شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شَيْن (1)
(قال لي صديقٌ اسمهُ "ابن جلال" بالتّشديد: أنتَ شَيْن).
الأمرُ لله، لا لي يا ابْنَ جلال
ما كان يخطُرُ لي (شَيْنِي) على بَالي
فَكِّرْ إذا كنتَ شَيْنَ الوَجْهِ هل شَرِكَتْ
يداك في خَلْقِ أعضاء وأعْضالِ؟
وإن تكن شَيْنَ خَلْقٍ هل يَسُرُّكَ أن
تعْتَاضَ أثوابَ أجوادِ ببُخَّالِ؟
هل كان ذلك من وَكْدِي وهل شَغُفَتْ
بذاك نفسي.. وهامتْ فيه آمالي؟
وإن تكنْ تبْتَغي نَهْجَ الهدى.. فعَثَتْ
بك الرياحُ، فأمسى نهجَ ضُلاَّلِ
صَلَّحْتَ نِيَّةَ نفسٍ فانْبَعَثْتَ بها
قسْراً بأحبط أقوالٍ وأفعالِ
ماذا تحاولُ؟ هل يختارُ من قصَدَتْ
يداهُ أيْسَرَ حالٍ عُسرْ أحوالِ؟
الناسُ أجْمَعُ حَيْرَى لا ضياءَ لهم
في ظُلْمَة ذاتِ أغوال وأدْغالِ
الشّمسُ أكْسَفُ من عينٍ على رَمَدٍ
والبدرُ يُرقِلُ ذعراً أيَّ إرقالِ
لا يستقرُّ بأعْنانِ السّماءِ ولا
يَبْهَى لِحُلاَّلِ أقوامٍ وقُفَّالِ
والشُّهْبُ في الجَوِّ -مثلُ الماءِ أخيلةٌ
موهومةٌ فهْيَ تسْعَى سَعْيَ أوْعالِ
فكيف يَرْغَبُ إنسانٌ على مِقَةٍ
لنفسهِ شَقْوَ آبادٍ وآزالِ؟
في (العقل) شيءٌ عجيبٌ لستُ أفْهَمُهُ
فقد يُؤَدِّي إلى ما لا يُؤَدَّى لي
كم رُمْتُ حَلَّ أمور ثُمَّ (أعْقَبَها)
عَمْداً بأشْنَعَ ضِغْثٍ فوقَ إبّالِ (2)
وكم توَخَّيْتُ عدلاً فانْقَلَبْتُ (بِهِ)
جَوْراً إلى جُرُفٍ في الرَّمْلِ مُنْهَالِ
والعقلُ مُشْتَرِكٌ ما بين عاطفةٍ
تَصْبُو.. وعزْمٍ يخوضُ البحرَ كالآلِ
فأنتَ بالعقلِ أو بالنفسِ مُمْتَهَنٌ
أيَّ امتهانٍ جَهُولٌ بين جُهَّالِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :497  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 245 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.