شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( مداخلة سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه ))
- عبد المقصود خوجه: يا سيدي نحن على لقاء.. لقاء في الأفكار.. وعلاّمتنا الدكتور صلاح الدين المنجد كتب إلي من على هذه المنصة الكلمات الآتية، وهذه شهادة نعتز كلنا بها، شهادة لك لا عليك.. من عالم جليل.. من رجل يعرف معنى الكلمة.. ومعنى ما يكتب.. يقول علاّمتنا: "أمام هذا الإبداع الشعري الرائع: الذي سمعناه ونظراً لحاجة البلاد العربية كلها لمن يبعث فيها روح الوطنية والعودة إلى مآثرها القديمة، فإني أقترح أن توافقوا على طبع دواوين شاعرنا الكبير لتكون مرجعاً لكل عربي ومسلم"، د. صلاح الدين المنجد. وجوابي لبيك.. ثم لبيك.. ولشاعرنا الفضل وإني لأشعر بالفخر الكبير بهذا الإهداء العظيم، إلا أنني أعدكم بطبع كامل الدواوين التي لشاعرنا ولم تطبع، وبالدواوين التي طبعت، أي الديوان الكامل لشعر الأستاذ الدكتور خالد محيى الدين البرادعي.
 
قبل أن نختتم هذه الأمسية طالعنا خبر حزين ومؤسف.. إفتقد العالم العربي البارحة علاّمتنا الدكتور حسين مؤنس رحمه الله، وكان أحد أبطال الاثنينية التي شرفت بتكريمه وشرفت بحضوره في أكثر من اثنينية، وقبل ذلك فقد العالم الإسلامي العلاّمة الشيخ الجليل الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، رحم الله الفقيدين وجزاهما عن أمتهما خير الجزاء، ونسأل الله لهما الرحمة والغفران، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
 
ضيف الأمسية القادمة من الاثنينيات الأستاذ الأديب الكاتب المعروف عبد الله بن حمد الحقيل مدير مجلة الدارة التي تصدر عن دارة الملك عبد العزيز بالرياض، وإلى لقاء يتجدد بوجودكم وحضوركم الذي يسعدنا دائماً، وأترك كلمة الختام لزميلي الأستاذ كتوعة، ولكن قبل ذلك لنا وقفة مع شاعرنا كمسك الختام.. فأرجو أن تحقق مطلب أكثر الموجودين وإتحافنا.
 
 
(( مداخلة الضيف الدكتور خالد البرادعي ))
- في الواقع لا أريد أن أثقل عليكم لأن الكلمة الهادفة والجادة في هذا الزمن، وقعها ثقيل إلا على من وهبهم الله حب هذا الوطن، ولكن لماذا لا نفسح مجالاً للغة القلب ولو للحظات، لغة القلب.. ولنا أسوة في شعرائنا القدامى الذين كانوا يتحببون إلى المرأة، وكانت المرأة بالنسبة إليهم مفتاح الرؤيا أو هي البوابة التي يدخلون إلى رؤيا الشعر من خلالها.. لي ديوان مخطوط اسمه (الصعود إلى عرش فاطمة) هذا الديوان كنت قد رشحته لجائزة، وكانت الجائزة تطلب الدواوين مخطوطة، ومغفلة من أسماء مؤلفيها، وبعد أن كتبت الديوان وفهم من بعض الأمناء أنه الديوان الذي سيفوز بالجائزة، فوجئت بإلغاء الجائزة كلها!! وأنا الحمد لله سيىء الحظ مثل أبو حيان التوحيدي رحمه الله فقد قال: والله لو قصدت دجلة لأغتسل لجفت مياهه.
 
ولكن طبعاً تظل للشاعر لغته الخاصة حيال المرأة.. في الصعود إلى عرش فاطمة سأسمعكم مقطعين صغيرين لهما علاقة بشغفنا بالأنثى.. أول الديوان أقول فيه، أو به:
أسلمتها روحي وفضلة راحي
وكسرت عند دنانها أقداحي
وبدأت منها رحلتي نحو الذرى
صعداً ومعراج الفصاحة ساحي
وكتبت فاطمة حيثما وقعت يدي
بالهدب أو بالنبض أو بالراح
فإذا تعبت أنام تحت جناحها
وإذا شكت غطيتها بجناحي
تسلل قلبي إلى عرشها في المنام
ولما تفقدته في الصباح بكى
وعلى وجهه نكبة
وفي شفتيه بقايا كلام
فقلت أجرح على صفحة القلب يا قلب
قال فاطمة طرزته بأهدابها
فقلت إذاً ليس جرحا
ولكن.. وسام
 
مقطع آخر:
أَتُخاصِمينَ يا امرأةً
عَبْداً لَكِ انَعَتَقا؟
وتُحاكِمينَ بلا مُحاوَرةٍ
قَلْباً على كَفَّيْكِ مُحْتَرِقا؟
وتَرينَ أَنْ أَمْضي لِمُغْتَربَي
مِنْ بَعْدِ أُنْسِكِ
أُشْعِلُ الأَرَقائي
هَلْ تَفْرحِينَ بِنَزْع ما زَرَعتْ
كَفٌّ على أَهْدابِنا أَلأَلَقا؟
لا تُوجعي بِخُصومَةٍ قَدَراً
لَنْ تُوجِعي الأَقْوى
فقد سَبَقا
إنْ تَهْدُمي مِنْ فَوْقِيَ الأُفُقا
إنْ تَحْجُبي عَنْ ناظِري الشَّفَقا
إنْ تَسْرقي من حُروفي الزَّهْرَ والعَبُقَا
إن تُغْلِقي في رحيلي نَحْوَكِ الطُّرُقا
تَبْقَيْ بأَضْلاعي مُعَلَّقَةً
وأنا الَّذي بضلوعِهِ عَلِقا
هَيْهاتَ يا اْمَرأَةً
أَنْ تُبْعدي عَنْكِ الذي الْتَصَقا
وأنا بلُجِيِّ الْمَشيبِ هَوىً
كالصُّبْحِ مِنْ دَيْجورهِ انْبثَقَا
مِنْ بَعْدِ مَوْتِيَ.. لَنْ يُقَالَ غَداً
شابَتْ ذَوائِبهُ
أَوْ بابُ عَرْشِكِ خَلْفَهُ اصْطُفِقا
بل يَحْفَظونَ حَديثَ مَنْ عَشِقا
* * *
1983
لي زَوْرَقٌ مِنْ خُيوطِ الضَّوْءِ بُنْيَتُهُ
ويشُبِهُ الْقَلْبَ، إنْ لامَسْتهُ وَجَبا
أَنْشأْتُه يومَ كانَ العمُر في يَفَعٍ
وقلتُ: هذا لِمَنْ أَهْوى إذا رَغِبا
أنزلْتُه البحرَ تَوّاقاً لِمُقْبِلَةٍ
تُتَرْجِمُ الْحُلمَ لي مَثْوىً ومُنْقَلَبا
وقلتُ: إنْ لم أَجِدْ في البَرِّ مَسْكَنَها
فَفي الْبحارِ أَراها
والهوى طَرَبا
أليسَ للبحر حورٌ يغْتَسِلْنَ بهِ
يَعْشَقنَ مـن ضَـلَّّ فـي الدنيا أوِ اغُتَرَبا؟
أليسَ مَنْ ضاقَتِ الدنيا بمَطْمَحهِ
هو الغريبُ بها حتى لَوِ انْتَسَبا؟
* * *
وخضْتُ كُلَّ بحارِ الكوْنِ أَسْأَلُها
عن التي رسمَتْ قلبي كَما طَلَبا
لكنَّ قلبيَ لم يُفْتَحْ لِغانِيَةٍ
حتى اللواتي نَسَجْنَ الموجَ لي عُشُبا
واخْتَرْنَ لي في مدى التِّرْحالِ مُنْتَزَها
يَهْزُزُنَ نخـلَ الْهـوى كـي ألقُطَ الرُّطَبـا
* * *
طالَ الرحيلُ
ولم أُدرِكْ لَها أَثراً
وكادَ يُغرِقُني عمري الذي انْسَحَبا
وخَلَّعَتْ زَوْرَقي هوجُ الرِّياحِ فلا
في البحرِ عِشْتُ
ولا بَرٌّ إلي حَبا
وعندما نَسجَ النُّسيانُ شَرْنَقةً
حَوْلَ الأماني.
وقلتُ: الْمُشْتهى نَضَبا
رأيتُها
مِثْلَ وجهِ الصُّبحِ مُشْرِقَةً
تُحاوِرُ الزَّهْرَ والأَطْيارَ والسُّحُبا
ناديتُ: أَنْتِ الْهوى والْحُسْنُ سَيِّدَتي
وأَنتِ مَنْ أوفدت قَلبي لما ذَهَبا
تَلفَّتَتْ وحَياءُ الْحُسْنِ يَخْضُبُها
وباغَتَتْني بِرَدٍّ
خلتُه كَذِبا
قالتْ: أتيتَ وقد فاتَ الأَوانُ فَعُدْ
الْشَّيْبُ غَشَّاكَ حتى مازَجَ الْهُدُبا
نسيتَ أنك بَعْدَ الشيبِ تَعْشَقُني
وإنني زَهْرَةٌ في مِهْرَجانِ صِبا؟
غَطَّيْتُ رأسي بكلتا راحَتيَّ كما
لو كنتُ أهربُ فيما يفضحُ الهَرَبا
ما كنتُ أعلمُ أنَّ العُمْرَ يشرَبُني
كأساً ويَنْسى على أَهْدابِيَ الْحَبَبا
* * *
1983
 
طباعة

تعليق

 القراءات :465  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 162 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج