شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشِّعر موسيقى الجَمَال
إيه يعني فيها، لو جلستُ قبالها
بَعد الحبايب، أو أطلتُ سؤالها
وذرفتُ دمعي في مسارحِ عينها
أسفاً على ما اغتالنِي واغتالها
أأنا الوحيدُ اللي اتلهى على عينه
فبكَى على الأطلال، واستبكى لها
فهي سنةُ العشاقِ والشعراءِ من
قبلِي، ففيمَ تحرّمُ استعمَالها
أتظن أنك دونَ غيركِ لجنةٌ
قامتْ تجددُ للفنونِ مجالها
مش يا بني بزياداك واعتقني بقى
من دي المساخِر بس مالنا ومالها
سيبني من التجديد فهو كما أرى
لا يعرفُ الدنيا ولا أحوالها
أرأيتَ لو كانَت هنالك شقةٌ
ضمت فتَاتَك يا عبيطُ وآلها
ودخلتَها بعدَ العزالِ فلم تجدْ
إلا بقايَا المهملاتِ خِلالها
من نصفِ سوتيان، وفردةِ شبشبٍ
ووعاءِ عطرٍ -ذكّرتك وِصَالها
أفلا ترى فيها خيالَ سعادةٍ
لم تنسَ في إدْبارِها إقبالَها
أفلا تقصُّ عليك أروعَ قصةٍ
خطت مُفاجأة العِزال، مآلها
أفلا تحسّ بها حديثاً خافتاً
ملءَ المشاعرِ يستثيرُ خيالَها
أفلا تحدثُها، ألا تصغِي لها
وتطيبُ نفسُك بالوقوفِ حِيالها
أهي هيّ دي الأطلالِ في ماضي الأُولى
سمعوا -وما انصدعَ السكون- مقالها
ورأوا وما انزاحَ الغطاء جمالها
واستشرفُوا عبرَ الظلامِ جلالها
آثار حب، ذكريات مواقفٍ
صوراً من الماضي أعادَ مِثالها
أنفاس أفئدةٍ، وشيج عواطف
فَتَلَتْ لها تلكَ الرموزُ حِبَالها
والحبُ لولا الذكرياتُ مفازةٌ
ضلتْ بماضي العابرينَ خلالها
والذكرياتُ مثارها آثارُها
كالحربِ خلدتِ الصوى أبطالها
فضّونا من شُغل الصغار فإنها
قيمٌ أجاد سِوَاكُمُ اسْتِغْلالها
ووقفتموا بالواقعية حيثُما
وقفتْ تنازعُ جمعكم أغلالها
حسناءُ في أيدي الرعاعِ تَمَرْمَطَتْ
فتصوروا أسمالها أسْمَى لهَاَ
لستُم بما أبدعتُموا وجهدتمو
وأعيذ فن المبدعينَ -رجالها
لو كانَ تصويرُ الطبيعةِ غايةَ الـ
ـفنانِ لم تنشدْ رؤاه كَمَالَهَا
إن الجمالَ مظاهرٌ فتانةٌ
تضفِي على المعنى الخفيِّ ظلالَها
والشعرُ موسيقى الجمالِ وفنها الـ
ـعلوي، ينسجُ مبدعاً سربالها
يَامَا تخطفها المعارض ندرة
آلى غرورُ الجهلِ أنْ يَكْتَالها
حق الخراب على الفنونِ بعصبة
جعلتْ على دعوى البنِاء تكالها
ومتى هدمتْ لكي تشيدوا، ولم تشد
بكتِ الحياةُ على يديك مآلها
 
طباعة

تعليق

 القراءات :422  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.