سَلامُ النِّيلِ "يا غَاندِي"
(2)
|
وهذا الزَّهرُ من عِندي |
ولو ساعَفَني الدَّهرُ |
لقابلتُك في الهندِ |
ولكنِّي كما تدري |
فقيرٌ عارِيُ الجِلدِ |
أضعتُ البيتَ والقرشيـ |
ـنِ في التَّهليس والجِدِّ
(3)
|
وبعتُ العنزةَ الكبرى |
على صاحِبنا السِّندي
(4)
|
وأمَا سائرُ العَفشِ
(5)
|
فقد صادَرَهُ وَجدِي
(6)
|
فمَن لي اليوم بالنَّولِ |
وما في قبضتي أُردِي
(7)
|
لألقاكَ على الكَنجِ |
زميلاً صادقَ العهدِ
(8)
|
فقد أوحَشتَني جِداً |
وما لَك سلوةٌ بَعدي |
كِلانا مخفِقُ المَسعى |
وبَربَندكَ بَربَندِي
(9)
|
فأرثيكَ وتَرثيني |
لعلَّ رثاءَنا يُجدِي |
وقد ضيَّعنِي قَومي |
وقِدماً أنكروا جُهدي |
وما بدَّدتُ من وقتٍ |
وما فرَّقتُ من نَقدِ |
وهل في أمَّة يَشقَى |
بها الأحرارُ من رُشد؟ |
ولما طقَّنِي الفقرُ |
وأضحَت أمَّتي ضِدِّي
(10)
|
توكلتُ على المَولى |
وعوَّلتُ على زَندي |
أبيعُ الفولَ والحِلبَـ |
ـةَ والفُصفُصَ والمَندِي
(11)
|
فطَوراً ألتقي أكلي |
وطوراً أطفَحُ الدُّردِي
(12)
|
وكان الحالُ مستوراً |
وأشغالي على قَدِّي |
ولي جارٌ رفيقُ الحا |
ل يُدعَى الحاجَ خُوجَندِي
(13)
|
رَكنتُ إليه من غُلبِي |
فجازاني على وُدِّي |
بأن رشَّحني يوماً |
لدى التَّعدين في المَهدِ
(14)
|
فرُحتُ، وكنت مِرطاناً |
أسَمِّي النُّورَ، نُور مَندي
(15)
|
فرقَّاني المديرُ إلى |
وظيفةِ كاتبِ الجَردِ |
وزوَّدَ راتبي عِشريـ |
ـن مِريالاً بلا كَدِّ
(16)
|
وخَصَّصَ لي من البَسكُو |
تِ كيلوينِ بالزُّبدِ |
وكان إذا رآني قا |
ل (قود مورننق أو فرندِ)
(17)
|
فلمَّا ثارتِ الحربُ |
وجرَّ الويلَ هتلردي |
أقالوني، وردُّوني |
وصَحَّ الجَمعُ في جُغدي
(18)
|
وناهيكَ بحُرِّ نا |
م في البرد بلا دُقدِي
(19)
|
تمنَّى سترةَ الحال |
فلم يعثرُ على صَلدِي
(20)
|
ولو أنصَفَتِ الأيَّا |
م لحَابَته بأُوكلَندي
(21)
|
وخلِّتهُ كفُوردٍ أو |
كُروكفِلِّر وروتشِلدِ
(22)
|
ولو أنَّ شرورَ الحر |
بِ قد كانت على حَدي |
لَمَا أنشدتُها حزناً |
من المَهد إلى اللَّحدِ |
* * * |
فما رأيُك في أمري |
إذا جئتُك والقندي؟
(23)
|
وهل عندك ما يكفي |
من الشَّاولِ والهُردِ؟
(24)
|
وهل نلقاكَ مرتاحاً |
إلينا أو شَلُو جِلدي؟
(25)
|
فقد أغرى بنا الفقر |
لئاماً من بني سعدِ |
وقد يَعدُو كلابُ الحيِّ |
من جهلٍ على الأُسْدِ |
وإن أدبَرَتِ الدُّنيا |
تساوَى الشَّهمُ بالوَغْدِ |