شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نور ونار
واكتشف النار (1) ..!
بقلم: محمود مرسي
عَلَم أميركي اسمه وليم بتلرييس (يبدو أنه من رجال التعليم أو مفكريه) قال الشهر الماضي، ((التعليم ليس معناه أن تعبيء دلواً، بل أن تشعل ناراً))!
تبدو هذه المقولة ناطقة ببيان جميل لبعض ما قاله عضو مجلس الشورى السعودي د. عبد الرحمن الشبيلي في اثنينية الأستاذ عبد المقصود خوجه الليلة قبل الماضية. وكلتاهما تؤيدان وتجسدان ما ذكرناه في سطور هذه الزاوية أمس الأول من أن التعليم ليس بالسن.. والمهنة كذلك لا ينطلق عليها قانون ((بعد ما شاب وَدُّه الكتاب)).
فالمرء لا يستطيع أن يتقاعد عن التعليم، كما لا يستطيع التقاعد عن مهنة واحدة في العمر.. بإمكانه أن يتقلب بين المهن حتى يبلغ ما يناسبه ولو في سن متأخرة.
يقول د. الشبيلي، الذي شغل مناصب مرموقة في حقل الإعلام.
لقد التحقت بحقل الإعلام بمجرد الصدفة، حيث كنت من أوائل خريجي اللغة العربية الذين دعتهم وزارة الإعلام في عام 1383هـ للعمل لديها.
((شاء الله أن يدلني على ضالة لم أكن أبحث عنها، لكني أفتقدها وأفتقر إليها)).
لقد تخصص الرجل في قسمين مختلفين هما اللغة العربية والجغرافيا بكليتين مختلفتين في وقت واحد، وحصل على درجتي البكالوريوس فيهما في وقتين متزامنين تقريباً. إلا أن قدميه قادتاه بمحض الصدفة ودون مراجعة إلى دراسة الإعلام فنال فيه درجتي الماجستير ثم الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية.
يقول الرجل: ((لقد وجدت في الإعلام وفروعه التي تجمع بين العلوم والتقنية والآداب والفنون أنه التخصص الذي يناسب رغبة كامنة فشددت إليه وتفاعلت معه وانهمكت فيه وتأثرت به)).
ثم يضيف، في ما يشبه البصم بالأصابع العشرة، ((قصدت من إيراد هذه النقطة الاستشهاد بأن الإنسان قد يكتشف المهنة أو التخصص أو حتى ميوله بشكل متأخر لا يكون قد سبقه تخطيط أو تهيئة))..
* * *
ترى.. ماذا لو أن الرجل لاصق قدميه بأرض الجغرافيا أو اللغة العربية إلى غير إشعار آخر.. هل كنا سنكسب منه ما كسبناه؟!
لكأن الرجل ـ بمحض الصدفة ـ يجسد ويلخص في كلمات قليلة ما طرحناه، وطرحته مجلة ((ريدرز دايجست)) الأمريكية في تحقيق موسع هذا الشهر..
إنه ـ بمهنته الحقيقية كإعلامي ـ أشعل ناراً، ولم يكن يملأ دلواً!!
 
[1] المصدر: صحيفة (السياسة) الكويتية، العدد 27/1223/1331، تاريخ 27/6/1415هـ ـ 30/11/1994م.
طباعة

تعليق
 القراءات :367  التعليقات :0
 
الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 99 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.