شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( مداخلة من المحتفي الشيخ عبد المقصود خوجه ))
عبد المقصود خوجه: إذا سمح لي الأستاذ القرعاوي والإخوان الكرام، لي تعليق قصير عن بابا طاهر أجد أن من واجبي أن أتحدث به إليكم، بابا طاهر هو أول من أُطلق عليه "الجوهرة السوداء" فبيليه كما يعرفه الكثيرون من الصحافة العالمية وما وصل إليه من شهرة يعتقد الكثيرون أنه أول من أطلق عليه اسم الجوهرة السوداء، بابا طاهر كان عن حق جوهرة، بغض النظر عن لونها سواء كانت سوداء، ولكن أنا في نظري سوداء شكلاً بيضاء كقلبه، أتكلم عن بابا طاهر وأستطيع أن أقول إنني أتكلم عنه كلام الإبن عن أبيه، لأن بابا طاهر زامل والدي المرحوم محمد سعيد عبد المقصود خوجه عندما كان رئيساً لتحرير جريد أم القرى، ومديراً لمطبعتها وموظفاً في مطبعة الحكومة.
وبوفاة الوالد لقيت من أصدقاء الوالد وفاء قل نظيره، منهم - أطال الله في عمره - كما أسميه دائماً ويسميه أبنائي وأحفادي سيدي أحمد ملائكة ابن البيت المشهور في مكة المكرمة؛ الذي يلازمنا ملازمة الظل وفاءاً لوالدنا فنراه صباحاً ومساءاً معنا كريماً في أخلاقه، موجهاً في صغرنا وصديقاً في كبرنا، ذلك الرجل ابن البيت الكبير الثري بأخلاقه وحتى بماله، أكرمنا صغاراً وكباراً ولا يزال أمد الله في عمره، معالي الشيخ عبد الله بلخير رغم ما تسنمه من مناصب كان عندما يأتي من الرياض أنا متأكد أن أول دار يطرقها كانت دارتنا، يسأل عنا ويقبلنا ويأتينا بالهدايا، وكانت تلك الأيام أيام فقر ولكن كان يدخل السرور على قلبنا..
بابا طاهر كان من الناس الذين لازمونا أيضاً ملازمة الظل للشخص ليلاً ونهاراً، وكان شخصيةً غريبةً كما قال الأستاذ القرعاوي وأعطيكم مثلاً كان الرجل غنياً بأخلاقه فقيراً بماله، كنت آنذاك موظفاً وهذه الحالة التي سأرويها لعله يذكرها زميلي وصديقي وحبيبي الأستاذ أحمد باشماخ الذي كان آنذاك من كبار موظفي المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر قبل أن تصبح وزارةً للإعلام، هذه الحادثة على ما اعتقد في الثمانين الهجرية، واحد وثمانين، تسعة وسبعين، شيء كهذا، كانت الألف ريال فلوس، فلوس كثيرة، قد لا يعرف الكثيرون منكم أن الخريج الجامعي راتبه آنذاك تسعمائة وخمسة وسبعون ريالاً..
فأتاني يوماً بابا طاهر وكان له كثير من الأثرة في نفسي والمحبة - وكنت آنذاك أنا مديراً للمكتب الخاص للوزير - يشكو أن له مكافآت متراكمة لم تصرفها الإدارة المالية ويتوسط لصرفها، والمبلغ عندما ذكره في الحقيقة مبلغ كبير، عشرة آلاف ريال وكسور، ورغم أن الكل يحبونه، والله عملنا كل منا بجهده المستطاع، أعتقد الأستاذ أحمد باشماخ، والأستاذ محمد عبد الرحمن الشيباني والفقير إلى الله تعالى، أنا والحاصل أنه لم تمر ساعات إلا وكان المبلغ بين يدي بابا طاهر.
بابا طاهر كان مجلسه دائماً عندي إذا قلت لكم: إنه خرج آخر الدوام صارفاً العشرة آلاف والكسور فلن تصدقوني..
لا تسديداً لدين، ولا تسديداً لغرامات، ولا تسديداً لمنن، وإنما كانوا من يعقبوه دائماً من الناس المحتاجين فيأتيه فلان فيقول له: "ما عندي إلى أن تُفرج" هذه كانت دائماً..
إذا جاءه إنسان إذا كان عنده أعطاه، وإذا ما عنده يقول له: "طيب راجعني بكرة"؛ "راجعني بعد يومين"، أشوف. فطبعاً هؤلاء يتعقبونه لأنهم يعرفونه رجلاً صادقاً فبلغهم الخبر وتنادوا (فلان قبض المبلغ) ومثل الواقفين في "كيو"، الأستاذ الله يرحمه أخرج لهذا خمسمائة ولهذا مائتين لهذا لهذا.. وأنا جالس وراء مكتبي أشتغل وأشاهد الرزم التي كانت عنده موضوعة في مظروف وقد انتهت إلى أن الأستاذ قام وليس معه ريال..
هكذا كانت "أخلاق" الرجال وهكذا كان بابا طاهر رحمة الله عليه رحمة الأبرار.
نقطة أخرى يبدو أنه حدث خطأ فالاثنينية القادمة اثنينية معلقة.. لأسباب خارجة عن إرادتي وموعدنا مع الأستاذ عبد القدوس أبو صالح إن شاء الله في الاثنينية التي تليها، لأن تعليق الاثنينية الماضية أوجد خللاً لذلك لم أر كثيراً من الوجوه التي كنت أسعد برؤيتها، فأرجو إن شاء الله إذا لم نلتق الأسبوع القادم ولكن الأسبوع الذي يليه ونستمر على ذلك.. وشكراً والآن أترك المايكروفون لزميلي ليلقي الأسئلة على ضيفنا الكريم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :504  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 97 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.