شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حسين سرحان لـ ((اليمامة)):
جيل الشباب يجهل التراث (1)
في ذاكرة الأستاذ حسين سرحان بعض المشاريع الأدبية التي لم تكتمل، حتى الأعمال التي في طريقها إلى القارئ قريباً لم يعفها شاعرنا من مقاييسه القاسية في قوله: "إن أفضل قصائدي هي التي لم أكتبها حتى الآن"، وبهذا المعيار المتجرد أيضاً لا يتردد سرحان في وصف الجيل الحديث من الشعراء بأنهم ليسوا سوى مجرد باعة في سوق السيارات.. فمنهم سطحيون يعتنون بالقشور، وأميون في المجالات التراثية والأدبية، ربما لأن هذا البدوي حاد كالسيف، فاره كالرمح، ولذلك فإنه من الصعب جداً أن يكون راضياً عن نفسه أو عمّن حوله من الأدباء والكتّاب كباراً كانوا أم صغاراً.. ولئن كانت في أحكامه حدّة، فإن في نظراته مودة وأملاً، أملاً في مستقبل أكثر إشراقاً للشباب وربما أملاً في أن ينتج أكثر.. وربما في هذا الحوار الذي أجرته "اليمامة" مع الأستاذ حسين سرحان يتحدث أيضاً عن تجربته وحصيلته من القراءات والمتابعات وعلاقات الوسط الأدبي والصحفي في ذلك العصر الذي يصفه بمرحلة "الانبعاث الثقافي" التي أفرزت العديد من الرموز الثقافية الناضجة.. فإلى ما قاله حسين سرحان.
- كيف بدأت حياتك الأدبية؟
- ليس هناك ما يلفت النظر في بدايتي الأدبية، فأنا درست في مدرسة الفلاح، وبعد سنة ونصف من دراستي تركتها دون أن أحصل على أية شهادة، حينها أحسست بالفراغ فأقبلت على القراءة ليلاً ونهاراً من صحف ومجلات وكتب أدب وتاريخ وفلسفة، وما زلت على ذلك إلى يومنا هذا، ومن هنا تشكلت حياتي الأدبية في بداية أمرها.
- وكيف كانت بداياتك الشعرية وهل هناك صعوبات واجهتك في البداية؟
- لا أتذكر كيف كانت بدايتي الشعرية، كل ما أذكره أنني عندما كنت أدرس في مدرسة الفلاح بالقشاشية وكان عمري يتراوح آنذاك بين الثانية عشرة والثالثة عشرة، صدر كتاب جواهر الأدب لأحمد الهاشمي، وفي نفس الوقت صدر كتاب مجاني الأدب للويس شيخو من بيروت في عدة أجزاء فأدمنت على قراءتهما، بالإضافة إلى المجلات الأدبية التي كانت تصدر آنذاك مثل مجلة الهلال والمقتطف وغيرهما.. وأذكر أنني كنت أدمن على قراءة الأدب والشعر وما يتصل بهما وقد تكون من هناك البداية في نظم الشعر وغيره، ولم أتذكر أن واجهتني أية صعوبات في تلك الفترة.
- كيف كانت الحركة الأدبية في تلك الأيام؟
- كانت الحركة الأدبية في تلك الأيام منبعثة انبعاثاً جيداً، وكانت المعارك الأدبية في قمة ازدهارها بين فرقاء عديدين مثل العواد، وحمزة شحاتة، والأنصاري وضياء الدين رجب وغيرهم من الأدباء وممن يتصلون بالأدب من قريب أو بعيد.
- على ذكر المعارك الأدبية فأنت أحد الأدباء الذين اشتهروا بمعاركهم الأدبية في تلك الفترة، فيا حبذا لو ذكرت للقرّاء بعضاً من تلك المعارك؟
- دارت بيني وبين بعض الزملاء العديد من المعارك الأدبية كالأستاذ عبد القدوس الأنصاري، وبيني وبين الأستاذ محمد حسن عواد يرحمهما الله، وهناك معارك أخرى كثيرة لا أتذكرها.
- أين كنتم تعقدون اجتماعاتكم الأدبية في تلك الفترة؟
- أنا شخصياً لم أكن أجتمع بأحد مع العلم بأنه كانت هناك تجمعات أدبية مثل مركز المسفلة وكان يرأسه الأستاذ حمزة شحاتة، وكانت هناك اجتماعات أخرى في جدة، لكني شخصياً منذ أن نشأت إلى يومنا هذا لا أجد لدي رغبة في الاجتماع بندوات من هذا النوع، لكني أتذكر أيضاً أننا كنا نجتمع في مكتبة عبد الله فدا وكانت في باب السلام في تلك الفترة، وكان يأتينا الأستاذ الغزاوي رحمه الله، وكانت لقاءاتنا مستمرة في هذا المكان، وكنا نعقد ندوات وأبحاثاً وما إلى ذلك.
- هل وجدت في الحجاز مدارس أدبية على غرار مدرسة الديوان والمهجر وأبولو أو شيء من هذا القبيل؟
- لا أظن في الحجاز مثل هذه المدارس في تلك الفترة، ولا أتذكر شيئاً من هذا النوع، إنما الذي أذكره أنه كان في أول الأمر فرقاء متعددون منهم من يميل إلى نهج محمد حسن عواد، ومن يأخذ بطريق حمزة شحاتة، ومنهم بين بين.
- وأنت شخصياً إلى أي منهما كنت تميل؟
- أنا شخصياً لم أكن أميل أو أنزع إلى شيء من هذا النوع على الإطلاق، وإنما كنت مكتفياً بطريقي الذي أعددته لنفسي، ولم أجد في نفسي الرغبة كي أنزع هنا أو هناك.
- لكن في بداية تجربتك الشعرية ألم تتأثر بأي مدرسة من المدارس الأدبية السالفة الذكر والموجود بعضها في مصر مثلاً؟
- التأثر لا بد منه، ولكن ليس بالتأثر الذي يجعلني أن أقلد تقليداً أعمى لهذا أو ذاك من زعماء الأدب أو زعماء الطرائق الأدبية، فهناك أحسن من التأثر والتقليد وهو الإعجاب، فقد أعجب بشخص معين مثلاً لكني لا أقلده.
- مثل مَنْ من الذين كان يعجبك شعرهم؟
- مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران.
- وبالنسبة للنثر؟
- في النثر كنت أعجب بالمازني والعقاد وطه حسين، ونتيجة للإعجاب قد يكون هناك بعض التأثر وبعض الإعجاب، أما كوني أقلدهم أو أتقيد بطرائقهم فليس لدي شيء من ذلك.
- [بكري] (2) شيخ أمين أعد رسالة دكتوراه عن الحركة الأدبية في المملكة وقال إن الأدب السعودي أدب مقلِّد، ودار حوار طويل بينه وبين بعض الأدباء كالأستاذ عبد العزيز الرفاعي وغيره حول هذا الموضوع، فما رأيكم في هذا القول؟
- أنا لم أقرأ هذه الرسالة ولا أعرف هذا الدكتور، لكن المعروف أن كل أدب يكون مقلداً في أول الأمر حتى إذا استقل بشخصيته عندئذ ينهج منهجاً خاصاً منفرداً ولا يعود بعد ذلك في حاجة إلى التقليد.
- يلاحظ انقطاعك عن الساحة الأدبية في الآونة الأخيرة فما سبب ذلك؟
- لا توجد بواعث تدعوني أن أكتب أو أنظم أو أنشر أي شيء، فالبواعث قليلة جداً بل معدومة.
لماذا؟ لا أعرف ولكنني الآن منكب على القراءة فقط، فهي لذتي الوحيدة، وليس لدي ما يمكن أن أقدمه للقرّاء في المدة الأخيرة من ناحية الشعر ولا من ناحية النثر.
- هل لديك إنتاج أدبي في الطريق غير ديوان أجنحة بلا ريش والطائر الغريب؟
- لي ديوان آخر اسمه "الصوت والصدى" وهو تحت الطبع في نادي الطائف الأدبي، وقد كتب مقدمته الدكتور إبراهيم العواجي. كما أن نادي الرياض الأدبي سبق أن جمع شيئاً من مقالاتي ونشرها من تلقاء نفسه في كتاب بعنوان "من مقالات حسين سرحان"، ولدي إنتاج أدبي شعري وغيره في طريقه للنشر مستقبلاً.
- أنت من الأدباء القلائل الذين عملت عنهم رسائل علمية أثناء حياتهم كرسالة الأستاذ الزميل أحمد المحسن التي تقدم بها لنيل درجة الماجستير في الأدب من جامعة الملك سعود، فما شعورك عند سماعك لمناقشة الرسالة؟
- ليس لدي شعور معين يمكن التعبير عنه، فأذكر أن جاءني العديد من طلبة العلم وكان آخرهم أحمد المحسن وأعطيته ما طلبه من معلومات وطلبت منه وعداً بأن يرسل لي نسخة من رسالته كي أعرف ماذا كتب عني، لأن هذا من حقي ووعدني بذلك لكنه لم يف بوعده، حيث سمعت في الآونة الأخيرة أنه حصل على درجة الماجستير لكني ما زلت لا أعرف ماذا كتب عني إلى اليوم.
- المتابع للصحافة المحلية أيام زمان يلاحظ بأنك عملت فترة لا بأس بها مسؤولاً عن بعض الملاحق الأدبية، وكانت لك مشاركات أخرى وفيرة، فما انطباعاتك عن صحافة تلك الأيام؟
- في أول الأمر نشرت إنتاجي في صحيفة أم القرى حيث نشرت فيها العديد من الموضوعات نثراً ونظماً، ثم صدرت صوت الحجاز، وبعدها البلاد السعودية ثم البلاد وعكاظ والمدينة والندوة، ونشرت فيها جميعاً ما تيسر من إنتاجي، وكنت مشرفاً على الملحق الأدبي في جريدة البلاد عندما كان رئيسها في تلك الفترة الأستاذ حسن قزاز.. وعلى العموم صحافة أيام زمان كان لها طعم خاص ونكهة خاصة تختلف عما هي عليه اليوم.
- ربما هذا يقودنا إلى سؤال آخر وهو: ما تقييمك للصحافة المحلية اليوم؟
- صحافة اليوم إذا قرأت صحيفة واحدة منها أغنتك عن باقي الصحف، لأنها اتجاه واحد والتزام واحد، وليس هناك مُثل تتقيد أو تلتزم بها في أي ناحية من النواحي؛ فأنا مثلاً أقرأ الصحف المحلية كلها لكني لو قرأت صحيفة واحدة منها لكان في هذا غنى عن بقية الصحف الأخرى.
- الصحافة الأدبية هل ترى بأنها أدت الدور المطلوب منها؟
- قراءتي قليلة للملاحق الأدبية، لكني أعتقد أنها قائمة بما يلزم في حدود إمكانياتها.
- غياب النقد عن الساحة الأدبية هذه الأيام بماذا تفسره؟
- أصلاً لا يوجد أدب يستحق النقد في الوقت الحاضر، فليس هناك أدب ذو قيمة حتى يكون هناك نقد ذو قيمة!!
- لدينا فقط أم في العالم العربي على وجه العموم؟
- لدينا بالأخص، وفي العالم العربي على وجه العموم.
- إذاً ما تقييمك للأندية الأدبية في المملكة؟
- ليس لدي رأي خاص فيها لأنني لم أشترك في أي نادٍ أدبي على الإطلاق.. وعلى كل حال الأندية الأدبية قائمة بما يجب أن تقوم به في حدود إمكانياتها.
- بماذا تفسر خسارة شركة عريقة في طبع الكتب بحوالي مليوني ريال، وهي شركة تهامة، وهل لهذا علاقة بحركة الركود الأدبية اليوم وعدم وجود القرّاء المتابعين أم ماذا؟
- تهامة لها مطبوعات جيدة وممتازة وقد أقبلت على النشر إقبالاً جيداً وممتازاً في ما مضى، ولكني أعتقد أن هذا يرجع إلى الإنسان في هذا العصر حيث انصرف عن القراءة وغلبت المادة على كثير من الناس بل وتكالبوا عليها، ولا شك أن بحثهم عن لقمة العيش يبعد الكثير من الناس عن القراءة وما إليها.
- هناك قضايا شغلت الساحة الأدبية اليوم كالحداثة وغيرها بالرغم من أن الموضوع قديم؛ فهل تعتبر هذه الظاهرة صحية؟
- كل شيء في أول أمره يسمى حداثة، شأنه شأن أي فن من الفنون وأي علم من العلوم، ولا عيب في اسم الحداثة ولا ضير منها حتى إذا تمكنت ورسخت وتوطدت أقدامها فإنها ستتحول إلى ما هو خير من الحداثة وأحسن منها.
- ما رأيك في الشعر الحر؟
- أنا أعتقد اعتقاداً شخصياً أن الفنون والعلوم والآداب لها قيود خاصة إذا تجاوزتها لا يعتبر الأدب أدباً ولا الفن فناً؛ فهناك الموسيقى مثلاً أو التشكيل أو التصوير أو النحت.. لكل علم أو أدب أو فن من الفنون قيود خاصة يجب التقيد بها ولا يمكن تجاوزها بحال من الأحوال، فإذا تجاوز الأدب أو الفن أو شيء من هذا حدوده الخاصة فإنه يعد كما كان، فالشعر قائم منذ الأبد والأزل على الوزن والقافية، فبغير الوزن والقافية لا يمكن أن يكون الشعر شعراً حتى في الآداب الأوروبية؛ فمثلاً في الأدب الإنجليزي والألماني هناك قيود ما تشبه الوزن والقافية، أما ما يسمونه اليوم شعراً حراً فأنا شخصياً والله لا أستلذه ولا أقرأه.
- وما رأيك في الحركة الأدبية في المملكة اليوم وهل أنت راضٍ عنها؟
- الحركة الأدبية اليوم لا أعرف ماذا أقول فيها.. أما كوني راضياً عنها أو لست راضياً فهذا لا يقدم ولا يؤخر في الأمر شيئاً، لكني أعتقد اعتقاداً جازماً أن الحركة الأدبية في بداية أمرها كانت أرقى وأعظم وأشهى وأعلى مما هي عليه اليوم.
- لماذا؟
- لأن الحركة الأدبية الحاضرة مقيدة بنواحٍ عدة، فهي تضطرب اضطراباً شديداً ولا تعرف أي اتجاه تتجه إليه.
- وبالنسبة لأدب الشباب اليوم هل أنت راضٍ عنه؟ وهل هناك أسماء معينة استرعت انتباهك وتتوقع لها العطاء الأفضل مستقبلاً؟
- في ما أظن أن أدب الشباب اليوم أدب ليس له جذور، فأنا أسمع وأقرأ وأعرف أدباء عديدين من أدباء الشباب وجدتهم جميعاً يعرفون الأدب المعاصر والأدب الأوروبي مثلاً أكثر وأعظم وأغزر مما يعرفونه عن أدبهم العربي القديم؛ فقد يأتي عرضاً اسم شاعر إنجليزي أو ألماني أو يأتي اسم أحمد شوقي أو حافظ إبراهيم وخليل مطران فتجده يعرفه، لكن لو سألته عن لبيد أو عمرو بن كلثوم أو زهير بن أبي سلمى أو غيرهم من شعراء العرب الأقدمين المعروفين لا تجده يعرف عنهم شيئاً، بل ربما يظن أنهم باعة في سوق السيارات، وأنا شخصياً رأيت كثيراً من أدباء الشباب فوجدتهم سطحيين يعتنون بالقشور أكثر مما يعتنون باللباب، كما أنهم لا يعرفون شيئاً عن أدبهم القديم على الإطلاق.
- لكن ألا توجد أسماء جيدة حازت على رضاك؟
- هناك بعض الأسماء من الشعراء لا بأس بهم من الناحية الأدبية والفنية والالتزام بقواعد الشعر لكني لا أتذكر أي أسماء.
- ومَنْ من الأقلام النسائية المحلية لفتت انتباهك؟
- قرأت لخيرية السقاف وفوزية أبو خالد ولا بأس باطلاعهن ومقالاتهن وأدبهن عموماً.
- من كاتبك المفضل الذي تود أن تقرأ له دائماً؟
- ليس لدي كاتب مفضل أو شاعر مفضل، وإنما لدي كتابة مفضلة وشعر مفضل بصرف النظر عن الأشخاص.
- ما الصحيفة التي تفضل مطالعتها دائماً؟
- نفس الجواب.
- ما أفضل قصيدة كتبتها حتى الآن وترى بأنها ما زالت محببة إلى نفسك؟
- أفضل قصيدة لم أكتبها إلى الآن.
- ما أفضل كتاب قرأته لأستاذ جامعي سعودي؟
- أساتذتنا الجامعيون من السعوديين لا يوجد لدي من كتبهم شيء، لكني كنت أقرأ لكاتب قديم اسمه عبد الله عبد الجبار ولا أدري هل هو ما زال موجوداً إلى الآن أم لا، حيث أذكر أيام زمان أنني كنت أقرأ له لأن كتاباته عميقة وجيدة لكنه اختفى في السنوات الأخيرة.
- هل أنت راضٍ عن الأستاذ الجامعي السعودي من حيث العطاء؟
- بصراحة لست راضياً عنهم، فبعضهم يستحق درجة الدكتوراه وبعضهم لا يستحقها، لكن الكثير منهم في رأيي لا يستحقونها؛ لأن الكثير منهم سطحيون ولا يعتنون إلاّ بالقشور، والقليل جداً منهم هم الذين يستحقون مثل هذا اللقب ويملأونه حقاً.. فإذا كان لدينا اليوم سبع جامعات (3) كما يقال، فكم يتخرج منها كل عام من حملة الدكتوراه، ناهيك عن الابتعاث؟ لا شك أنها أعداد كبيرة لكن أين آثارهم وأين إنتاجهم؟!
- لكن هناك العديد منهم له إنتاج وفير، ألا توجد أسماء معينة أنت راضٍ عنها من هؤلاء؟
- ربما الدكتور محمد عبد الرحمن الشامخ والدكتور منصور الحازمي ومن في مثلهم، لكن لو قارنت نتاج محمد حسن عواد أو ضياء الدين رجب أو حمزة شحاتة لوجدت آثارهم في الأدب والاجتماع والبحث تفوق على الألوف من دكاترة اليوم، وللأسف أصبح حملة الدكتوراه وغيرهم من حملة الشهادات لا يهمهم إلاّ المراكز حتى يشار إليهم بالبنان فقط!
- من ترشح لجائزة الدولة التقديرية في الأدب؟
- قبل مدة رشحت لها عبد الوهاب آشي قبل أن يموت، ورشحت محمد سعيد العامودي وما زلت أرشحه بالإضافة إلى محمد حسين زيدان وعزيز ضياء؛ فعزيز ضياء واسع المعلومات جداً وهو مثقف ثقافة عالية وغزير المعلومات.
- بالرغم من خضم الأحداث التي يعيشها العالم العربي كحرب أفغانستان والانتفاضة الفلسطينية واضطهاد الأقلية المسلمة في العالم والمجاعة في أفريقيا وخلافه، إلاّ أننا لا نجد مواكبة أدبية أو بالأخص شعرية لهذه الأحداث، فما زال شعراؤنا يتحدثون عن الحب والغزل وغيرهما من موضوعات الشعر العاطفي.. بماذا تفسر ذلك؟
- هذا يرجع إلى كثرة الأحداث في بلاد العرب والمسلمين من جميع الجهات، بالإضافة إلى أن الشعر هبط هبوطاً فاحشاً في هذا العصر وأصبح ضعيفاً هزيلاً إضافة إلى قلة الشعراء، ثم إن الأحداث أكبر وأعظم من أن يواكبها أي شعر أو أي أدب في جميع أنحاء العالم.
- هل لدى حسين سرحان مشاركات شعرية عندما شاهد وسمع عن الانتفاضة الفلسطينية أو الحرب الأفغانية؟
- هذه الأحداث مؤلمة جداً ومهما عبر الإنسان لا يستطيع التعبير عنها فهي فادحة كبيرة ومؤلمة حقاً، ولا يمكن وصفها أو التعبير عنها على الإطلاق، ولا أتصور أن هناك عربياً أو مسلماً لم تهزه أحداث فلسطين وأحداث أفغانستان وغيرهما من الأحداث التي تحيط بالعرب والمسلمين.
- لكن هذا لا يعني أن يبقى الشعراء وغيرهم من حملة الأقلام مكتوفي الأيدي ولا بد أن يقولوا كلمتهم وهذا نوع من الجهاد؟
- من سوء حظ المسلمين في هذا العصر أن اسم الجهاد بَطُلَ من قاموسهم.
- لماذا؟ هل هذا يرجع لضعف إيمانهم لا سمح الله؟
- لأن الحرب أصبحت عن الأرض والمثل وليس الجهاد على الدين الإسلامي أو الذبّ عن الأوطان إلاّ في ما ندر.
- هل تحب سماع الأغاني؟
- أسمعها قليلاً ونادراً، حتى التلفاز والراديو لا أسمعهما ولا أهتم بهما.
- مَن من المطربين القدامى الذين كنت تحب أن تستمع إليهم؟
- محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش.
- ومن من المطربين اليوم على المستوى المحلي؟
- كما قلت لك لا أسمع الأغاني إلاّ نادراً، لكني أميل لسماع محمد عبده وطلال مداح في بعض الأحيان.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :263  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 161 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج