شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من يعلق الجرس؟
خلاصة العبر والردود في تصريحات عبد المقصود (1)
الصالونات الثقافية في مرايا الضمير
بقلم: فائز محمود أبَّا
في البدء كان التصريح!!
خرجت علينا صحيفة محلية بقصة إخبارية مفصلة تحمل تهديداً من الوجيه الأمثل الشيخ عبد المقصود خوجه بإيقاف (( الاثنينية )) وهي يا رعاك الله التسمية التي اصطلح أصحاب الصالونات الأدبية في بلادنا على تعاورها على امتداد أيام الأسبوع ونحن نشرح هذه التسمية للقارئ العربي الذي قد تقع بين يديه هذه الصحيفة تحت أي ظرف فيحار في فهم العلاقة بين تسمية الصالونات بتراتبية أيام الأسبوع والفعل الثقافي كمفهوم مجرد تنضوي تحت لائحته أنشطة إنسانية متعددة وغزيرة وإن كانت تضيف ما يدور في هذه الأماكن الراقية جداً ((كفعل ثقافي)) سيظل موضع خلاف طالما بقي على الأرض أناس لا يخلطون بين تهذيب المجاملات ومسؤوليات الضمائر ((!)).
* * *
وهنا وقبل أن يتداعى طابور الأذناب والأنصار وطوائف الفاعلين في الصالونات ((الثقافية)) لا بد أن يسجل للتاريخ أننا لا نعتقد بصحة موقف الشجب على إطلاقيته بل ونحمد لكل ثري أن يسعى لاستثمار ما يريد في التسليع الإعلامي الواسع النطاق ولا نعارض حتى في التلهي بعنونة النشاط تحت مسميات ثقافية لأن كل هذا حق مكفول لكل قادر ولا شك أن مثل هذا الاستثمار حين تختلط به شبهة الوفاء للوالدين يصبح مغزاه ملتبساً بالنبل ولأن صلة الوجيه الكبير بالفعل الثقافي لا تتجاوز كونه وريثاً لرجل ألف شطر كتاب وجب علينا تقدير هذا الوفاء.
ومرة ثانية لا معدى لنا من التأكيد على انتفاء العلاقة بين ما نطرحه هنا وما يمارسه الرجل ـ مشكوراً ومذكوراً من فئات عديدة من وجهاء المجتمع وأعيان الثقافة ـ لأننا أسلفنا الحديث عن ضرورة احترام خيارات كل البشر بالنظر إلى مسؤوليتهم البشرية.
كل ما نريده هو تأمل التعامل الإعلامي مع هذه الفرقعة الصاخبة التي نرى أنها فرمطت كرامة مفردة الثقافة ولم تكد صحيفة من صحفنا تستعصم لنفسها من الانسياق في تيار ترويج رسالتي التهديد أو التراجع والطمأنة مع أن الخبر التهديدي كان سبقاً ((!!)) انفردت به إحدى الزميلات التي عادت وانضمت إلى طابور الطمأنة ((!!)).
والسؤال الذي يتقافز من بين عدة أسئلة هو عن علاقة الأنشطة الاحتفالية وموائد التكريم الجماعية بتلك المترفعة في عليائها المسماة بالثقافة ((؟)) هل غامت الحدود إلى هذه الدرجة بحيث يتماهى صاحب أي قصر أو صالون ((ثقافي!!)) بالثقافة ذاتها ثم من هم أولئك الذين تبارت وسائل إعلامنا المبجلة في المسارعة لطمأنتهم وهل يكفي أن تجتمع فئة من المجتمع سواء كانت من صفوة أو ((زَبدَة)) لدى أي صاحب نفوذ ومال حتى يطمئن الجميع على مستقبل الثقافة في البلاد ((؟)).
أعرف أن جمعاً من الغيورين على البوفيهات المفتوحة وبعض الضالعين في ((اتيكيت)) الموائد والمجالس سيصيبهم شيء من الحماس وسيهبون للدفاع ((..)) بلا داع وربما بادروا فصوروا أغلفة المجلدات الذهبية التي صدرت بكريم رعايته إثباتاً لجدية الفعل ((الثقافوي)) وأريد أو أوفر عليهم هذا الجهد لأنني لا أرى في كل ذلك ما يتجاوزها الهدف الإعلامي والإعلاني ((المشروع ربما)) ولكنه يبقى تحت هذه اللافئة لا بتجاوزها إلى أي فعل توعوي تجذيري.
ولسنا في زمن يسمح باستعادة أجواء الحوار الصاخب العميق الذي دار بين عملاقي الأدب العربي حول ثقافة الصالونات وما تتمايز به والإيماءة هنا إلى الجدل الذي استعر بين طه حسين وعباس محمود العقاد على صفحات مجلة الرسالة في بدايات إصدارها أي في الثلاثينيات من القرن العشرين حول الثقافة اللاتينية والسكسونية تلك مستويات من الجدل المعرفي لم نعد حتى نحلم بها لكننا على يقين أن كل الصالونات تؤدي أدواراً حميد في بلورة التفاعل بين المفكرين والأدباء ولا تتجاوز ذلك ولو كان الصالون للعقاد نفسه فما بالك بسواه من عامة الناس أو أبناء الأدباء وورثتهم.
أيضاً لسنا نتساءل لماذا لم يكن بين أثريائنا من ينجح في بلورة دور نشر وجوائز أدبية محترمة مثلما نجد لدى جيراننا كجائزة سلطان العويس رحمه الله أو دار سعاد الصباح وجوائزها أو موسوعات البابطين وتوابعها أليست هذه أمثلة مضيئة على توظيف أمثل للمال في رعاية الحركات الثقافية وتجذير الوعي ((؟)) ومن قال إن كل هذه المناشط تخلو من الدعاية الإعلامية المستهدفة ((؟)).
أيها السادة إن لكلمة الثقافة حرمة ينبغي أن تصان وعلى الراغبين في امتهانها من خلال هذا السيل الإخباري عن صالون مفرد أن يتفكروا قليلاً ولو بداعي اختيار الرياض عاصمة ثقافية أقصد أننا إذا عجزنا عن الارتقاء لمستوى المناسبة ومغزاها فلا أقل من أن نرتدع عن هذه السخافات ولو لحين. هل في مطلب متواضع كهذا ما يقلق الأعيان وهل في مجمل الحكاية المأساوية ودلالاتها ما يشير إلى تبلد الغيرة على الشأن العام من يجيب ومن يعلق الجرس؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :401  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 128 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.