شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ظلال
نقطة في سطر الأحداث (1)
بقلم: عبد الله عبد الرحمن الجفري
انتهجت (( الاثنينية )) أن تكرم علماء ورموز الفكر والثقافة والأدب من الداخل والخارج.. لكنها في هذه الأمسية: خطت نحو تكريم (كتاب) من خلال مؤلفه، أو الاحتفاء بكاتب وعالم ومثقف من خلال كتاب أصدره.. وهذه الخطوة لا أسميها: انتقالية بقدر ما هي حرص على التنويع في أسلوب الاحتفاء، وما أجمل أن ندخل الفرحة إلى نفس كاتب مثقف: بذل جهداً من الدراسة، وتوفير المراجع، حتى التأمل، ليصدر كتاباً يشير إليه النقاد والقرّاء اهتماماً واستفادة.
وكتاب عالمنا الأستاذ الدكتور/محمود محمد سفر، المطروح للحوار عنه هذه الأمسية: احتفى به نقَّاد وملاحق ثقافية في الوطن العربي ـ والحمد لله ـ ولكنه ـ بكل أسف ـ لم يلق الاهتمام والإعلام عنه من قبل نقَّادنا المنشغلين بزامر الجيران، فلم يُطربهم زامر حيِّناً، ولا من ملاحقنا وصفحات الثقافة في مطبوعاتنا.. وكنا نتوقع أن يُلفت كتاب (الإسلام وأمريكا وأحداث سبتمبر) الانتباه محلياً، لأنه ينتمي إلى ما سمَّاه مقدم الكتاب/محمد السماك: (دراسة علم المقارنة بين الحضارات من منطلق ثقافة المؤلف الإسلامية الخاصة)!
* * *
ـ أهدى/الدكتور محمود محمد سفر كتابه إلى (نخبة) بِتْنا في عصرنا هذا نفتقدهم ونفتقر إليهم ونتمنَّاهم وهم: (رواد الإصلاح/حفظة القيم/هداة الخير.. إلى المؤمنين المهتدين الثابتين على الحق، المبصرين لواقع العصر/المدركين لتغير الزمان/الرافضين للغلو والتطرف/الملتزمين بالوسطية/المستبشرين بمستقبل الأمة)!!
و.. تنهدت قائلاً: يا ه يا دكتور.. كل هؤلاء، وكيف يجتمعون في عصر واحد، أو في موقع واحد؟!!.. إنه (إهداء) لو تعلمون عظيم ومُتْعِب، وإنه (افتتاح) لكتاب وصفه مؤلفه بأنه: رسالة إلى من يهمه الأمر.. فمن يهتم/في الوطن العربي، أو الإسلامي.. وحالهم شذر؟!
هكذا جعلني صديقي وزميل عمري الحبيب/د.محمود سفر: أكثر التلفت وأستغرق فيه:
ـ أولاً: التلفُّت حسرات نحو ذلك الدرب الذي يضم كل هؤلاء الذين أهدى إليهم كتابه.. وأي درب شاسع ممتد يسع كل هؤلاء: القدوة، التنويريين، الناجين من انحراف الرؤية؟!
نحن سنرضى في عصرنا هذا المتلاطم بالطحالب، والمتزاحم بالطمي.. برائد واحد من هؤلاء، يفرز لنا عشرات من حفَظة القيم، ورواد الإصلاح!
ـ ثانياً: وكأنَّ المؤلف العزيز يتطلع مشرئباً متفائلاً نحو عصرنا وواقعنا اليوم، يحضنا على التفاؤل فيه رغم الإحباطات، وعلى الثبات رغم براكين تحرق القيم وتشوِّهها بأقصى مقدار ((ريختر))!!
* * *
ـ إن جانب المثقف في شخصية عالِمنا/د. محمود محمد سفر: نحسبه يتجسد في مفهوم العلاقة الإنسانية التي حضَّ عليها الإسلام، بدءاً بالتعارف إلى ((الحوار)) الذي نحاول استقطابه اليوم لتنقية الفكر الإسلامي من فكر منحرف دخل عليه لإشاعة الإرهاب: إكراهاً أو إلغاء للآخر ودعماً للرأي الأحادي.. والإسلام دين منفتح لا يقبل الانغلاق ولا التقوقع مع الذي يُلغي فكر الآخر ويرفضه!!
* * *
ـ آخر الكلام:
ـ من كتاب/الإسلام وأمريكا:
ـ في ديننا: الناس أحرار فيما يقولون بشرط عدم المساس بثوابت العقيدة وأخطر ما يُبلبل العقول ويصيبها بالذهول هو:
الجرأة على الفتوى بدون علم يعصم صاحبه من الجهل!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :331  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 178 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج