شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ألا نعمل شيئاً.. من أجل الطوافة
نشرت في عام 1371هـ عندما كانت شكاوى المطوفين لا حدود لها
مما يلفت النظر في شؤون المطوفين أن الأغلبية الساحقة باتت تحس بفداحة ما تلاقي بسبب النظام العتيق الذي ورثته الطوافة من عهود كان يسود فيها الشقدف والجمل.. حتى المحافظين منهم، وكانوا يقدسون ما ألفوا بدأوا يشعرون بعظم الهوة التي تتردى فيها مهنتهم بين عام وآخر.
وليس من شك في أن مشكلة المشاكل التي تعانيها المهنة في سنواتها الأخيرة هي موضوع السمسرة التي بدأت أول ما بدأت كشيء لا يعتد به في صورة هدية أو منحة، ثم ما لبثت أن تطورت عاماً بعد آخر حتى تفاقم أمرها وأصبحت تستنزف جزءاً هاماً من موارد المطوفين، كما أصبحت أمراً لازباً لا يقوم للمطوّف شأن بدونها، وأصبح الناس يشاهدون أقطاراً بكاملها تكاد أن تكون وقفاً على بعض المطوفين كنتيجة لسخاء أيديهم وحسن علاقتهم بالسماسرة. ومع ذلك فالأمر لا يزال قابلاً للتطوير وسينشأ في أعقابه بارعون يسبقون إلى بذل أكبر ويحسنون ترضية السماسرة بشكل أفضل حتى يأتي البذل والفضل على باقي أرباح المطوّف.
وأنا شخصياً لا ألوم المقدام على شجاعته أو براعته في الاتصال والبذل ما دام الميدان أمامه مباحاً لمن يثبت شجاعته وما دام الأمر متروكاً لقاعدة: (الجيدة تفوز براعيها).
ليس من حقنا أن نلوم أحداً ما دام أمر السمسرة أصبح واضحاً وضوح الشمس، ولم يبقَ للسمسار إلاّ أن يتقدم إلى المعنيين ليطالب بحقوقه رسمياً دون أن يغضب المعنيون أو يحاولوا تغيير شيء..
ولو كان السمسار وطنياً من بلادنا لهان الأمر.. بل لما وجدنا مبرراً للشكوى فما فات على أحدنا دخل إلى جيب أخيه، وهو على عمومه لم يتجاوز حدود بلادنا، ولكن الأمر أبعد من هذا.. فنحن بما نبذل للأجنبي نبدد ثروتنا القومية ونقضي من حيث لا نشعر على جزء هام من اقتصاديات بلادنا.
وأغرب ما يروعك في الأمر أنه ما من عاقل يهمه أمر الطوافة من أصحاب العلاقة أو الاختصاص الرسمي، إلاّ وقد وقر في نفسه مدى ما تعانيه الطوافة وما تنزلق فيه عاماً بعد آخر ومع هذا لم يتغير شيء.
ما أغنى البحوث التي كتبت في هذا، وما أعظم الاجتماعات التي عقدت من أجله، وما أطول الجلسات التي درست تفاصيله وما أكثر الاقتراحات التي تقدمت في سبيله ومع هذا لم يتغير شيء!
أعتقد أن في هذا ما يكفي لحفز همم المسؤولين عن مستقبل الطوافة كما أعتقد أن فيما عاناه المطوفون في موسمهم هذا ما يثير حماسهم ويدفعهم إلى العمل الجاد الحاسم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :367  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.