شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شمس وقمر
وعادت الاثنينية (1)
بقلم: يعقوب محمد إسحاق
في أشهر الصيف تغفو المدينة الصبية مدينة جدة في أحضان البحر فيأتي عشاق الجمال لمشاهدة جمالها الناعس..
وما إن ينتهي الصيف حتى تستيقظ كعروس وترتدي كل فساتينها الخلاّبة وتضع على خديها المساحيق الملونة، وتسرِّح شعرها الناعم الفاحم لعشاق الليل والأحباب والقلوب النابضة فتزداد جمالاً وسحراً.
ومن عادات هذه الصبية الفاتنة، أنها تحب السهر والليل، فتسهر كل ليلة، فيسهر معها عشاقها حتى الصباح للاستمتاع بما في لياليها من حلاوة وجمال وسحر..
ومن تقاليد هذه المدينة الجميلة أنها تسهر مساء كل يوم اثنين في دار الصديق الكريم الأستاذ عبد المقصود خوجه ابن الأديب الراحل الأستاذ محمد سعيد خوجه رحمه الله..
ورغم أن الخوجه من رجال الأعمال، فإنه ليس مثلهم في حب المال حباً جماً، وسهر الليالي في عد حصيلته المالية كل ليلة والتخطيط في ستار الليل لأموره التجارية في الغد، إنه شخصية مختلفة عنهم..
فقد أكرمه الله بالمال فسخَّره لخدمة المجتمع.. لأنه صاحب قيم ومثل، وليس ممن يكنزون الذهب والفضة لنفسه فحسب.. فهو محب للخير، وقلبه زاخر بالحب والعطاء والكرم، وله حكايات معروفة في العمل الخيري يرددها المطلعون على معدن هذا الرجل الفذ..
إن الخوجه رجل أعمال متحضر، لم تسيطر عليه المادة، ولم تشغله أمواله عن أداء دور متميز في الحياة الثقافية في بلادنا..
في الاثنينية يختار العلماء والأدباء والشعراء والفنانين والموظفين وغيرهم ممن قضى حياته في تخصص معيَّن وبرز فيه فأعطى بكل إخلاص، يختارهم دون عصبية أو مجاملة أو هوى، لأنه يحب أصحاب العطاء، ويقدِّر الإتقان في العمل، ويحترم الإبداع..
يدعوهم إلى داره العامرة كل اثنين لكي يعطيهم حقوقهم المنسية في زحمة الحياة، يذكر أعمالهم، ويشير إلى مواطن الجمال فيها، ويشكرهم على ما قدموه في حياتهم من عمل وإنتاج.. ويشاركه في هذا الاعتراف بأقدار الناس مجموعة من العارفين بمكانة المكرمين الذين يحرص على حضورهم للمساهمة في التقدير، ويتم ذلك في مشهد يحضره عدد كبير من أهل الثقافة والفكر والأدب والصحافة..
قام عبد المقصود خوجه بتكريم عشرات من الشخصيات التي قدمت أعمالاً جليلة في مختلف الفنون والآداب والعلوم، وسلَّط عليها الأضواء التي تستحقها تقديراً لدورها في الحياة العامة واعترافاً بقيمتها في المجتمع..
لم يقتصر دور الخوجه على تكريم الشخصيات التي تستحق التكريم على مجرد الاجتماع لذكر أعمالها ومناقبها، بل امتد فضله إلى نشر الأعمال المميزة لبعض تلك الشخصيات، لأن أصحابها غير قادرين على نشرها لتكاليفها العالية، وبعد طباعتها لا يبيعها في المكتبات، لأنه ليس من عادة الرجل التجارة بالإنتاج الفكري والفني لتعويض نفقات الاثنينية، بل يوزعها هدايا قيّمة لرواد الاثنينية ولغيرهم من المختصين المهتمين بالثقافة والأدب والفن..
كما أنه يشتري أحدث وأبرز الأعمال الأدبية والثقافية والفنية ويضعها في مواجهة القادمين لحضور الاثنينية هدية لهم ليأخذوا منها ما يعجبهم.
إذا كان الخوجه إنساناً يفيض قلبه بالحب والعطاء والخير إلى حد الطغيان على الجانب التجاري في حياته فله الشكر والتقدير..
كلمة أخيرة.. أقولها في حق هذا الإنسان:
ـ متى يأتي دورنا في تكريم هذا الرجل؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :421  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج