شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إلى سيدتي
جاءني من جمعية اليقظة النسائية بالطائف خطاب يلفت نظري إلى أن مكتبة الجمعية في حاجة إلى مساندة الأدباء وغير الأدباء ليتبرعوا لها ببعض الكتب التي من شأنها أن ترفع مستوى المرأة السعودية ثقافياً.
إلى أن يقول الخطاب: وقد وجّه الدكتور عبد الله مناع نداء منذ شهرين تقريباً إلى الأدباء وغيرهم يحثهم فيه على المساهمة بتزويد المكتبة بشيء من ذلك.. ولكن للأسف!! لم يصل إلى مكتبة الجمعية حتى تاريخ كتابة هذه الرسالة أي كتاب، إلاّ أن مؤسسات الصحافة يصح أن تستثنى من ذلك، فقد تفضلت جميعها بإرسال صحفها إلى الجمعية عدا جريدة عكاظ.
وفي خطابهن يرجون إليَّ المساهمة في نداء الأدباء وغيرهم على أمل أن لا يبخلوا بتبرعاتهم وأن يساعدوا الجمعية بما يساهم في رفع المستوى الثقافي بين أعضائها.
إلى هنا ينتهي ما جاء في خطابهن. أنا شخصياً أشعر دون شك أن من حق فتياتنا الناهضات على مثلي أن ينادي بضرورة مساعدتهن ومن حقهن كذلك على أدبائنا ورجالاتنا وسائر هيئاتنا الثقافية رسمية كانت أو أهلية أن لا تضن على جمعية كهذه تطالب بحقها في النور والمعرفة بما يضيء أمامها الطريق ويهيئها لثقافة الأمم الناجحة.
على أني بعد هذا الرجاء يهمني أن أعلق على أسف الجمعية الذي ساقته إلى أدبائنا وغيرهم وإلى جريدة عكاظ في عتاب مؤدب رقيق لأقول لها إن شأن عكاظ لا يزيد -فيما أعرفه من زملائي- عن نسيان لا أكثر وأن في استطاعة الجمعية أن تذكر أصحابها بخطاب يعاتبهم وستجد الزملاء عند حسن الظن.
أما الأدباء فأمرهم أدق من هذا.
أي سيداتي..
إن الأديب وأخص بالذكر منهم إخواننا المؤلفين. ولولا خوفي أن أشق على أمثالكنّ لأهبتُ بكنّ أن تتفضلن بتشجيع مؤلفاتهم.
لعلكنّ لا تعرفن أن المؤلف منهم يرهق أعصابه شهوراً أو سنوات إذا اقتضى الأمر حتى إذا انتهى من التأليف والطبع تحول إلى سائل يستعطي مَن يساعده على الشراء لا ليتقاضى أتعاب الشهور والسنوات التي عاناها في التأليف بل حسبه أن يستعيد ما أنفقه كرأسمال.
إن استعادة رأس المال يا أخواتي دونه خرط القتاد، فأكثر المؤلفات لا ينفد ربعها أو نصفها إلاّ بعد جهد شاق، وليتنا نتركه بعد هذا لما يقاسي فإن هيئاتنا ومدارسنا وما أكثرها، وأصدقاء الزمالة والقرّاء والقربى كذلك وهم ربما تجاوزوا المئات.. كل هؤلاء يشعرون أن من حقهم على المؤلف أن يهديهم مؤلفه.. لهذا فهو ضائع.. وهو خليق بالتشجيع.
وإذا كان لي من رأي عند الجمعية فهو أن لا نكتفي بنداءات الصحف، ومن الخير لها أن تحرر خطابات خاصة بالبريد إلى المعروفين بالأريحية من أصحاب الثراء في بلادنا ليتبرعوا لها بشراء الكتب، وأن تطلب إلى وزارة المعارف وإلى القائمين على مطبوعات الملك المعظم ليزودوها ببعض ما في خزائنهم من الكتب الموقوفة على مثل ذلك.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :372  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.