وعلى أثر استقرار الفرنسيين في مصر كتب قائدهم الأعلى نابليون بونابرت يعرض على الشريف غالب في مكة بعض الاتفاقات التجارية وينذره إذا حاول قطعها فكتب إليه الشريف غالب الخطاب التالي:
((من الشريف غالب بن مساعد شريف مكة المشرّفة إلى قدوة أعيان (أقرانه) الدولة الفرنساوية!! وعمدة أركان إخوانه المشهور بسداد همته الوافية بونابرته سر عسكر ومقدام كبرائهم في كل مصدر، بوعد فداعي التحرير وموجب التسطير وصول كتابك وإحاطة علمنا لما حواه خطابك وما ذكرت من وصول كتبنا وتصفح مضمونها وإرسال القول إلى طرفكم بما يوجب تبيان حدود رسومات أموال التجار في البلاد المصرية وجريان سماحنا لخمسمائة فرق إلى آخر ما شرحتموه من الكتاب لصريح وثاقة صدق الاعتماد في كل مصدر من جهاتنا الحرمية ومطلوبك من إيصال الكتب المرسلة على يدنا لمحلها أحدها لولد حيدر تيبو سلطان والثاني لإمام مسكت(1) والثالث لوكيلهم بالمخا(2) فقد وصلت إلينا وأرسلناها بيد معتمد من طرفنا لأصحابها طبق المرام وإن شاء الله عن قريب يجيئكم الجواب وما كان من همتنا في جلب التجار إلى الديار المصرية واعتمدنا لخطكم وأكيد قولكم فنرجو الله ما نعتمد خلافه وقد كان تجار بندورنا المعمور في روع من الأكاذيب المختلفة على أموالهم وصدورها لطرفكم وحين ورد منكم هذا القول الأكيد صمم كافة تجارنا على أسباب الجلب إليكم وتعهدنا لهم كامل ما توهمتْ به ضمائرهم من ضمان الأمان على أموالهم وإنما كان الانتظار منا لوفود من جهتنا ورسولنا المصدر إليكم فلما كان اليوم السابع من شهرنا هذا وصل المذكور إلينا وبه كتاب وكيلك المعتمد الوزير برسيلك المعلن بمزيد الالتفات لوفادنا إليه وهمته في أمور مراسلاتنا من البن وغيره وهي خمسة مراكب مشحونة من طرف تجارنا وفيها مأمور هو مسطور أعلاها باسمنا فهو لنا وصحبتهم منحتنا ومراسلينا بالسطور فالمطلوب عند وصولهم إلى السويس أن ترسلوا من طرفكم عسكراً يحافظون إلى الأبنان ويبيعوها فعند إعادتهم بأثمانها كذلك تشيعوهم بالعساكر إلى أن يدخلوا سفائنهم حرصاً عليهم من خطر الطريق فإننا ما أمكن تأمين التجار على هذا المقدار إلاّ بأشد علاج وما صدر هذا القدر إلاّ بصدد التجربة من شدة ما تأكد عليهم لديهم من توهم الأكاذيب المتناثرة لأنه ما بيننا وبينكم إلاّ العربان فإذا شاهد التجار مزيداً من الاعتناء بأموالهم ومحافظاتها من مخاطرات الأسفار والاحتفال بإكرامهم هرعوا بالجلب إلى مصر في كل آن ونرجو بهمتنا أن تسلك الطرقات وتنجح المبرات بأحسن ما كان من الأمان ويكثر الوارد إليكم من الأسباب الحجازية لا سيما عند وجدان صدق مقالكم تتكون أسباب مصادقتكم فالآن مأمولنا منكم إلقاء النظر على ما هو لنا من البن حسب ما هو مرقوم اسمنا في ظهور (فروقنا) والالتفات لخدامنا، وكذلك لا يخفاكم أن لنا عوائد ومرتبات في مصر مع سماح الخمسمائة الفرق دراهم نقدية، وهنا بيان ما هو لنا بالديوان العالي في مصر الواصلة إلينا صحبة الحاج مع كاتب الصرة وصيرفها:
قرش
عن الصرة الرومية
540000
ثمن سرس وشطرات
170917
معتاد بني حسين وبني تراب
48717
عن أشراف بني تراب بدفتر متقاعد
19512
عن مرتب وقف الدشيشة الكبرى
125325
عن وقف المحمدية بالثلث بدفتر متقاعد
83333
حوالة كاتب الحرم بمكة عن أربطة
175811
عن صرة شريف مكة إنعام الدولة العلية
1000000
منها دواوين
2163679
ولنا في وقف الجامكية المستجدة يسلمها لنا أمين الحاج دواوين
508500
عنها ريال فرانسة
5650
حرر في 18 شهر ذي القعدة سنة 1213
ملاحظة:
كان عنوان غلاف الكتاب (عين أعيانه وعمدة أخدانه بونابارته أمير الجمهور الفرنساوي بمصر القاهرة حالاً 8642).
وكان الختم مكتوباً في وسطه (عبده غالب بن مساعد سنة 1213).