شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قوافل هاربة
لا تذهبوا إلى النادي إذا جاء الضيوف (1)
بقلم: عبد الله الحكيم
أول مرة رأيت فيها الدكتور بدوي طبانة كانت يوم الأحد الماضي، وبالتحديد في النادي الأدبي في جدة. وتمنيت أنني لم أر طبانة في حياتي، وتمنيت أكثر أنني لم أستمع إلى محاضرته في الليلة التالية، في منزل السيد عبد المقصود خوجه، التي ألقاها حول نفسه وإنجازاته في ((سلك)) الدراسات اللغوية والنحوية، وتوسطه بين بلاغة اللفظ والمعنى عند كل من الجاحظ والجرجاني. وأستأت أكثر أن طبانة حضر جلسة النادي الأدبي حول عوائق انتشار الكتاب العربي، وأُجلس، ربما بحسن نية منه، في الصفوف الأمامية للنادي، وكان ذلك بمثابة طعن غير مباشر للثقافة وليس تشريفاً لها!
هذا المقال ليس تهجماً على شخص الدكتور طبانة الذي جاب العالم العربي، أو هكذا يبدو، باحثاً ومدرساً وناقداً للعديد من إشكالات اللغة، النحو وخصومة المدارس النقدية. ولست في هذا المقام شاتماً لأحد أو ساخطاً على شيء، لكنني في المقام الأول ضد من جاءوا بالدكتور طبانة إلى النادي الأدبي، وضد من أدخلوه إلى المقاعد الأمامية ليمارسوا أمامه كضيف وأستاذ جليل ومثقف كبير وشيخ في سلوكه وعلمه كل أشكال الغمز واللمز وجلد الذات والتهجم المر، لا لشيء سوى أنهم يزدرون بعضهم بعضاً إلى درجة البغض، ولا لسبب سوى أن كلاً منهم يود تعرية خصمه إلى درجة الإسفاف والقمع.
وما كان لأبناء العربية، أياً كانت نواياهم، أن يمارسوا أمام عالم مجتهد أخرج معجم البلاغة، ورمز معروف بانتمائه إلى مجمع اللغة العربية في القاهرة وناقد حاذق أعاد إلى الرصافي اعتباره في العراق، أشكال التسلط اللفظي وألواناً من الدونية والاستخفاف المر!
إنني أخاطب من هذا المنبر كل الذين جاءوا بطبانة إلى النادي الأدبي، لأقول لهم لماذا تصرون على تعرية بعض من واقعنا الثقافي أمام علماء يعتقدون أن مثقفيكم ولدوا مهذبين قبل أن يذهبوا إلى المدرسة، أو يستدلوا على نوادي الثقافة؟
ولماذا تطعنون قناعة هذا الرجل بمثقفيكم حتى الصميم؟
هل جئتم يا أصحاب الأيادي البيضاء بهذا الرجل ليكون شاهداً لما يحدث من نقاشات بنّاءة وارتقاء في أسلوب الحوار، أم ليكون شاهداً على ما يحدث من انتهاكات تثير الغثيان وغمزات ومفردات تتجاوز اللياقة إلى ما يشبه الجنايات النفسية، التي قد تفوق في دلالاتها أفعال القتل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :392  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 105 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج