شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الصّحافة الغربية والصّورة المشوّهة عن العربي
قبل عدة سنوات وقعت زوجة الابن الأصغر لملكة بريطانيا ضحية مؤامرة صحافية تنكّر فيها صحفي بريطاني بزيّ شيخ عربي يعرض خدماته على الفتاة (صوفي) التي تنتسب للقصر الملكي البريطاني، وكان من أهداف تلك الصحيفة التي ينتمي إليها هذا المخبر الذكي الحصول على معلومات عن الابن الأصغر، وهو أمر دأبت عليه صحف (التبلويد) المتخصصة في نشر الإثارة والفضائح؛ وخصوصًا عن رجال السياسة، وكان من ضحاياها (اللورد آرثر) ورئيس الوزراء السابق جون ميجور والذي كشف لاحقًا عن علاقة غير شرعية بوزيرة ذات جذور يهودية تدعى Edwina Currie (إيدوينا كيوري) وقد أطلقت عليها الصحف البريطانية اسم وزيرة البيض الفاسد.
تكررت صورة الشيخ العربي أخيرًا في قصة حبكت أحداثها لتخرج بمعلومات عن أميرة كينت، ذات الجذور الألمانية، وزوجة ابن عم الملكة الأمير (مايكل) Michael of Kent وخصوصًا عن القصر الذي يعود تاريخه للقرن السابع عشر الميلادي والذي يأمل الزوجان بيعه بمبلغ لا يقل عن ستة ملايين جنيه إسترليني.
المخبر وصل في طائرة هيلكوبتر بزي شيخ عربي، كما تذكر صحيفة (الصنداي تايمز، 4 سبتمبر 2004م)، وتحدثت إليه الأميرة في حميمية مصطنعة عارضة جملة من الخدمات التي يمكن أن تقدمها للشيخ العربي الذي زعم أنه ينتمي إلى (دبي) ومن ضمن هذه الخدمات، التعليم، والكتابة، وإلقاء المحاضرات، مشترطة أن تكاليف محاضرة واحدة تقوم بإلقائها لا تقل عن 25000 جنيه إسترليني.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا قام مخبر صحيفة (أخبار العالم) News of world مظهر محمود، بارتداء زي شيخ عربي كما فعل قبله صحافيون آخرون؟ ومعلوم أن كلمة شيخ Sheikh في الإعلام العربي تقترن بمظاهر البذخ، والثراء، بمعنى آخر أنها ليست صورة حضارية، بل هي صورة يسيل لها لعاب كل المحتالين والنصابين في تلك المجتمعات التي لا يمكن فيها مطلقًا بل يستحيل أن ترسم صورة عن اليهودي والبوذي بنفس الملامح والسمات التي ترسمها عن صورة العربي، ولقد قامت الدنيا ولم تقعد في بريطانيا قبل أشهر عندما أقدم الابن الأصغر للأمير تشارلز، ولي العهد البريطاني، بالتنكر في حفلة بزي نازي واعتبر الأمير الذي أقدم على سلوكه بباعث طفولي محض بأنه يحمل في داخله عداء للسامية، والسامية مقصورة في القاموس الغربي على اليهود وحدهم.
الجمعيات اليهودية والصهيونية في الغرب جاهزة دومًا لإثارة الضجة حول كل ما يتصل باليهود، وهذا من حقهم توضيحًا أو دفاعًا، وهم من أكثر أمم الأرض تمسّكًا بتراثهم حيثما حلّوا، ولا يمكن لأحد أن يشير إليهم بأصابع الاتهام بأنهم أصوليون أو متشددون.
وبالمقابل فإنّ كثيرًا ممّا يثار ضد العرب استهزاء واستهتارًا يمرّ على الجمعيات والمؤسسات العربية الموجودة في العواصم الغربية دون أدنى رد مشروع تكفله حرّية النشر الموجودة في الغرب، إلا أنّ قضية الصحافي (مظهر محمود) والزي العربي تطرح كثيرًا من الأسئلة؛ والأهم منها لماذا اقترن كل ما هو عربي في الذهنية الغربية بكل ما هو سيئ وسلبي، ألسنا كذلك مسؤولين عن جانب كبير من هذه الصورة المشوّهة؟ وماذا فعلنا لإصلاح ما فسد منها وما تشوّه؟ إنّه زمن العروبة الرديء.. ويا أمان الخائفين.
 
 
طباعة
 القراءات :189  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 34 من 100
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.