(سلامٌ من صَبا بردى أرَقُّ |
ودمعٌ لا يُكفكَفُ يا دمشقُ)
(1)
|
وأشواقٌ تَضيقُ بها صدورٌ |
يُخَشخِشُ في مسالكها البَهنَقُ
(2)
|
وأسئلةٌ عن الأحوال طالت |
تحمَّلَها إلى مغناك خَلقُ |
وليس سوى سُكاتِك من جواب |
تكاد عليه من زَعَل تَطِق
(3)
|
فماذا عنك بعد فِراق عامٍ |
وأين به صريخُك والمِشَقُ
(4)
|
وأين رسائلُ الأشواقِ تُرجَى |
وبعضُ الشَّوقِ للأحباب حَقُّ |
فنحن هنا بلا وطنٍ وأهلٍ |
نعيش سُدًى على حالٍ تَشقُ
(5)
|
فلا شغلٌ يَجيبُ لنا فلوساً |
ولا دَخلٌ يَطولٌ عليه عُنقُ |
وقد مُنِعَت حوالةُ كلِّ شهرٍ |
وكان المنعُ مشكلةً تَدِقُ |
وقالوا: المنعُ أيامٌ قصارٌ |
فطالت، والمَطالبُ لا تَرِق |
يُظن بنا الغِنى والحالُ زِفتٌ |
وخيرُ طعامنا عيشٌ ودَقّو
(6)
|
ألا يا بنتَ يَعرُبَ خبّرينا |
متى تصفو المواردُ وهي رَنقُ؟
(7)
|
وماذا تبتغي الأسواقُ منّا |
ونحنُ بها عبيدٌ تُستَرَقُ |
كأنَّا والتِّجارَ خصومُ حربٍ |
على الأقواتِ أو غربٌ وشَرقُ
(8)
|
ولولا سُترةُ المولى شَحَتنا |
وطال بنا على الأبواب دَقُ
(9)
|
ولكنّ الإقامةَ ليس تُعطَى |
لشحّاتٍ له في مصرَ زَنقُ
(10)
|
فما نَفعُ الغريبِ بغير مالٍ |
وليس وراءَه للقُطرِ رزقُ |
وتلك سياسةٌ للحقِّ فيها |
مزاميرُ وطيرانٌ تدقُ
(11)
|
فليت رجالَنا فطنوا إليها
(12)
|
............................ |
* * * |