شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ألوان لبنانية (1)
فندق "ماجستيك" يقع عن بيروت غرباً شمالياً.. وهو قريب من البحر بحيث إن أسماكه تأخذ استحماماً جاهزاً كل صباح على كف شمس مضوئة.
وقلت يوماً، وأنا في بيروت.. لنذهب إلى بهو "صالون" ماجستيك، ولننظر إلى مدى خدماته، وعلى أني لم آخذ صلاحيات سليمة لا من وزارة الداخلية ولا من مصلحة السياحة.. غير أن شيطاناً ما من "عازفي الجوقة السفلى" كما يقول "تلمود اليهود".. فذهبت مثل "فاوست" يوم ذهب إلى الشيطان!
كان البهو واسعاً، ولكنه كان قذراً إلى درجة تحمل النفس على لعب غير طبيعي!
ولقد لعبت نفسي فعلاً، وأنا أنظر إلى الكناسين يجعلون القمائم المكومة على حده بساطاً منفرشاً على التساوي لكل من يطأ عليه!
وكل ذلك لا يعني شيئاً بالنسبة إلى ما وقع بعد ذلك!
فقد جاء أشيب هضيم الكشح متورد الخد وأخذت تباريه "نَصَفْ" في عمرها.. طويلة نحيلة.. ثم طفقت تربت على خده وتملسها!
وفقدت نفسي، وحتى قلبي، فإلى هذا المدى يضحك الزمن بأبنائه؟
ويزيف كل آرائهم ومعتقداتهم حتى تستبد عقائد اليهود الخائبة، وهذا استطراد، ولكني عندما أبصرت هذه العجوز.. وهي ما هي.. وجدت في عقلي نقصاً باهراً.. فلا كليلة ودمنة ولا حكايات "لافونتين" ولا غيرها يمكن أن ترد عليَّ شيئاً من ذهني [المفقود] (2) !
والآن لا ألوان من لبنان.. ولا فيه سوى اللون الأحمر.. والدخان وغيار البيوت التي تتهدم بأيدي أهلها، وصوت القنابل والرشاشات.
شيء لا يصدق! لبنان تصدق التنبؤات وكأنها متفق عليها مع اللبنانيين أنفسهم!
ففي كتاب "دافيد بن جوريون" للكاتبة "تهاني" يقول بن جوريون: "يمكن القضاء على القوة الإسلامية في لبنان بسهولة، ويجب إنشاء دولة مسيحية يكون نهر الليطاني في حدودها.. نستطيع أن نعقد تحالفاً مع هذه الدولة، وبعد أن نقضي على الجيش العربي بالأردن تمطرنا عمان بالقنابل، واقضي على شرق الأردن.. وبذلك تسقط سوريا.. وإذا تجرأت مصر على شن الحرب علينا.. نستطيع ضرب بورسعيد والقاهرة والإسكندرية، وبهذا تنتهي الحرب.." هذا الكلام في 31 مايو، والآن لا تعليق!!
 
[1] المصدر: جريدة الرياض، ع7057، 26/2/1408هـ، ص5.
[2] في الأصل: "المنقود".
طباعة

تعليق
 القراءات :182  التعليقات :0
 
الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 61 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.