شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( فتح باب الحوار والأسئلة مع الضيف والحضور ))
- الأسئلة التي وردتنا وموجهة إلى سعادة ضيفنا سؤال من الأستاذ أمين عبد السلام الوصابي رئيس تحرير مجلة بلقيس يقول: نحن الآن نقف أمام العديد من المؤلفات الأدبية والدراسات العلمية وكذلك البحوث المختلفة الاتجاهات، جميعها بدون شك تعتبر إضافات علمية وفكرية في ساحتنا الأدبية ولكن بالرغم من هذا التدفق الهائل من الإصدارات الأدبية والثقافية المتنوعة نجد أن هناك عزوفاً أو إنحساراً في الإقبال على الكتاب، ما هي الأسباب والعوامل التي جعلت الكتاب لا يحظى بالاهتمام والإقبال من قبل القارىء؟
الضيف يجيب عن السؤال:
- أعتقد أن الكتاب ما زال منهلاً كبيراً لأهل المعرفة، فله رواده وله المحتفون به وله المختصون ولكن صحيح أننا في عصر السرعة، وفي عصر تدفق المعلومات، وعصر إنشغال الفكر والوجدان وعصر الفضائيات، وعصر أشياء كثيرة، جدت واستجدت وحاولت أن تزاحم الكتاب وأتت تبعد الكتاب ومع هذا ما زلنا نأمل أن يأخذ الكتاب دوره وأن يأخذ مكانه ويأخذ ريادته إن شاء الله.
- بصفتكم أحد المفكرين والتربويين ما هو تفسيرك لعزوف الشباب عن شرف المهنة سيما وأن خطط التنمية الطموحة في بلادنا العزيزة بحاجة إلى مثل هذه القدرات المؤهلة والمدربة؟ من الأستاذ علي محمد الشهري.
 
الضيف مجيباً:
- كما قلت وأسلفت إن رسالة التعليم أشرف الرسالات ومن أنبلها، أرأيت أشرف أو أجل من الذي ينشئ أنفساً وعقولاً؟ أعتقد أنها رسالة عظيمة ورسالة نبيلة ورسالة كريمة ونحمد الله أنه في السنوات الأخيرة بدأ شبابنا ينخرط في هذه المهنة، وما زلنا نجد كليات المعلمين وكليات التربية والكليات المتوسطة تحفل بأعداد كبيرة من أبنائنا وشبابنا للإنخراط في هذه المهنة، ونرجو أن يقبل الشباب على هذه المهنة الشريفة الكريمة المضيئة، ويدرك فائدتها ويدرك الرسالة العظيمة التي يؤديها المعلم، وهو ما نأمله ونرجوه ونرى الحمد لله الآن أنّ الإقبال على كليات التربية إقبال منقطع النظير، وهناك دقة في الاختيار لأنه ليس كل إنسان يصلح للتعليم ومهنة التعليم، يجب ألا يدخل إليها إلا من هو مؤهل لهذه المهنة الشريفة الكريمة.
 
(( مداخلة من صاحب الاثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه ))
- عبد المقصود خوجه: يا سيدي الكريم أشكر لك إجابتك ولكن أرجو.. لأن السؤالين الأولين يتساءل الأستاذ أمين عبد السلام الوصابي - مقدمة صغيرة - لا خلاف على ما تفضلتم به من أهمية الكتاب ودوره ولكن السؤال بالتحديد ما هي الأسباب والعوامل التي جعلت الكتاب لا يحظى بالإهتمام والإقبال من قبل القارىء؟
 
- أولاً مع الأسف مناهجنا قاصرة في ميدان تحبيب الكتاب، والمدرس له دور كبير في تحبيب الكتاب ويجب أن تكون حصة المطالعة فيها إهتمام كبير وحفز على أهمية الكتاب، فيجب أن نغرس حب الكتاب من الصغر كما نراه الآن لدى الغربيين إذا وقفت في المطار أو محطة القطار أو في أي نادٍ تجد أنه رأساً يحمل الكتاب، الصغير والكبير، بينما نحن للأسف يتخرج الطالب من المرحلة الجامعية دون أن يهتم بالكتاب ودون أن يقرأ الكتاب ودون أن يعاشر الكتاب، وهذه مسؤولية رجال التربية والتعليم في غرس الكتاب، وحبذا التركيز في حصص المطالعة والاهتمام بهذا الجانب ودفع الشباب إلى المزيد من الإقبال على الكتاب والاهتمام بالكتاب وعدم مزاحمة الكتاب مهما كانت الوسائل.
 
(( مداخلة ثانية لصاحب الاثنينية ))
- عبد المقصود خوجه: أيضاً يا سيدي السؤال الثاني للأستاذ علي محمد الشهري لا خلاف على أن شرف مهنة التدريس هو شرف لا يدانيه أي شرف، ولكن السؤال بالتحديد لماذا الشباب عازفون عن الإنخراط في هذه المهنة؟
 
(الضيف يجيب):
- الشباب يحتاج إلى من يحفزه إلى هذه المهنة، من يدفعه إلى هذه المهنة من يغريه بأهمية ورسالة وجدوى هذه المهنة، فإذا وجد المربي الناصح والموجه القدير استطاع أن يغرس في نفوس الشباب حب هذه المهنة، وكذلك القدوة لما يرى المدرس ومكانة المدرس وريادة المدرس، ودور المدرس وتأصيل القيم العظيمة من قبل المدرس، فإنه سيجد هذه القدوة الطيبة وسيهتم ويلتحق بهذه المهنة التربوية الشريفة الكريمة.
 
صاحب الاثنينية مستفسراً
- عبد المقصود خوجه: إذن نحن تجاه أزمة مدرسين؟ أو أزمة أخلاق؟
 
(الضيف مجيباً):
- أعتقد عدة محاور.
 
صاحب الاثنينية يطلب من الضيف توضيح
- تتفضلوا وتقولون لنا ما هي هذه المحاور؟
- المنهج، الكتاب، المدرس، المجتمع، الإغراءات المادية، أشياء كثيرة الحقيقة تتعامل مع بعض.. الزهد للأسف بعض الناس يجد زهداً في رسالة التعليم. ما يجد لها اللمعان والبريق الذي للمهن الأخرى.
 
- الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يسأل وفي مقدمة سؤاله يقول: نريد صحافة سعودية ناهضة جادة، نريد صحافة الخبر الصادق لا صحافة المانشيت العريض المثير، الصحافة هي للمواطن لذا نريد صحافة الرأي والرأي الآخر لا لتلميع كاتب وتقزيم أو تجاهل أديب، نريد مقالات قصيرة مفيدة ذات مغزى تدغدغ عواطف المواطن وأقلامه وتتحسس آلامه وهمومه، إن التطوير في الأداء والأشكال والجراءة يظل أمراً مطلوباً وقد يتحقق ذلك بتبديل رئيس التحرير بآخر، مرة كل أربع سنوات لا العمر كله.. في تصوركم هل يتحقق للصحافة السعودية ما نتمناه لها من رقي وتعمل بما يرضي القارىء لتسابق زميلاتها العربيات في عصر النهضة والنور؟
 
الضيف يرد:
- لقد قال شوقي:
لكل زمان مضى آية
وآية هذا الزمان الصحف
 
الصحافة صرح من صروح الأدب والفكر والثقافة والمعرفة والتوجيه، والحمد لله أن صحافتنا الآن بدأت تتطور في منهجها ومضمونها إلى جانب الشكل العام وتأخذ بالتدريج والتطور إلى المستويات اللائقة بها، وإذا قارناها بالصحافة في العالم العربي نجد أنها بلغت رقياً وبلغت حداً طيباً، ومسؤولية رئيس التحرير لا شك أنها مسؤولية جسيمة ومسؤولية نبيلة ومسؤولية كريمة فرسالته من أعظم الرسالات، وكلما كان رئيس التحرير على جانب من الوعي والثقافة والإدارة الحازمة واليقظة والاهتمام استطاع أن يجعل من الصحافة ينبوعاً ثراً للأدب والفكر والخبر وما إلى ذلك.
 
صاحب الاثنينية يطلب الإجابة عن الشق الآخر من سؤال عبد الحميد الدرهلي
- عبد المقصود خوجه: بقي شق آخر وهي طرح الأستاذ عبد الحميد الدرهلي أنه لو غير رئيس التحرير كل أربع سنوات، أظن أن طرحه هو الإتيان بدماء جديدة أو دماء تتجدد فهل في هذا التوجه ما يثري الصحافة في تصوركم؟
 
(الضيف مجيباً):
- لا شك أن التغيير في حد ذاته يأتي بدم جديد وبعطاء جديد، هذا شيء طبيعي.. وبفكر جديد.. فالتغيير في حد ذاته قد يكون مفيداً.
 
- الأستاذ عثمان مليباري يقول: إتضح لنا من أحاديث المتكلمين في هذه الأمسية أنكم عضو في أكثر من رابطة أدبية وهيئة علمية خارج المملكة العربية السعودية، يقول: ما هي ذكرياتك عن هذه الجمعيات خاصة ذكرياتك عن رابطة الأدب الحديث في مصر؟
الضيف يرد:
- إنَّ أكثر ذكرياتي في إتحاد المؤرخين العرب، أما رابطة الأدب الحديث فلم أتشرف بعضويتها إلا العام الماضي وقد التقيت بالأستاذ الخفاجي وعبد العزيز شرف في لقاء أدبي عابر ولم يحصل لي لقاء في نفس الجمعية أو في أحد منابرها الثقافية.
- لقد أَلَّفت عدداً من الكتب وتمت طباعتها وعندك العديد من الكتب المخطوطة وأريد أن أسألكم هذا السؤال: ما هو الكتاب الذي تتمنى أن تكتبه ولم يتسنَّ لك حتى الآن العمل به؟ السائل الأستاذ محمد منصور.
 
جواب الضيف:
- إنه لم يأت وقته حتى الآن.. وهذا يبقى سراً محفوظاً.
- د. غازي الزين عوض الله يقول: من هو قيس الذي ورد ذكره في قصيدة الخفاجي عن المجمعة؟
 
(الضيف مجيباً):
- لعله قيس صاحب ليلى.
- بصفتكم من المربين الفاضلين في سلك التعليم ما تعليلك لموقف إدارة تعليم الطائف لموضوع ضرب المدرس من قبل الطالبين والمشكلة منشورة في جريدة الجزيرة الغراء؟ السائل محمد منصور.
 
(الضيف يجيب):
- قرأت كغيري من القراء، وقد دهشت وتألمت وتضجرت أن نصل إلى هذا المستوى، طالب ينبري لأستاذه ويضربه، من يضرب؟ من علمني حرفاً صرت له عبداً، فالمدرس معروف رسالته ومكانته وتقديره ومحبته وإجلاله، هذه لا شك أنها ظاهرة عابرة في مجتمعنا لا تعتبر أنها من ظواهره والحمد لله.
على ذكر سؤال الأخ عن زيارات بعض النواحي الأدبية فقد حضرت حفل إتحاد المؤرخين العرب الذي عقد بالقاهرة آخر مرة وشاركت فيه بقصيدة مطلعها:
من الرياض ومن بدر ومن أحد
جئنا إلى النيل نبع المنهل العذب
من الجزيرة مهد العلم من قدم
ومورد النور والآيات والكتب
من الخليج إلى تطوان تجمعنا
أواصر الدين والتاريخ والأدب
لله در لقانا وسط عاصمة
سمت بها سمعة الإسلام والعرب
مرحى لمؤتمر قد زانه كرم
في أرضكم قـد زهـت بالفخـر والعجب
بحثاً، وعلماً وتاريخاً ومعرفة
بها سمى سلف أعلى ذُرى الشهب
فليعمل الكل في عزم وفي ثقة
فالنصر للعاملين الصيد في دأب
سمت بكم همة للبحث غايتها
تلك التواريـخ صـارت موضـع العجب
ولنثبت اليوم بالتاريخ ندعمه
بالصدق والبحث في جـد وعـن كثـب
تاريخنا حافل بالمجد من قدم
وفيه ما فيه من عز ومن نوب
يا أخوة العلم يا ممن حضارتهم
نور البيان بلا لغو ولا صخب
كم أنجبت أرضنا من عالم فطن
يطيب بالفكر والتاريخ والأدب
فكان ما كان من علم ومعرفة
لأمة العرب ذات الفضل والنسب
تبنى الحضارات بالأخلاق تدعمها
وبالمكارم والتاريخ والغلب
إن المؤرخ في صدق وفي ثقة
هو الحفيظ على الأمجاد والرتب
كل المشاهد تاريخ الشعوب يعي
فهو الأمين على الأخبار والكتب
يحقق الله آمال البلاد به
والله يحمي الحمى للدين والحسب
الله اكبر في تاريخنا عبر
تلكم روائعه تسمو على الحقب
وكلنا إخوة فيما نؤمله
فأمضوا بصدق فأنتم عزة العرب
 
وهي قصيدة طويلة نخاطب فيها الإخوة المؤرخين.
يا معشر الإخوة الأحباب معذرة
فلا تلوموني في القول وفي الطلب
فإنني مخلص في قولي وفي عملي
أدعو لقومي بالتوفيق والنشب
والله يبقيكم للعلم منطلقاً
وللتواريخ في جد وفي دأب
تحية ملؤها الإخلاص مفعمة
بالشوق والحب من نجد إلى حلب
 
هذه إحدى اللقاءات الأدبية التي كانت خارج بلادنا.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :702  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 174 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج