شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرّاحة (1)
بَحَثْتُ عن الرّاحةِ المُصْطَفاهْ
وقد خَلَصَتْ من دواعي الهمومْ
ورَقَّتْ كما رَقَّ ضوْءُ الإياهْ
وطابتْ كما طابَ بُرءُ الكلامْ (2)
ولكنني لم أجدْ راحةً
كتلكَ.. وقد آن أن أستريحْ
رأيتُ السّعيدَ بلذّاتِهِ
وَشُمْتُ الغَنِيَّ على ما أفادْ
كِلا اثْنَيْهِما في سُويْعَاتِهِ
يَمَسُّ مع الورودِ شوكَ القتادْ
وأصبحتُ أعْجَبُ من عالَم
شقيٍّ.. وقد آن أن يستريحْ
* * *
وذو الجاهِ يَزْهُو بما نَالهْ
من الجاهِ.. أنَّى نَهَى أو أمَرْ
وذو الوهم يخطفُ ما خالَهْ
قريباً وإن كان فوق القَمَرْ
حِجَى خائبٍ ضَلَّ في مَجْهَلٍ
سحيقٍ.. وقد آن أن أستريحْ
* * *
وكم عالمٍ عالِمٍ عالمٍ
ثلاثاً.. كما قيل عند الطّلاقْ
تألَّمَ من روحِهِ الهائمِ
يُغَلُّ فيَأبَى سوى الانعتاقْ
ولَجَّ فما عادَ بعد الغِنَى
بشيءٍ.. وقد آن أن أستريحْ
* * *
وآخرُ أجهلُ من (لَقْلَقٍ)
وإن كان يلبَسُ ثوبَ النّعيمْ (3)
إذا ارتاحَ في يومِهِ المُونِقِ
أُصيبَ بِيَوْمٍ ثقيلٍ شَتيمْ
يُحَمِّلُ نَعْماءهُ ذَنْبُهُ
غباءً.. وقد آن أن يستريحْ (4)
* * *
وفي الوحشِ والطّير أمثالُنا
ثِقالُ الهمومِ.. كُثَارُ التَّعَبْ
نَلُوكُ الأماني فما بالُنا
نُصَدِّقُها بعد فَرْطِ الكَذِبْ
أرى الكونَ يَعمهُ في حُنْدُسٍ
بَهيمٍ.. وقد آن أن يستريحْ
* * *
بَلَوْتُ السُّرورَ بألوانِهِ
فإن عَزَّ في صدقِهِ.. انْفَعَلْ
وناء فؤادي بأحزانِهِ
وما ارْتَحْتُ في القول أو في العملْ
ولم أسْتَفِدْ راحةً حلوةً
لنفسي.. وقد آن أن أستريحْ
وجدتُ.. وجدتُكِ يا راحتي
ألا ما أشدَّ غباءَ الأنامْ
إذا نزَلَ الموتُ في ساحتي
ورَفَّ نداهُ رفيفَ الغَمامْ
وزُفَّ الضعيفُ إلى قبرهِ
ونام فقد آن.. أن يستريحْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :505  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 244 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج