شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تواصل الأجيال.. وتجدد الآمال (1)
بقلم: حمزة إبراهيم فوده
لقد راودتني أفكار كثيرة حول المشاركة بالكتابة عن اثنينية أخي الصديق الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، وتقديراً مني لما تقدمه الاثنينية أشعر بصعوبة بالغة، حيث خشيت أن لا أوفيه حقه علينا جميعاً والاثنينية اليوم تمر بعيدها الأول بعد خمس وعشرين سنة من العطاء القيم.
وأخي الأستاذ عبد المقصود في اثنينيته قد بذل وأعطى عطاءً ثرًّا للفكر العربي وما ضمه إليه من موسوعة تاريخية يجدد بها تواصل الأجيال، ويحقق بها تجدد الآمال في ميادين الإنتاج العلمي والفكري والأدبي والاجتماعي. وبهذا الصنيع الجميل حقق آمال الرواد السابقين في تاريخنا كما حقق عطاءهم بهذا التجديد. وأوضح للأجيال القادمة ما قدمه آباؤه من جليل الأعمال والعطاء المثمر في مجالات كثيرة ومتفتحة وكذلك ما لاقوه من عنت أهل زمانهم.
وتزخر الاثنينية بحضور عدد كبير من روّاد الكلمة ورجالات الفكر والعلم والآداب والتاريخ وغيرهم كل في فنه وتخصصه. كما يرتادها من الزوّار كثير من طلاب العلم والمعرفة ومن المجتمعات والمؤسسات الفنية والتشكيلية، وبذلك أصبحت الاثنينية معلماً مهماً له تأثيره وأثره في السيرة الأدبية والثقافية.
وهنا لا يسعني إلاّ أن أهنئ الجميع بمرور خمسة وعشرين عاماً على اثنينيتهم مقدراً ما أعطي فيها من فكر وجهد في سبيل إحيائها واستمراريتها، وكلمة حق أقولها: فقد خدمت هذه الاثنينية الفكر والعلم والأدب والتاريخ بهذا التواصل المستمر والعطاء الثر، وما قلته في تكريم صاحبها لي ما هو إلاّ شكر المحب للمحب، ولعلّه يعبر عن مكنونات نفسي لكنه لا يفي بالواجب المطلوب، فهو أقل الواجبات، ولا يُقابل التقدير إلاّ بالتقدير:
نهنهت نفسي، واستعدت شبابي
في دارة المقصود للأحباب
ورجعت للماضي أُلملم ذكرياتي
حيث كان العلم في الكتاب
ثم المدارس، والمدارس عدة
دب الصبي بها مع الأتراب
ما كان يشغلنا القضاء بصورة
تبدو عن القنوات في إطناب
حتى الإذاعة جمعت أرباب علم
أبحروا كالمزن في التسكاب
وشبابنا نهم لكل فضيلة
يحظى بها من عالم وكتاب
ومجالس الآباء تزهو صحبة
منهمو الروّاد في الآداب
وبمكة الخيرات تنمو في ركاب
القادمين ترقباً لمآب
أم القرى جمعت قرى في ساحة الحرم
المكين لأمة وشباب
والجار آمن بالجوار لجاره
ويذود عنه بهمة وغضاب
والحب يجمع شملهم بمودة
تسمو مع الأيام بالألباب
جادوا بصرح المجد في أبنائهم
يبنون همة عالم وثّاب
شكري إليك أزفه بتحية
قد لا تفي في القصد للأصحاب
لكنه شكر المريد وإنه التعبير
بالحب الكبير الرابي
فلقد شرفت بحفلكم وهناك من
أولى به مني فعزّ خطابي
لكنه الحب العميق مجسداً
بالصدق والإخلاص للأحباب
ولكم دعائي خالصاً ومن الفؤاد
تجلة ملكت شغاف شعابي
فتواصل الآباء والأبناء خير
تواصل يحيا كما الأنساب
وأخيراً وليس آخراً أتمنى للاثنينية التواصل المستمر والعطاء المثمر، تهنئة طيبة من القلب إلى القلب.. ومهما قلت فهو ليس رياءً ولا نفاقاً، وإنما كلمات حق لا توفي القائم على الاثنينية حقه، فهو يستحق التكريم منا جميعاً كابن من أبناء مكة أعطى وبذل وجدد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :302  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 179 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.