شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إنَّمَا
أنا ما نَسِيتُ حَنينَكَ المتَضَرِّما
وشُحوبَ وجهِكَ، ثائراً مُستسلِما
والحُزنُ في عَيْنَيْكَ جَمراً خامِداً
واللَّفظَ في شَفَتَيْكَ، هَمساً مُبهَما
وتَحَجَّرَت دُنياكَ حولَكَ بَغْتَةً
وَبَدا كِيانُكَ صامِتاً مُتَهَدِّما
وتَمَزَّقَ الماضِي، أمامَكَ، كُلُّهُ
وَبَدا مَصِيرُكَ فيه ليلاً مظلِما
وَهَمَمْتُ أنْ أجثُو على قَدَمَيْكَ لَوْ
كنتُ استَطعتُ إليكَ أن أتقدَّما
فلقد غَدَتْ بَينِي وَبَيْنَكَ هُوَّةٌ
لم يَنصِبِ الغُفرانُ فيها سُلَّما
أنا ما نَسِيتُ، وكيفَ أَنْسَى زلَّتي
وحَقارَتي، لَمَّا نطقتُ تَهَكُّما؟
أنا لم أبادِلْكَ الغرامَ، وإنَّما
حاولتُ فيكَ.. ومنكَ أنْ أتعلَّما
قد كنتَ تجربَتي.. وأشهَدُ أنَّها
كانت لِما آثرتُ فيكَ المُلْهِمَا
وَضَعَتْكَ بينَ يَدَيَّ أوَّلُ لُعبَةٍ
وذكرتُ عَهْدي في مُلاعَبَةِ الدُّمَى
وَمَضَيْتُ في هَذَرِي بِغَيْرِ رَوِيَّةٍ
ورأيتُ جُرحَ أساكَ يُمطِرُني دَمَا
فَسَكَتُّ شاعرَةً بِهَوْلِ خَطِيئَتِي
خَزْيَا، وكانَ عليكَ أنْ تتكلَّما
وَحَلَفْتُ.. هل أصغَيتَ، أو صَدَّقْتَ، أو
أترَعْتَ لي كأسَ انتقامِكَ عَلْقَما؟
وَبَكيتُ، بعدُ، فهل رَثَيتَ لأدمعي
ونَدِمتُ، لكنْ ما النَّدامة بَعْدَمَا؟
وَصَدَقْتَ في قولي، كذبتُ (بإنَّما)
وشقيتَ أنت -وكم شَقِيتُ- بإنَّما
وَحُرِمْتُ منكَ سِوَى تَصَوُّرِ ما مَضَى
لي من هَوَاكَ طَلاقةٌ وتأزُّما
أنا ما نَسيتُ، وكيف أنْسَى أنَّنِي
قَتَّلتُ فجرَ حياتِكَ المُتَبَسِّمَا؟
أقتَاتُ بالحِرمَانِ بَعدَكَ والأسَى
وأظَلُّ أستسقِي الحنينَ مِن الظَّما
حتّى تَعودَ! وهل تعودُ؟ ولَيْتَنِي
أجدُ السَّبيلَ إلى رِضاكَ. وَرُبَّما
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :405  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 79 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه - الجزء الثاني

[تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 2009]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج