شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إبداع يعيش (1)
بقلم: عزيز ضياء
بيني وبين الشاعر الكبير الأستاذ عبد الله بلخير علاقة إخاء وزمالة وصداقة تمتد منذ أكثر من خمسين عاماً. ومما تستوجبه هذه العلاقة الممتدة، أن أجد في طبيعتي القدرة على كبح جماح الملاحظة الناقدة التي كثيراً ما كانت سبباً، في إثارة مشاعر الكثيرين الذين يتوقعون ـ دائماً ـ أن تخرس الألسن، وتنحبس الأصوات في مناسبات التكريم، التي تقيمها الأندية الأدبية، ووجهة النظر أن الموضوع ((موضوع تكريم)) أو ((الليلة ليلة تكريم)) والتكريم في مفهومهم يجب أن يقتصر أو ينحصر في تدفق عبارات المديح والإطراء والثناء.
ولم يكن هذا رأيي ـ وربما لن يكون ـ إذ لا معنى لرصف هذه العبارات وإرسالها بذلك السخاء، ما لم تطرح وجهة نظر ((ناقدة)). إذ هي في تقديري إضافة إلى معنى هذا التكريم.
وأجدني اليوم.. وبين يدي مجموعة ضخمة من الملاحم الكبرى التي أبدعها الشاعر الكبير، معتزاً فخوراً بأن أتمتع بثقة الأخ والصديق، الذي وضع هذه المجموعة بين يدي وفي يقينه، أني واحد من الذين يستطيعون أن يغوصوا ـ أو يجيدون الغوص ـ لالتقاط الجواهر في الكثير من المحار، في البحر المتلاطم من الشعر الذي لا أدري متى يجده القراء مطبوعاً في دواوين، كما هي الحال في كثير مما تقذفنا به المطابع ودور النشر، من عطاء الشعراء.
وقد لا أحتاج أن أذكر القراء بذلك الموقف الذي أثار وأغضب الكثيرين في حفل تكريم الشاعر الكبير، في اثنينية الأستاذ عبد المقصود.. إذ سألته أو سألت الجالسين:
((شاعر أي أمة أنت)) وذلك حين أفضى أحدهم بأنه ((شاعر الأمة)).. وهو أساساً اللقب الذي تطوعت بإغداقه عليه جريدة الشرق الأوسط، حين نشرت له إحدى ملاحمه.
واليوم.. أنتزع أو أختار من مجموعة الملاحم التي وضعها الشاعر بين يدي.. مقطوعات من قصيدة أو ملحمة، دارت بينه وبين الأستاذ المرحوم علي باكثير بعد هجرته إلى مصر.. فيها الإبداع الذي يعيش.
حتام تبدي في الهوى وتعيد
يا أيهذا الشاعر الغريد
فتنتك ((مصر)) ومصر فاتنة الورى
تبلى القرون وحب مصر جديد
مدت ذراعيها إليك ورحبت
بك كفها والكبريا الممدود
فسبتك ضحكتها وبسمة ثغرها
وجلالها العالي بها والجيد
فإذا ((علي)) في علاه على العلى
يزهو بما يزهو به ويعيد
* * *
لكأنني أرنو إليك وأنت في
وادي ((الكنانة)) شاعر عربيد
لك في ((امرئ القيس)) المعصب رأسه
بالتاج جد أنت منه حفيد
حفت عذارى ((مصر)) حولك مثلما
حفت به يوم الغدير الغيد
فامرح وغن وهز من ((طربوشك)) الـ
قاني ذؤابته وأنت تصيد
واطرح همومك تحت نعلك وأنسها
وافرح فعمرك ((يا علي)) جديد
ها أنت في أيام حلمك فانتهز
ما قد حباك حظك الموجود
* * *
يا أيها الداعي لوحدتنا التي
يحلو بها التغريد والترديد
اذن بوحدتنا بمصر وهزهم
هزا بما تبدي به وتعيد
* * *
فارفع معي صوت العروبة كلها
فبها النجاة تسود حيث يسود
يا ما تناجينا بها وتواردت
فيها خواطرنا بما سنسود
ولنا أناشيد الخلود ببعثها
يدوّي بها بعد النشيد نشيد
نمسي ونصبح في رحاب ((أم القرى))
والعمر يفنى والهموم تزيد
يمضي النهار نجوب في ((حاراتها))
والليل تدفننا الليالي السود
نمشي إذا انتصف النهار على ظلا
ل الدور إن كان الظلال يجود
مشروبنا ((الشاهي)) ومن يظفر به
يوماً على ((المركاز)) فهو سعيد
وجريدتان على مدى الأسبوع ما
فيما تنشر فيهما تجويد
ونكاد نفقد في الحياة وتنطفي
أرواحنا حتى يجيء ((بريد))
فتدب في أجسادنا أرواحنا
ويطول منا الشكر والتحميد
هذي الحياة حياتنا في ((مكة))
أنت الخبير بما رأيت شهيد
فاذكر بوادي النيل صحبك مالهم
فيما يعيش به الأنام وجود
 
طباعة

تعليق

 القراءات :426  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 108 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج