شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أديت حق الوساطة
أما أنا فقد نصبت الميزان، وأقمت المقاييس، ومهدت الجادة بما وسعني من جهد ودفعت التهمة عن فطنتي بما حسب القارئ به وكفى.. وأديت للوساطة حرمتها أو حقها من الأمانة ولم يعد للقارئ إلا أن يزن، ويذرع، ويحدد الفروق، والمراتب، والدرجات؛ فما يتسع طوقي لأكثر من هذا، ولو اتسع لكنت خليقاً بألا أتجاوزه اتقاء لما يجرّ إليه من الجرأة على حرمات الشعراء من نصيب الدفاع، وأوصاب الزباد في هذا الزمن المدبر الذي تضخم فيه كل شيء حتى الشعر والشعراء.
وهذا حق نفسي عليَّ في التماس السلامة بالتقية والاحتراس، أو بقبول تهمة العجز عن اضطلاعي بأعباء الملاحاة المتوقعة من نيف وعشرين شاعراً.. وذوي عصبياتهم الأدبية وأشياعها.. فإن الأمر -على ما يرى القارئ- جدير بأن يروع القلب، أو يخلعه. والإنسان مطالب باتقاء التهلكة؛ فإن قال القارئ -متخابثاً- وهو مطالب أيضاً بألا يجهر بالسوء.. قلت: إن تعميم الرمز والتضمين والإشارة، وإطلاق الدلالة بالقواعد التي يكتشف بها النقص أو تفرق المعابث في الشعر والشعراء.. مثلاً ليس من باب الجهر بالسوء، أو الهمس به.. أفلا يقول الواعظ لوجوه الناس وعلّيتهم؛ وفي المسجد؛ وبملء صوته:
أيها الناس.. لقد فسدت أعمالكم، وزاد إمعانكم في الضلال، وركوب الموبقات والأوزار، والسوء.. وكيت وكيت من الرذائل.. فلا يكون لأحد من سامعيه أن يأخذ بتلابيبه إلى حيث يقاضيه. فإذا ما رمى رجلاً بعينه، أو باسمه بشيء مما قال؛ لزمه ما يلزم المعتدي على كرامة مسلم، فأقام البينة، وأخذ بالجريرة!؟
ولم يبق للقارئ بعد هذا في عنقي إلا أن أسأل الله لي وله المغفرة، وحسن العاقبة، وسلامة المصير، ولطف الختام!
وبعد.. فإن من شعراء هذه المجموعة من لا يفخر الحجاز وحده بهم ويتيه.. بل كل بلد عربي.. وهم السرحان، وعواد، وقنديل، وحسين عرب، وأشباههم في معظم السمات، وفي بعضها دون جملتها.
ومنهم من يستحق الرثاء.. ومنهم مستوجب التعزيز؛ حتى يعلن التوبة من رفع عقيرته بمثل هذا الهراء.. ظنه شعراً؛ فأفسد به -أو كاد- جو هذه المجموعة الرقيق -حتى أوشك أن يتحول به إلى جو مظاهرة من المظاهرات التي يغلب عليها عنصر الرعاع والدهماء...
والله من وراء القصد وهو الغفور الرحيم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :507  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 57 من 71
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.