شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في سَبيل الدعَاية لبلادنا
لماذا لا يقوم إخواننا الصحفيون برحلات
إلى الأقطار الإسلامية؟
نقرأ في كثير من صحف البلاد العربية الشقيقة أوصافاً لرحلات وتوغل الصحفيين فيها إلى بلاد نامية في الصين واليابان في شتى جزر المحيط الهادي.. في سومطرا وأستراليا وإندونيسيا.. في مدن الهند والباكستان والملايو، حتى أدغال إفريقيا ومجاهلها كانت مسرحاً لرحلاتهم التي ينشرون أوصافها في ريبورتاجات ضافية تنطق بالصور التي تمثل حركاتهم واجتماعاتهم برؤساء الجهات وشيوخهم ورجال الدين الممتازين فيها.
إنها دعايات لها قيمتها في ربط العلاقات بين البلد الواحد ومئات البلاد التي يوغلون فيها باحثين عن العلاقات التي يمكنها أن تربط شعوبهم بشعوب أخرى، باذلين أقصى ما يسعهم من إمكانيات في تصوير المشاهد وتلوينها ونزع ما يمكن انتزاعه لتوكيد العلاقات والاستفادة لبلادهم من سائر الروابط التي تجمعهم بالبلاد التي يوغلون فيها.
إنه نشاط لعلّه ليس في بلاد الشرق مملكة أحوج إليه منا، فرابطتنا بأمم الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها أوثق من أن تصفها الكلمات، وعلاقتنا بالمتمدنين منهم والبدائيين في أقصى المجاهل علاقة لا تدانيها مثلها، ومع هذا فنحن من أغفل الناس حفاوة بهذه الروابط وأقلهم عناية بها.
ما يمنع صحافتنا أن تنفض دثارها وتنشط لانتداب مَن يمثلها ليجوب ممالك الإسلام ويتغلغل في مجاهله لينادي: هنا.. الكعبة، جاءت تذكي حماس العلاقة التي تربطكم إلى بلد تتوجهون إليها خمس مرات في كل يوم، وتتعرف إلى أشجانكم وتناقش حياتكم لتعطي عنها أبرز الصور وتنشر عن حقائقها ما تجهله أمم الإسلام في شتى بقاعها.
لا يمنع صحافتنا ذلك إلاّ أن إمكاناتها محدودة، وحاجتها إلى تشجيع الحكومة لا تدانيها حاجة أسوة بالحكومات التي تنفق للدعاية وتمد للصحافة ما يعينها على تخطي الحدود، فتهيئ لها وسائل الانتقال وتوليها من البذل والعناية ما يهيئها للسفارة الناجحة إلى أقصى مدى تتسع لها خطوات الصحافة في البلاد البعيدة.
لقد كانت مكة والمدينة تندبان من أهاليهما مَن يجوب أطراف الأرض فيلقون التحايا ويجدون التكريم، ولكنهم كانوا لا يخدمون الأغراض التي يهم الحكومات والشعوب اليوم أن تخدمها دعاية للسياسة العامة التي تنهجها سعياً وراء التكتل وتوثيق العلاقات العامة.
إننا نريد اليوم لوناً جديداً يخدم نهضتنا الجديدة، ويؤكد الروابط التي بتنا في حاجة لتوكيدها في سائر بلاد الإسلام على تقدير أقل، ويحمل صوت حكومتنا وأمتنا عالياً مدوياً إلى أبعد المناطق التي يمكن أن يحملها إليه.
ولا يضطلع بمثل هذه الدعوة إلاّ صحافتنا الناهضة إذا وجدت من المسؤولين في بلادها مَن يشد أزرها ويبذل في سبيل مساعدتها ما يعين على تنقلاتها مع ما يلزمها من إعداد صحفي لا يقل عن أمثاله في كل بلد حي..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :341  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 79 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.