، كما كانت تنقصهم المقدرة على فهم التقاليد السياسية الغربية، ويضرب مثلاً بالعالم اليهودي حاييم وايزمان Chaim Weizman والذي درس في جامعة مانشيستر البريطانية، فلقد استطاع بذكائه التسلّل إلى مراكز صنع القرار، فعقد صداقة قوية مع الزعيم المحافظ آرثر بلفور Balfour والذي تشاور مع وايزمان، واللورد اليهودي أيضًا روتشيلد Rothschild، وهما حقيقة وواقعًا من صاغا قرار بلفور الشهير بإنشاء وطن قومي لليهود، ولم تكتف هذه الشخصيات اليهودية بأن يصدر بلفور قراره ولكنّهم عملوا على عرض القرار على مجلس حكومة الحرب البريطانية، فصدر عن ويستمنستر في 31 أكتوبر 1917م، وكان بذلك قرارًا سياسيًّا معتمدًا ولهذا التزمت الحكومات البريطانية المتعاقبة بالوقوف إلى جانب الحركة الصهيونيّة دون أي اعتبار للحقّ العربي في أرض فلسطين.
* منذ بداية الثمانينيات الميلادية ظهرت شخصيّة بريطانية غريبة الأطوار وهو السياسي العمالي أصلاً ثم المستقل كين ليفنغستون Ken-Livingstone، والذي شنّ في 1985م حملة على مجلس النوّاب اليهودي في بريطانيا حيث وصف أعضاء المجلس بأنّهم أصحاب رؤى يمينيّة متطرّفة، ووصف شارون في العام الماضي بأنّه جزّار، ولم تفلح الزعيمة المحافظة تاتشر ولا الزعيم العمالي الحالي توني بلير في التخلّص من ليفنغستون؛ فهو صارعهم جميعًا، وفاز بمنصب عمدة لندن، وهو منصب هام ومؤثّر داخل بريطانيا وخارجها.
في التظاهرة الأخيرة التي قامت بها الجالية المسلمة في بريطانيا ضدّ الرّسوم المسيئة لشخصيّة النّبي الخاتم صلّى الله عليه وسلّم في بعض الصحف الغربيّة، كان ليفنغستون حاضرًا في هذه التظاهرة والتي تعبّر بطريقة سلمية وعقلانيّة عن حقّ تقرّه جميع الأديان والمذاهب والقوانين؛ وهو عدم التعرّض للشخصيّات الدينيّة بسوء أو تشويه صورتها عمدًا عن قصد مسبق، وعلى الرغم من بعض الآراء المتطرّفة التي يحملها ليفنغستون وزميله النائب والوزير العمالي السّابق توني بلير؛ إلا أنّه يمكن الاستفادة من تضامنهما في القضايا العربيّة والإسلاميّة، ولابد للمراكز والسّفارات العربيّة في لندن وفي غيرها من العواصم الغربيّة أن تستفيد من تجارب الأقلّيات الأخرى التي استطاعت التّعامل مع الأنظمة الغربيّة من داخلها، كما يفترض التشجيع الواعي للأصوات المعتدلة داخل المجالس النيابيّة الغربيّة في إطار المؤسّسات المدنية، فلقد ارتفعت في الماضي أصوات دافعت بحياديّة وموضوعيّة عن قضايانا، رحل بعضها وبقي البعض الآخر لا نعرف عنهم شيئًا، ولم نكلّف أنفسنا عناء البحث عنهم وتقصّي أحوالهم.
ونضرب مثلاً بالنّائب والكاتب مايكل آدمز Adams، ومايهو الذي اشترك مع آدمز في تأليف بعض الكتب عن القضايا العربيّة، وكذلك هيو فووت Foot، والذي يعرف بلقب رولد كاردون Cardon ، وهو صاحب القرار الشهير 242، عندما كان فووت مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة وكان من آخرهم روبن كوك الوزير البريطاني الراحل والذي قال في خطاب استقالته: "تتحدّثون عن الانصياع لقرارات الأمم المتحدة وهذا قرار وضعناه -أي 242- لم تلتزم إسرائيل به فلم لا تطالبون بإنزال العقوبات بها؟!".
 
 
طباعة
 القراءات :211  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 38 من 100
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.