شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تعبت أقدامه..!
كتب إليَّ أحدهم مرة يقول:
"إنني شاب كفيف البصر، تقدمتُ إلى مكتب الضمان الاجتماعي بجدة بتاريخ 15/10/82 أطلب إلحاقي بالمستحقين الذين يكفلهم مكتب الضمان بتعيين المساعدة لهم، ولكني إلى تاريخ خطابي هذا (19/1/85) لم أتلقَ إجابة على ما كتبت. لقد تعبت أقدامي وأنا أراجع المكتب في جدة ولا جواب عندهم، إلاّ أن معاملتي لا تزال في الرياض.. إني أرجو إليك عرض مأساتي للمسؤولين في وزارة العمل لعلّها تصادف قلوباً رحيمة فتبحث عن معاملتي التي ذهبت أدراج الرياح، وتعثرت بين مكاتب الموظفين".
إلى هنا تنتهي خلاصة الكتاب المطول الذي كتبه إليَّ الشاب محمد سعيد الفائدي كفيف البصر، ومنه يتبيّن أن معاملته مضى عليها أكثر من سنتين دون أن ينجز منها أو يتلقى عليها أي جواب. وهو ما نشكوه من مآسي الروتين إلى جانب قلة الأيدي العاملة في كثير من دوائرنا الرسمية.
على أنه لو كان لي رأي في مثل هذا الموضوع لطلبت إلى المختصين في وزارة العمل ألاّ يكتفوا بتعيين مساعدة شهرية لمثل هذا الشاب الكفيف، فإن إنساناً مثله يتمتع بنشاط الشباب يستطيع أن يفيد نفسه وبلاده بعشرات الحرف التي تهيئها الدولة ليعمل فيها أمثاله من المكفوفين.
أرى أنه يجب أن تربأ به الدولة عن أن يمد يده لإحسانها، فإحسانها يجب أن يكون وقفاً على الضعفاء الذين يعجزون عن مزاولة أي عمل يدر عليهم كسباً. أمّا كفيفو البصر الذين يتمتعون بحيوية الشباب فسبيلهم عند وزارة العمل أن تهيئ لهم مدارس مهنية لا تتعارض مع أبصارهم المكفوفة ليتعلموا ويعملوا بأيديهم ما يقيم أودهم ويغنيهم عن الحاجة.
على كل حال نحن نعرف أن وزارة العمل جديدة في ميدانها لم يمض على تأسيسها الوقت الكافي لأداء مهامها كاملة في سائر المجالات وكل ما نتمناه لها أن تتسع أمامها الفرص لتتوسع مجالاتها لسائر الخدمات العامة.
وإذا كانت إمكانياتها اليوم لا تزال محدودة فلا أقل من أن يتفضل كبار المسؤولين فيها بمساعدة عاجز كهذا كفيف البصر بالعمل على إنجاز أوراقه التي مضى عليها أكثر من سنتين دون أن يتلقى عنها جواباً شافياً.
إن وزير العمل بما عرف من حدب على الضعفاء هو أفضل من يستطيع إغاثة هذا المحتاج بأي وسيلة يراها نافعة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :357  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج