شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لكل حاج بطاقته!
كتب إليَّ (م.ط) من الخرطوم يسألني قائلاً:
لماذا تعوّد الناس في بلادكم أن لا يرشدوا الحجاج إلى ما يسألون عنه؟ ثم يقول: لقد ضاع منِّي الطريق إلى بيت مطوَّفي أول يوم من وصولي فكنتُ أسأل المارة والباعة المتجولين وأصحاب الدكاكين أن يدلوني إلى طريق المطوف فلم أجد بينهم مَن يرشدني وهو على عكس ما نجده في بلادنا مثلاً.
صدقت يا سيدي الحاج. وكنتُ أتمنى لو قرأت اسمك صريحاً فنحن في بلادنا وفي صحفنا تعوّدنا أن نتقبل الصراحة من رجل صريح لا يخفي اسمه وراء الرموز خصوصاً وهو في موقف شكوى.
أقول صدقت رغم ما غاب عليك من جوانب الموضوع.
لقد سألتَ المارة، وسألتَ الباعة، وسألتَ أصحاب الدكاكين عن بيت المطوِّف فلم يرشدك أحد.. ولكن هل أنبأك أحد أن كل هؤلاء الذين سألتهم كانوا من أصحاب البلد؟
إننا يا سيدي بلد مضياف بشكل لا يتصوّره أحد.. ولا أبالغ إذا قلت لك إن جل الباعة الذين تراهم يتجوّلون ليسوا إلاّ ضيوفاً مثلك من اليمن أو من حضرموت أو من الباكستان والهند، وأنت تراهم في أزيائهم فلا تستطيع أن تفرق بينهم وبين أهل البلد بحال، وقد يكون بينهم سعوديون من باديتنا ولكنهم ضيوف لا يهبطون مكة إلاّ للارتزاق في بعض فترات العام.
وأصحاب الدكاكين يصح لك أن تتأكد من حقيقتهم فربما كان الجالس في الدكان ليس إلاّ خادماً.. والخدم عندنا ضيوف على الإطلاق فليس عندنا خدم إلاّ من الطارئين على البلاد من خارج حدودها أو النازحين إليها من باديتنا وكلهم مؤقتون لا يعرفون في الغالب سوى الشارع أو الشوارع التي يعملون فيها.
والمارة.. أخشى أن لا تعرف صاحب البلد من غيره، ربما كان بينهم طارئون أو نازحون أو حجاج، فالسمات كثيراً ما تختلط على مثلك وأنت جديد في هذا البلد.
ومع هذا فثق أنني لا أريد أن أعتذر لأهل هذا البلد على طول الخط. فربما كان بين من سألتهم شخص أو أشخاص ينتمون إليه، فلا يكونون معذورين ولكني أخشى في الوقت نفسه أن يكون الأمر قد اختلط عليك لاختلاط السمات بين أهل البلد وضيوفها.
وإذا أردتني إلاّ أن أحقق موضع الخطأ في قصتك، فالخاطئ الوحيد في رأيي هو مطوّفك!!
ذلك لأن الأوامر الخاصة عندنا تقضي على المطوِّفين أن يوزعوا على حجاجهم بطاقات صغيرة تحمل اسم المطوف وتعيّن مقر بيته في مكة وعرفات ومنى، وبهذا لا يضل الحاج مهما أبعد في الضياع.
فهل كانت لديك بطاقة من هذا النوع؟ أم أن مبعث الخطأ كان مصدره مطوفك؟
إني أرجو إلى رؤساء المطوفين أن يتفضلوا فيعفوا الحجاج من مشاكل الضياع ويعفونا من حقهم في الانتقاد فيتعقبوا المطوفين ليلتزموا بتوزيع البطاقات على الحجاج ولا يبيحوا للحاج أن يتحرك إلى أي وجهة دون أن تكون في جيبه بطاقة تحمل اسم المطوف والشارع وتعيّن الموقع تعييناً واضحاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :389  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه - الجزء الثاني

[تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 2009]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج