شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شمعة مضيئة
البيئة وتوعية الإنسان (1)
بقلم: حسين عاتق الغريبي
ـ تُوصف العلاقة بين طرفين بالتميز، عندما تكون مبنية على الحب والثقة والاحترام المتبادل، ومراعاة المصالح المشتركة بينهما. هذا الوصف الذي نردده في مجال ((العلاقات الإنسانية)) ينطبق أيضاً على ((علاقة الإنسان بالبيئة)) التي يعيش فيها، بل ما أحوجنا في زمننا هذا إلى التزام بها وتقويتها حفاظاً على سلامتنا، وشكراً على النعم التي سخرها الله تعالى لنا، من أجل حياة هانئة آمنة.
فالله عز وجلّ خلق الكون ليعيش عليه الإنسان ويعمره، والأرض هي الحضن الذي احتواه منذ خطوته الأولى ليضطلع بدور الاستخلاف.. يمشي في مناكبها آمناً متأملاً في إبداع صنع الباري عز وجل.
ـ ومع تداول الأعوام ظهر ما يكدر العلاقة الفطرية بين الإنسان وبيئته، والمتمثل في مشكلات التلوث والتدهور البيئي.
ـ يقول الدكتور عبد البر عبد الله القين ـ في محاضرة له ألقاها بالنادي الأدبي الثقافي بجدة عام 1408هـ: (إن جوهر المشكلة ـ أعني مشكلة التلوث والتدهور البيئي ـ هو الفجوة المتنامية بين أنشطة الإنسان والطاقة الاستيعابية للبيئة، بين أنشطة الإنسان المتزايدة كثافة واتساعاً نتيجة التطور التقني السريع، وما يصحبه من نمو مستمر في إنتاج واستهلاك الطاقة والمواد المختلفة وما يفرزه هذا النمو من تزايد وتراكم الملوثات والنفايات، بين هذا كله والقدرة المحدودة للأوساط البيئية ((الهواء والماء واليابسة)) على تحمُّل كل هذه الضغوط،ومحدودية هذه القدرة على تحويل الملوثات والنفايات إلى إشكال غير ضارة.. والمشكلة أيضاً هي الفجوة المتزايدة بين الاستهلاك والاستنزاف المتنامي، ومحدودية الموارد المتاحة.. سواء كانت هذه الموارد غير متجددة محدودة في مخزونها، أو متجددة محدودة في معدل تجددها وموقوتية مراحل دوراتها الطبيعية).
ـ وفي ناحية أخرى يحذر الخبير من خطورة زحف المشاريع العمرانية على الأراضي الرطبة (البحرية): ((إن الاقتصادي الذي يعهد إليه بتجديد كلفة ردم كيلومتر مربع من الأراضي الرطبة أو الحواف المرجانية ذات الإنتاجية العالية فإن عليه أن يضيف إلى الكلفة الرأسمالية للمشروع، الكلفة الإضافية الدائمة عن خسارة 150،000 كيلوجرام من الأسماك سنوياً وإلى أجل غير مسمى وأن يقارن الكلفة النهائية ـ إن أمكنه تقديرها ـ بالمنفعة المتحققة عن تنفيذ المشروع)).
ـ وفي أمسية تكريم صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة في اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه طمأن سموه الحاضرين على حرص حكومتنا الرشيدة على سلامة وحياة الثروة السمكية، وأن هناك لجنة مشكلة تراقب وتهتم بمثل هذه المسألة وغيرها.. وتحدَّث سموه عن الكثير من الأمور المتعلقة بالبيئة وحمايتها وتمنيت لو أن صحافتنا قامت بتغطية شاملة لهذه الأمسية الهامة لتكون بمثابة توعية إعلامية للناس وإحاطتهم بواجباتهم نحو البيئة، وتعاونهم مع الجهات المسؤولة عن حمايتها.
ـ أعود إلى ما أشار إليه الدكتور عبد البر القين منذ أكثر من ربع قرن لمواجهة السؤال الهام: ما مدى نجاح الجهات المختصة بحماية البيئة في جهودها المبذولة والتي يمكن أن تطمئننا على سلامة التوازن المنشود بين الإنسان والبيئة؟
ـ الحقيقة إن العملية مرتبطة بمدى تعاون الإنسان ذاته المستفيد من المعطيات الخيِّرة، فالإمكانيات الآلية والبشرية متوافرة ـ ولله الحمد ـ لكن الأهم (أن يحافظ الإنسان على توازن البيئة باستمرار، ولا يتسبب بخللها أو تلويثها، فتقل منافع عطائها، ولا يهدر ما خلق الله من طاقات ومصادر طبيعية، أو يستنزفها، فالمصادر الطبيعية يمكن أن تنضب إذا لم يحافظ عليها الإنسان، لذا عليه أن يحسن استغلالها) ـ (الإنسان والبيئة) على أبو رزيق.
ـ وتظل ((التوعية المستمرة)) ضرورة ملحّة للارتقاء بأسلوب التعامل مع البيئة إلى المستوى الحضاري المدرك لخطورة عاقبة الإهمال والإسراف والتبذير. والله الهادي إلى سواء السبيل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :368  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 180 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.