شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رجل مقطوع
أخي محمد عمر
أشكر لك إلحاحك عليَّ بالدعوة إلى الانتقال إلى الطائف ضيفاً على منزلك العامر.. لقد كنت مقرراً الانتقال أول أيام رمضان تفادياً للمتاعب التي ألقاها "كرجل مقطوع"!.. في جدة.. برغم أن عشرة عوائق على الأقل.. عوائق صديقة.. ما تزال منذ هبطتها تشترك في تشكيل خط حياتي هنا.
لقد اضطررت بعد "عناد" طال وامتد على غير جدوى أن أكنس يومياً الغرفة الكبيرة بعد أن غدت غرفة نومي.. والجلوس.. والغرفة التي هي صالة التوزيع، والممر الضخم.. والحمام.. وبيت الأدب.. الرفيع! والمطبخ.
واضطررت أمس لغسل 27 قطعة ملابس لأنها بقيت منقوعة في الماء (36) ساعة في انتظار.. مدام دي باري التي تنازلت وشرفتني بالوعد بقبول غسلها..
وأنا أعيش بلا خادم ما يقرب من خمسة عشر يوماً بالرغم من أني تلقيت في هذه المدة اثني عشر خادماً قدموا إليّ على أنهم ملائكة أضلوا سبيل العودة إلى السماء.. ولم يكن الخادم منهم يستقر أكثر من الوقت الكافي لتناول الفطار والسحور.. طعاماً.. أو ثمناً.. وخدمة استقبال وترحيب ومحاسنة مني.. حتى كان الله قد اختار لي في أن أكون "مزلقان" الهداية لهم إلى طريق السماء مرة أخرى.. على أنهم من ملائكتها..
والحياة هنا لا تعد حياة إلاّ على المجاز.. أما هي بالنسبة لي فمجهود متصل لاستبقاء النفس.. لا حرصاً على البقاء. ولكن خوفاً من هول العدم في صورة مشقاته المتخيلة..
وجاء صاحب الشأن.. وكنت محلول الظهر فتثاقلت عن لقائه إلى الصباح.. فالمساء في اليوم التالي.. وحمل النذير نبأ وجودي.. فظللت حتى وقفت وتكلمت مرة أخرى.. فقيل لي إنه يتهيأ للنوم -وكانت "الرابعة".. وأن من الملائم أن أجيء غداً في الثانية والنصف ليلاً.. وتثاقلت لما نزل بي من جهة الغسل والنشر والصوم وجحيم النهار.. فعلمت من العابرين.. أنه عاد إلى الطائف صباحاً.. فحمدت الله على الثقل!
أما وأنت ما تزال وطيد الأمل في أرض.. المعاد.. فما عليك إلاّ أن تكتب لي صورة ما تريد أن أقوله.. فوالله أنني لم أستطع أن أهتدي إلى شيء مقبول أو معقول.. وأخشى أن تظهر عثرة من عثرات التعبير بوجود المنحة، أملاً إبليسياً في نيلها وغرضاً معلقاً تستمد منه حركة كل مقابلة.. وكل توديع له.. حماسها وحرارة أشواقها.. واختلاجها..
تهيأ لي اليوم أن أغادر جدة إلى الطائف بسيارة صغيرة مع أسعد وأحمد جمجوم، والمنيعي. ولكن معالي الوزير لم يصل بعد والأمر يقضي من باب اللياقة بانتظاره لمقابلته خوفاً من العجز عنها مع قدرة عليها من الطائف بعد ارتخاء الأعصاب به.. وهذه طريقة من طرائق قنديل في التعبير تشفع لي عندك إن شاء الله.
الرسائل بين يدي المتعهِّد بنسخها وستكون معي يوم أطلع.. من دول! إلى الطائف. أما ما معها من رسائل أخرى لآخرين فهي كما هي في مواضعها..
كان لك عندي تمر وسكرية من المدينة وبقي حتى الآن على أمل أن تنزل أو أطلع.. ولعلّه يصلك اليوم عن طريق زيدان أو لزيدان من طريقك، فهو قسمة بينكما.
إلى اللقاء وشكراً،
أخوك حمزة شحاتة
 
طباعة

تعليق

 القراءات :492  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 73 من 99
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج