شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
غارة بني سليم
وفي سنة 230 أغار بنو سليم على بعض مدن الحجاز (1) وعاثوا فيها فساداً ونهبوا الأسواق وامتد أذاهم إلى كثير من الناس وقطعوا الطريق وأوقعوا بجند والي المدينة فأرسل الواثق في سنة 230 جيشاً بقيادة أحد قواده من الأتراك ((بغا الكبير)) فقتل منهم نحو خمسين رجلاً كما أسر نحو ألف ممن عرفوا بالشر والفساد وحبسهم بالمدينة (2) .
وبنو سليم كانوا ولا يزالون يسكنون بقرب المدينة في حرة بن سليم وهم من قيس غيلان اشتهروا بالبأس والكثرة وأعتقد أنه أول عصيان غير سياسي تقوم به قبائل البدو في الحجاز في تاريخ الإسلام لا غرض له إلاّ الإفساد وإشباع البطون الجائعة.
ولا غرابة فقد بدأت في هذا التاريخ صولة الخلفاء تنهزم في نظر رعاياها كما بدأت قبل هذا بقليل تشح أعطيات الخلفاء مما جعل بادية الحجاز تشعر بالفاقة واجتمعت إلى الفاقة قلة المبالاة بالسلطان وهيبته فأدى ذلك إلى عبث البدو بالأمن العام، واستمرأ العابثون هذا العدوان بمرور الأجيال فاتخذوها عادة ونشأت على ذلك قبائل حرب بين مكة والمدينة وقبائل أخرى في شرقها وجنوبها، وعانت الحكومات كما عانى الحجاج الكثير من إفسادهم طوال أجيال مضت قبل أن تضرب على أيديهم حكومة آل السعود الحاضرة. ولو فطن العباسيون يومها إلى تشغيل هذه القبائل فيما يفيدهم لشغلوهم عن العبث وأغنوهم عن الإفساد وهيأوا منهم رجالاً نافعين.
ويعتبر المؤرخون نهاية عهد الواثق في دولة العباسيين سنة 232 نقطة تحول ينتقل عندها تاريخ بني العباس من عصره الأول الذهبي إلى عصره الثاني عصر الانقسام والفتن العظيمة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :368  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.