شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أديب.. يسخر من نفسه (2) (1) ..!!
في غرة عام 1361هـ توفزت همتي العالية وصدرت إرادتي السامية إلى محاسيبي وخدمي أن يتأهبوا للسفر إلى بلاد عسير، وكنت على يقين من أن السلامة سترافقني في الترحال والإقامة بإذن الله. وعندما بدأت في الرحلة رأيت طيوراً بيضاء ترفرف فوق رأسي الفخم فأشرت بيدي إليها، وقلت لرفقائي: ما هذه؟
فأجابوا كلهم -ما أشد إخلاصهم لي- وقالوا بصوت واحد لا نشاز فيه:
هذه -طوّل الله عمركم- طيور السلامة التي عُهد إليها أن ترافقكم في الترحال والإقامة. فأمنت على كلامهم قائلاً:
لا مراء في أنها هي وفقها الله في مهمتها، وإلاّ فماذا عساها أن تكون إن لم تكن هي؟!
وبالرغم من أني لا أحب ألقاب الفخامة والسعادة وما إليها، إلاّ أن أتباعي يطلقونها علي عن جدارة فائقة الاحترام.
ولنضرب صفحاً ونطو كشحاً عن متارف الطريق (لا متاعبه) فإن مثلي لا يمكن أن يلحق به تعب وقد وفر رجالي لي كل وسائل الراحة والترفيه من فراشين وخيامين وسفرجيه وقهوجيه وغيرهم ولله الحمد.
وعلى ذكر "الكشح" أستطيع أن أقول للقرّاء الأعزاء بكل وقار وسكينة: إن كشحي أهضم كذلك الذي يقول فيه طرفة بن العبد: "وأن له كشحاً إذا قام أهضما"، على أني أعترف أن الشطر الأول من هذا البيت -ولا لزوم لذكره- لا ينطبق علي أبداً والله العظيم والله العظيم والله العظيم (2) !
وبعد أن سدد الله خطاي ووفقني إلى ما يحبه ويرضاه وصلت إلى أبها عاصمة عسير، وعندئذ تفضلت فأذنت لطيور السلامة بالعودة إلى أن أطلبها عند القفول من السفر...
وأنا وافر المحصول من العلم، متسع جوانب الثقافة، علاوة على أني أنتسب إلى أصول "آرية" موغلة في القدم، زد على ذلك زيادة عظيمة أني على إلمام وافٍ بالتاريخ الأوتوقراطي، والذي يسميه بعضهم التاريخ "البورجوازي"، وأنا أعرف أن الناس لا يعرفون مدلولات هذه الأسماء التي تطرق أسماعهم لأول مرة، ولكني أنا أفهمها وحدي ولا يفهمها بعدي في الدرجة الثانية إلاّ الدكتور "أينشتاين"، وأنا موقن من ذلك كل اليقين، ولا يخالجني أي شك في أني من الذكاء الخارق على أربعة جوانب متساوية الأضلاع، وسأحدث القرّاء في درة غالية من درري، وكلمة ثمينة من كلمي في عدد آت من هذه الصحيفة التي أخصها وأشرفها بالرائع من بياني.. سأحدث القرّاء عن أبها عاصمة عسير التي كان الترك يوم كانوا يحكمونها يسمونها "كشك أسطنبول"، فلينتظر القرّاء بفارغ الصبر، على أحر من الجمر ودمتم سالمين وأدامنا الله لكم، فإنا عليكم بالكرم والجود لك السحابة الهطالة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :437  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج