شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تهَانينا لشعب الجزائر المكافح
منديس فرانس -جي موليه -ديجول -ميشال دوبريه -كانوا لا يتوقعون هذا!
ترى هل كان منديس فرانس رئيس الوزارة الفرنسية يعني ما يقول عندما وقف أمام الجمعية الوطنية في عام 1945 يهذي ليثبت لأعضائها أن الجزائر فرنسية، وأنها تعد قطعة أو إقليماً من بلاد فرنسا؟ وهل عرف جي موليه رئيس الوزارة الفرنسية في عام 57 أي معنى يعني عندما أدلى بتصريحه إلى كبير المراسلين في باريس، وفيه اتهم قادة الثورة بأنهم شذاذ متمردون، وأن آمالهم المتطرفة ليست إلاّ أحلاماً لن تتحقق؟
وهل وضح لديغول رئيس الجمهورية الفرنسية مدى الأقوال التي ألقاها على عواهنها يوم وقف في وهران في يونيو عام 58 يعلن للوفود الحاشدة التي سيقت لاستقباله بأن الجزائر ستبقى فرنسية إلى الأبد رغم كل المحاولات التي تبذلها العصابات الثائرة؟
ولكن أثبت الجزائريون أنهم أكرم على أنفسهم ممّا ظن الغاشمون وأنهم خير مَن يستطيعون الثأر لما نال أجدادهم من غبن.
أثبت الجزائريون أن في استطاعتهم أن يملوا إرادتهم، وبعد كفاح دام خمس سنوات في مرحلته الأولى علّموا كبار المسؤولين في فرنسا كيف يهيئون للتفاوض، ويمهدون بتصريحاتهم الرسمية لقبوله بعد أن كانوا يعتبرونه كفراً صراحاً.
أجل فقد شهدنا كبار المسؤولين في فرنسا يتغضون من كبريائهم ويمدون أيديهم استعداداً لمصافحة شعب كانوا لا يرونه أهلاً لأن يصافحهم.
إنها عزمة الحياة.. وأنه منطق القوة.. وأنه لا شيء بعد ذلك، تهانينا لهذه الأمة المكافحة التي أثبتت جدارتها للحياة، واستطاعت أن تخلِّد لا لرفعتها المدودة بل لسائر شعوب العرب مجداً لا ينساه التاريخ ما عاشت الأرض.
وإذا كان لنا بعد هذا ما نقوله فإنا نتمنى إلى المناضلين ألاّ يختتموا نضالهم بما أشيع من خلاف في بعض صفوفهم فهم أعظم من أن يسلموا جهادهم إلى مثل ذلك.
إن انشغالهم طوال سبع سنوات بالجهاد المقدس ترك أثره دون شك في مزارعهم ومصانعهم ومتاجرهم وسائر مرافقهم الحيوية، وحقيق بهم وقد أملوا إرادتهم في ميادين الجهاد أن يثبتوا اليوم كفاءتهم لبناء بلادهم من جديد، وألاّ ينسوا إلى جانبي هذا أن الغاشمين الذين كانوا يربطونهم إلى عجلتهم في السياسة والاقتصاد والتصنيع، بل وحتى في سائر المقاييس الأخلاقية والأوضاع العامة يستطيعون اليوم أن يعرقلوا خطوتهم الجديدة، وأن يفرشوا طريقهم بالشوك إلاّ إذا جمع القواد في الجزائر كلمتهم على العمل الجاد، وأصروا على احترام مليون من الشهداء بذلوا دماءهم غالية في سبيل أن يسلموهم قياد البلاد:
تهانينا في كلمة أخيرة لشعبنا المكافح في الجزائر (1) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :341  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 84 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.