شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أمَانِيٌّ عِذَابْ
عَلَى تِلْكَ الأبَاطِحِ والهِضَابِ
مُلِثُّ الْوَدْقِ (1) مُنْبَجِسُ السَّحَابِ
يُحَيِّيْهَا، وَيَغْدُو في رُبَاها
غُدُوَّ الحُلْوِ، في أبْهَى الثِّيَابِ
بِلاَدُ حَبِيبَتي، ومَرَادُ لَهْوِي
ومَشْهَدُ صَبْوَتِي بَعْدَ الغِيابِ
تَبَاطَأَتِ السِّنُونُ، وَقَدْ ألَحَّتْ
عَلَيَّ بِمِخْلَبٍ مِنْها وَنَابِ
وَمَا عَامَانِ في دُنْيَا ابْتِعَادٍ
سِوَى عَامَيْنِ في دُنْيَا اقْتِرابِ
شُعُورٌ فِيهِمَا، وَهْماً وَذِكْرَى
سَوَاءُ في ابْتِسَامٍ وَانْتِحَابِ
يُزَوِّدُكَ الشُّعُورُ بِقُرْبِ وَصْلٍ
كأنْ قَدْ فُزْتَ مِنْهُ بالطِّلابِ
وَكُنْتَ كَذَاكَ، مَا أطْلَقْتَ صَوتاً
فَلَم يَكُ مِنْكَ يَوْماً بالمُجَابِ
عَلَى شَحْطِ المَزَارِ أرَاكَ مِنِّي
بِمَنْزِلَةِ الطَّعَامِ، أوِ الشَّرابِ
لِسَانِيْ هَادِئٌ، وَهَوَايَ غافٍ
وَقَلْبي دَائِمُ السّجَّاتِ (2) كَابِي
رَأَيْتُ الوَجْدَ أسْكَنَ مَا تَرَاهْ
كَمِثْلِ السَّيْفِ يَقْطَعُ وَهوَ نَابِي
* * *
وغابَ الدَّهْرُ إلاَّ بَعْضَ حِينٍ
كَأنَّ الدَّهْرَ وَمْضٌ في سَرَابِ
وَقِيلَ بأنَّ مَرْجِعَكُمْ وَشِيكٌ
فَيا لكَ مِنْ أمَانِيٍّ عِذَابِ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :418  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 21 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.