الماضِي.. صوتٌ يَهتِفُ بي |
قَدِّمْ قُرْبانَكْ |
والحاضِرُ سجنٌ يَصرَخُ في وجهي |
انبِذْ سجَّانَكْ |
والمستقبلُ نورٌ مطمور |
في أفْقٍ مسجور |
يَخفَى ويَلُوح |
كما تَطفو وتَغوص |
رُؤى المسحور |
وأنا في القيدِ أسير |
جريحاً خَلفَ السُّور |
الظُّلمةُ حولِي مُطبِقَةٌ |
والبيتُ رتيب |
الجُرحُ بها يَدعو |
والجُرحُ يُجيب |
لكنّي أسمع |
ماذا أسمع؟ |
إنّ الصَوتَ قريب |
هَمهمَةُ رجال |
وصدَى طَرْقاتِ مَعَاوِل |
وخُطَا أقدامٍ عارِيَةٍ |
تَزحَفُ وتناضل |
ها هِيْ تَدنُو |
تَعلو |
عَجَباً! |
إنَّ فناءَ السِّجنِ يُضنِيني |
بلونٍ أحمر |
تَنسابُ.. خيوطٌ منه |
إلى قَيْدي |
أتُراهُ البحرُ! |
ولكنْ.. كيف؟ |
فضَوءُ الفجرِ بَعيد |
أفذاكَ شُعاعُ جِراحي |
يعكِسُ لونَ دَمِي؟ |
كلا |
فهناكَ.. مشاعل |
وهنالِك طَرْقٌ متواصِل |
الأبوابُ تَطيح |
على جُثَثِ الحرَّاس |
والسَّجَّانُ الأكبر |
لفظَ الرُّوحَ بضربةِ فاس |
وتَوالَى الطَّرْقُ على بابي |
فَتَداعى الباب |
وأشرَقَ نورُ الشَّمس |
يُرحِّبُ بالثُّوَّار.. |