شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هزليات (1)
بقلم: جمال الزرد
حضر بالصدفة إلى أحد الصالونات الأدبية ولم يستلطف الجلسة لأنه لم يفهم كثيراً ما جرى فيها من مناقشات لكثرة ما تردد فيها من أسماء ومسميات إفرنجية لم يسمع بها في حياته من قبل.. غير أن الوليمة الدسمة التي أعقبت الجلسة وما ظهر فيها من كرم صاحب الصالون أثارت كامل إعجابه فقرر المداومة على الحضور إلى هذا الصالون الأدبي الفاخر.. وحتى لا يكون مستمعاً صامتاً فقد طلب من ابنه الجامعي أن يذكر له بعض الأسماء الأجنبية المهمة في الثقافة والفن ليشارك بها في النقاش ولا يبقى غريباً بين المثقفين في جلستهم أو على مائدتهم الدسمة..
وأخبر الابن الجامعي أباه أن شكسبير هو أكثر الإفرنج شهرة في الأدب وأن المطرب الأمريكي ألفيس بريسلي مازال الأكثر شهرة في الفن والطرب. فرح الرجل بهذين الاسمين فرحاً شديداً وقرر استعمالها في الصالون القادم ليثبت للحضور ثقافته العالية.. غير أنه لا يعرف اللغات الأجنبية وكان دائماً ينطق الأسماء الأجنبية المتداولة بطريقته الخاصة فهو مثلاً ينطق كلمة ليموزين الذائعة الانتشار مجزأة: ليمون ـ زين.
وفي الصالون القادم حضر مبكراً متحفزاً للمشاركة والكلام وما إن اكتملت الجلسة حتى أخذ ناصية الحديث متكلماً عن الأديب الإنجليزي الشيخ زبير وعن روايات الشيخ زبير وأشعار الشيخ زبير وطرائف الشيخ زبير وهكذا استمر في الحديث ولم يترك لأحد فرصة لسؤاله أو مناقشته ثم انتقل من الأدب إلى الفن فتحدَّث عن الفنان الأمريكي أرفس برجلي وأطنب في الحديث عن آخر أغنياته وأفلامه في العام 1414هـ وضاعت الجلسة كلها في الحديث عن أدب الشيخ زبير وعن فن الفنان أرفس برجلي مع أن المتحدث لا يعرف عنهما سوى الاسمين أما التفاصيل فمن بنات أفكاره.
وبعد انتهاء الجلسة والعشاء تبعه أحد الحضور وامتدح ثقافته العالية وسأله التوجيه والنصيحة فوعده أن يتم ذلك في الصالون القادم!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :346  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 100 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج