شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شمس وقمر
اثنينية الخوجه (1)
بقلم: يعقوب محمد إسحاق
نشرت جريدة ((الاقتصادية)) في عددها رقم 2349 الصادر يوم 4/3/2000م تحت عنوان: خوجه: المثقفون يستجيبون للقاءات المذيعات فقط.
وكما جاء في الجريدة التي نشرت الخبر: (هدد عبد المقصود خوجه رجل الأعمال وصاحب أشهر صالون ثقافي في السعودية الذي يستضيف فيه مثقفين وأدباء ومفكرين سعوديين وفي الوطن العربي والإسلامي، من خلال (( الاثنينية )) منذ نحو عقدين من الزمن هدد بإلغاء صالونه الثقافي، وكذلك برنامجه الثقافي في استضافة وتكريم الأدباء والشعراء المتميزين الذي يقام كل اثنين في منزله في جدة..).
وقال عبد المقصود خوجه لجريدة الاقتصادية بانفعال: إن الكثير من المثقفين والأدباء يقاطعون الاثنينية ولا يتجاوبون مع الدعوات التي توجَّه لهم، فضلاً عن عدم اهتمام وسائل الإعلام بالشخصيات التي يتم استضافتها وتكريمها.
وأضاف خوجه الذي أنهى الأسبوع الماضي برنامجه الثقافي: صالوني الثقافي الذي ظل على مدى 18 عاماً يقدم تجربة فريدة في مجال الحوارات الثقافية، وتكريم المتميزين في الوطن العربي والإسلامي إلى جانب طباعته العديد من الكتب ذات القيمة الثقافية والتاريخية وبلغ عدد الإصدارات نحو ثلاثين كتاباً، وأربعة كتب قيد الطبع، وكرمت الاثنينية ما يزيد على 300 شخصية. ووجه خوجه حديثه إلى المثقفين والأدباء والإعلاميين لمواجهته إذا كانت الاثنينية غير مناسبة، أو أنها في ظل الفضائيات لم تعد تجذب المثقفين لساحات الحوار والثقافة، أو أن الأشخاص المكرمين غير مؤهلين، وبيّن أنه إذا استمرت المقاطعة للاثنينية، فإن هذا يعني موافقتهم على إلغاء الصالون الأدبي، وهذا في حد ذاته خسارة أدبية فادحة، كما هاجم عبد المقصود خوجه العديد من المثقفين الذين يستجيبون لدعوات الحفلات الفنية ولقاءات القنوات الفضائية التي تستخدم النساء كعنصر جذب، واعتبر هذا التوجه انعكاساً سلبياً على الحركة الثقافية، وخصوصاً أن هذه الصوالين في الواقع منتديات ثقافية تهدف إلى طرح الموضوعات ومناقشة القضايا الثقافية، فضلاً عن أنها تتيح الفرصة للاستماع إلى بعض الآراء النيّرة من المفكرين والمثقفين العرب والمعاصرين.
وطالب عبد المقصود خوجه بضرورة المواجهة والمكاشفة فيما يتعلق بالاثنينية وإبداء الملاحظات والآراء، وأيضاً إثراء الساحة بالمناقشات الهادفة وقال:
((إذا كانت (الاثنينية) غير مناسبة، ولا تحقق رضا الناس، واستمرت هذه المقاطعة، فإني على استعداد لإغلاقها، وخصوصاً أن مصروفات باهظة تصرف في توجيه الدعوات والطباعة والإصدارات، وهذا في مجمله يصب في مصلحة إبراز الحركة الثقافية.
فأذكر أنه في اليوم الذي نشر فيه الخبر كنت في جلسة ضمت زمرة من زملاء الدراسة يتميز بعض أعضائها بكثير من الصراحة التي تؤلم أحياناً، فقد كان أحد الزملاء يحمل جريدة الاقتصادية، ويقرأ على زملائه نص الخبر الذي استهللت به هذا المقال، وراح يعلّق على بعض فقرات الخبر، وعملاً بطلب الأستاذ عبد المقصود خوجه نفسه بضرورة المكاشفة والمواجهة فيما يتعلق بالاثنينية وإبداء الملاحظات والآراء وإثراء الساحة بالمناقشات الهادفة كما جاء في الجريدة التي نشرت الخبر، أسجل هنا خلاصة التعليقات التي سمعتها في تلك الجلسة المسائية:
ـ إن عبد المقصود خوجه يصرف أكثر من عشرة آلاف ريال كل (( اثنينية )) ثمن إعدادها كل أسبوع تصرف للأكل الفاخر والكاميرات التلفزيونية التي تصور الاثنينية ليس من أجل سواد عيون الأدب والثقافة، وإنما من أجل الدعاية لنفسه في الصحف والمجلات التي تبلع الطعم وتبادر إلى نشر أخبار الاثنينية مع صورة صاحبها.
ـ إن المصروفات الباهظة كما وردت في الخبر على لسان عبد المقصود خوجه التي تصرف في توجيه الدعوات والطباعة والإصدارات ليست من أجل إبراز الحركة الثقافية وإنما هي محاولات منظمة مستميتة منه من أجل خدمة نفسه لكي يضم بأية طريقة من الطرق ولو بالمال في قائمة المثقفين ورعاة الحركة الثقافية..
ـ لو لم تكن هناك وسائل إعلامية وكاميرات صحفية وإعلاميون يحضرون الاثنينية هل كانت مستمرة لمدة 18 عاماً؟
ـ هل ينفق عبد المقصود خوجه على أعمال الخير بعض ما ينفقه على هذه الأمسية الإعلامية؟ لم نقرأ يوماً بأنه قام بجبر عثرات الكرام أو رعاية الأرامل والأيتام.. إن المجال الأدبي والثقافي حافل بالآلام وكثير منهم يشكو من قسوة الأيام وعذاب الأسقام فلم لا يبحث عنهم لكي يجبر عثراتهم ويرعى مرضاهم ويسدد ديونهم؟
ـ إن الاثنينية ليست كما يقول الخوجه مكاناً لمناقشة القضايا الثقافية أو نادياً للاستماع إلى بعض الآراء النيّرة من المفكرين والمثقفين العرب المعاصرين، إن صاحبها يدير النقاش بحسب هواه ورغباته، بدليل أن أسئلة الحضور تصب عنده، فيتولى غربلتها لكي لا يتسرب سؤال لا يريده إلى الشخصية المكرمة ليجيب عنها.
ـ إنه يحرص على دعوة الشخصيات اللامعة في المجتمع وأصحاب الأسماء الكبيرة والأقلام الساطعة لكي يكونوا ديكورات تزين أركان الاثنينية، إنه يدعوهم لاستكمال عناصر الصورة التي يريدها للاثنينية بدليل أنه يهملهم ولا يتذكرهم في أمسيات أخرى يقيمها في منزله في مناسبات أخرى.. إن أحداً منهم لا يخطر على باله حينما يكون مريضاً أو مديناً أو في ظرف يستدعي دعمه والوقوف بجواره.
ـ إنه متقلب المزاج ويبحث عن مصلحته الشخصية في الاثنينية بدليل أنه هاجم المثقفين الذين يستجيبون لدعوات الحفلات الفنية ولقاءات القنوات الفضائية التي تستخدم النساء كعنصر جذب، واعتبر هذا التوجه انعكاساً سلبياً على الحركة الثقافية، ولو كان عند المدعوين للاثنينية دم يجري في عروقهم لقاطعوها على الفور، ألا ترى أنه يتهم المثقفين تهمة مرفوضة؟
قلت للزميل الغاضب على الاثنينية: مهلاً أيها الزميل العزيز، فأنا أعرف الأستاذ عبد المقصود خوجه أكثر منك:
ـ إنه أديب ابن أديب، فأبوه محمد سعيد خوجه رائد من روّاد الحركة الثقافية في بلادنا، وابن الوز عوام.
ـ إنه فنان يتذوّق الأدب والشعر والفنون بمختلف صورها، وداره العامرة مزينة بما يثبت ذلك، وقد رأيت صالونه الكبير الذي يستقبل فيه المدعوين، لقد كان مزيناً بحزام مثل حزام الكعبة عليه بعض آيات القرآن الكريم.
ـ إنه يقيم وليمة كبيرة في كل اثنينية من باب الكرم وليس من باب المصلحة الذاتية، فهل من المعقول أن تدخل بيتي أنا العبد الفقير دون أن أقدم لك كأساً من العصير أو الشاي؟ ومثله يستطيع أن يكرم ضيوفه بوجبة عشاء لائقة بحجمه، وهل يستطيع من في مثل حالتي المادية أن يكرم المثقفين مدة 18 عاماً؟
ـ ترى كم عدد الأثرياء في بلادنا ممن يكتنزون الذهب والفضة؟ وكم منهم يحب الثقافة ويرعاها ويرعى روّادها ومريديها بنفسه بشكل أسبوعي ويترك أعماله في أقصى الدنيا ويحضر في رحلة خاصة من أجل رعاية وتكريم المثقفين؟
ـ إن دور النشر والتوزيع التي تتولى طباعة وتوزيع الكتب أحجمت عن نشر الكتب الجادة لأنها ليست رائجة، بينما يتولى هذا الرجل دوراً ليس مطلوباً منه فيقوم بنشر الأعمال التي تستحق النشر، وقام بطباعة أكثر من ثلاثين كتاباً حتى الآن: ويتولى توزيعها وإهداءها لمحبي القراءة، وكثيراً ما يرن هاتفي لأجد من يقول لي: هذا مكتب عبد المقصود خوجه، لك كرتون كتب، نرجو إرسال من يتسلمه. ليس من العدل أن نتصور أن كل أعمال عبد المقصود خوجه منشورة ومعلنة، ومن المؤكد أن له أسراراً لا يطلع عليها أحد، وبخاصة تلك الأعمال التي تتعلق بمساعدة الآخرين، ولي علاقة بأحد أعماله الخيرية منذ سنوات. كنت أعرف سيدة زوجها مسجون في الخارج، يطالبها صاحب الشقة التي تسكنها بإيجارات متراكمة عجزت عن تسديدها، وتحتاج إلى مساعدة شهرية لكي تنفق على أولادها القصَّر، فأخبرت عبد المقصود خوجه بحالتها فبادر بتسديد الإيجارات المستحقة وتقديم مساعدة شهرية لها تعينها في حياتها عن طريق مندوب له أوصلته إلى دار تلك السيدة لكي تتم المساعدة مباشرة منه إلى المحتاجة..
ـ إنه ليس تاجراً أو لا يبحث عن مصلحة حينما يرسل إليك في الأعياد والمناسبات التهاني والتحيات، وإذا طلبته هاتفياً لسبب من الأسباب، ولم تجده في مكتبه أو في البلاد يأتيك صوته من آخر الدنيا: السلام عليكم يا بابا يعقوب كيف حالك أولاً، ثم يرد على طلبك أو سؤالك.. إن مكتبه لم يسألني مرة واحدة في حالة عدم وجوده: ماذا تريد؟ أو ما هو الموضوع؟ أو هل أستطيع أن أخدمك نيابة عنه؟ وغيرها من الأسئلة التي تهدف إلى معرفة غرض صاحبها من الاتصال لكي يتهرب منك إذ لزم الأمر..
ـ إن تكريم الأدباء والمثقفين والفنانين عمل عظيم يقدم عليه شخص عظيم أيضاً يؤمن بأن الخلق كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عيال الله، وأحب الخلق إلى الله مَنْ أحسن إلى عياله.
ـ إن الحوار الذي يجري في أي مكان أو في أي مناسبة يحتاج إلى ضوابط تضعه في إطاره المحدد وليس من الموضوعية ترك العنان لكل سائل أن يسأل أسئلة بعيدة عن الهدف لأن في ذلك مضيعة للوقت، ولا أرى أن عبد المقصود خوجه يذهب إلى أكثر من ذلك في مراجعة أسئلة الحاضرين.
ـ لا أرى فيما قاله عبد المقصود خوجه إن المثقفين يستجيبون لدعوات الحفلات الفنية ولقاءات القنوات الفضائية التي تستخدم النساء كعنصر جذب أي اتهام لروّاد الاثنينية، لأني لم أشاهد أياً من روَّادها في الحفلات الفنية التي تنقلها الفضائيات، وإذا كانت عبارة: (القنوات الفضائية التي تستخدم النساء كعنصر جذب) توحي بالاتهام، إلا أني أرى المقصود أن الفضائيات تستخدم المذيعات الجميلات في جذب المشاهدين لمتابعة برامجها، وذلك أمر معروف.
والحقيقة أني تذكرت الاثنينية هذه الأيام وأنا في بلاد الغربة في رحلة علاجية أقوم بها هذه الأيام إلى ألمانيا بعد غيبة طويلة نسبياً عنها بسبب آلام في الظهر وغيرها من المشاكل الصحية. وزاد شوقي إلى الاثنينية قصاصة الخبر الذي نشرته جريدة الاقتصادية التي وجدتها بين القصاصات التي جمعتها وحملتها معي في رحلتي العلاجية بهدف التعليق عليها في يوم من الأيام.
وأقول للأستاذ عبد المقصود خوجه بهذه المناسبة: حرام أن تترك هذا البناء العظيم الذي تعبت في تشييده لمدة ثمانية عشر عاماً.. كيف تتخلى عن ابنك؟ أما نحن روَّاد الاثنينية الباحثين عن الثقافة فلن نتأخر عن الحضور أسبوعياً متى كانت صحتنا تسمح بذلك..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :445  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 129 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج