ـ من أصداء عام 1403هـ/الموافق 1982م: نسترجع صوت هذا الراعي للكلمة المنصفة، والمسجل لها تاريخياً، والمكرم مبدعيها: الوجيه الأديب ابن الرائد في الأدب/عبد المقصودمحمد سعيد خوجه، الذي استلهم من العزيمة والهدف الأنبل لرسالة الكلمة، ومن نور الحب وسناه: خطوة هامة تاريخية في مسيرة الثقافة المعاصرة داخل الوطن، وهي الخطوة غير المسبوقة التي أخرجته من الحيرة.. فكان ميلاد (الاثنينية) كما سمتها الصحافة، و ((لقاء الاثنين)) كما ولد من رحم استلهامه.
ومرة أخرى دار الزمن دورته.. فإذا الحلم الذي كان يتبلور ويتشكّل واقعاً وصوتاً ثقافياً، هو: (المنبر) الصادق، وكانت انطلاقته: تكريم المميزين وناسجي العطاء الفكري، وتعددت خيوط الضوء فأضاف الراعي إلى المنبر خطوة هامة تمثلت في إصدارات الأعمال الكاملة لأدباء وعلماء وشعراء الوطن، والعناية بالكتب التي تسجل تاريخاً وتوثق حقائق، واختار لهذه الأعمال اسم: (كتاب الاثنينية)، وهو يعنى بالتوثيق وحفظ الإنتاج الأدبي والشعري وللرعيل الأول ومن تلاهم.
* * *
ـ لقد أصبحت (الاثنينية) ركيزة هامة من ركائز هذا الثغر/جدة، ومعلماً حضارياً يشعّ بنور المعرفة، وينشر التنوير، ويربط (جدة) بأدبائها وأدباء مكة المكرمة/المنطلق الأساسي والأوائلي لجيل الرواد ومن جاء بعدهم في حركة تطوير الوعي.. وتواصل نشاط وفعاليات ((الاثنينية)) مع الرياض وأنحاء الوطن كافة.
وفي هذه الاحتفالية باليوبيل الفضي: أصر المؤسس والراعي على وضع نفسه على كرسي الاعتراف.. ونحسب أن النوادي الأدبية ـ في البدء ـ هي من تستحق أن تكون على كرسي الاعتراف، ليس مقارنة بإنجازاتها ومكاسب النوادي الأدبية، فلا مقارنة هنا، لكنها نجحت بخطواتها المدروسة والإيجابية في تخليص مسيرة الأدب في وطننا من تراكم الغبار عليها، وحرص الوجيه الراعي/عبد المقصود خوجه على زيادة مسافة الجسر بين أدباء الوطن والكثير من أدباء ومثقفي الوطن العربي.. فاستحق هذا الفنار التنويري التهنئة وأمنيات النجاح الدائم.