شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(22) ابنتي الحبيبة شيرين
تلقيت خطابك اليوم وكان تاريخه 22 رمضان وقبله تلقيت برقيتك يوم 4 شوال في منتصف الليل ولم أستطع أن أجد تفسيراً لهذه الحماقة.. أكان من الضروري أن تبذلي لأجلي كل هذا الجهد المضني.. خطاب سابق بالتهنئة برمضان وخطاب لاحق بالتهنئة بعيد الفطر.. وبرقية تعزز التهنئة.. إنه مجهود شاق اهتمامك بي بهذا الشكل!!
تسألين عن أخبارنا.. ليست لنا خادمة منذ شهور.. ونحن لا نحصل على مطالب العيشة اليومية من السوق المجاور إلا بشق الأنفس وصار من النادر أن يمضي يوم في الأسبوع أرتاح فيه من عمل الشيال أكثر من مرة ومرتين وأحياناً ثلاث.. لأن الشيالين لا وجود لهم.. تحولوا كلهم إلى التسوّل باعتباره عملاً حراً مريحاً ومربحاً في نفس الوقت..
هذه الصورة القاتمة أو الباسمة هي جزء أمامي من مشكلة حياتنا.. أما الخلفيات فهي أكثر وأكبر من أن يحكى أو يسمع..
إن الصبر عندما يكون مفروضاً على إرادة الإنسان يجد الإنسان أنه بفقدانه الحماس اللازم للحياة وتطلعاتها ليصبح فلسفة تخلصه من الاحتقان والتوتر وإن كانت لا تعفيه من الغيظ والمرارة الهادئة اللذين يتحولان باعتياد إلى (مكيف) يجلب بعض المتعة.
أنا نفسي لا يمكن أن أصدق أن شيئاً كهذا يمكن أن يحدث وأن يأخذ صورة الثبات والتجمد.. نعم لا أصدق إذا عرضت المسألة على مقاييس العقل والمنطق.. ولكن الواقع.. هذا الواقع على الأقل هو القانون الذي يفرض أحكامه علينا.. وليس لنا تجاهه غير الرضوخ ما دمنا عاجزين عن التغيير..
أما لماذا نعجز عن التغيير فهذا حديث لا ينتهي..
هل تغفرين لي الآن تقصيري في الرد على رسائلك أو حماقاتك بحماقة مثلها كما كان ينبغي؟
تسألين متى نجيء؟ والجواب عندما يشاء الله.. ولا شيء غير هذا ممكن أن يقال..
أنت سترحلين إلى لندن فلماذا تسألين متى نجيء؟
إذا تقدمت أنت قليلاً أو تأخرنا نحن قليلاً بقي السؤال معلقاً في الفضاء يدور حول محوره كما أفعل أنا منذ فقدت مبررات وجودي في العقول والعيون التي تحاصرني!!
آلمني جداً أنك لم تستمعي إلى نصائحي وأن نصائح الطبيب لم تكن أحسن حظاً عندك..
هل كان من الضروري أن تغيري وضع البيت الآن؟ وأن تصومي بالرغم من تحذير الطبيب؟ وأن تفقدي شهيتك؟ وأن تحرمي الجنين من مادة بناء سلامته؟ وأن تتعرضي لكل هذه المتاعب التي سمعت عنها؟!
لماذا تحاولين بهذه الجرأة أن تضري بنفسك وتهدمي ذاتك؟
أهذا هو العقل التي أعتز به؟ أهذه هي ابنتي التي آمنت بأنها عزائي عن كل ما أصابني؟
لن أقول لك شيئاً في هذا الموضوع بعد الآن سأسكت وسيكون من المستحيل أن أعود للكلام إن لم تشعريني بأنك تهتمين بنفسك وبصحتك وتهتمين بنصائحي وتلتمسين العون من الله بالاتجاه إليه اتجاهاً صادقاً ثابتاً.. يتقدم ولا يتقهقر.. ويعلو ولا ينخفض..
قبلاتي وتحياتي وتمنياتي لك بالشفاء العاجل أيتها الحبيبة.
والدك
حمزة شحاتة
 
طباعة

تعليق

 القراءات :470  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 99
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.