شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شمعة مضيئة
(الخفاجي) في (الاثنينية) (1)
بقلم: حسين عاتق الغريبي
ـ الثقافة بمفهومها الشامل تعني (العلوم والمعارف والفنون كافة التي يُطلب الحذق فيها) ويمتد التعريف إلى (الخُلق، والقانون، والعادات الاجتماعية).. فليس غريباً أن تحتفي (اثنينية) الشيخ عبد المقصود خوجه ـ وهي المنتدى الأدبي ـ بالشاعر الغنائي الكبير إبراهيم خفاجي أسوة بروَّاد العلم والفكر والأدب.. وقد كرَّمت ـ من قبل في سنتها الأولى بتاريخ 19/7/1403هـ عميد الفن الموسيقار طارق عبد الحكيم، وفي تلك الأمسية البعيدة جداً أعلن عريف الحفل الأستاذ حسن نجار (الدكتور حالياً) افتتاح الحفل بقوله: ((اليوم نلتقي بصنو الأدب وهو الفن، فالفن صنو ملازم لمرحلة النمو في مجال الكلمة المرهفة، وفي عطائها الحسّي بالنسبة للإنسان، والفن في بلادنا أيضاً قطع شوطاً كبيراً في رحلته مع الكلمة، كما ضحى القلة من أبناء هذا البلد الطيب بوقتهم وجهدهم في سبيل تحصيل أدب رفيع أفادوا به وطنهم وأمتهم، فكذلك ضحى القلة من الفنانين كي يحافظوا على أصالة هذا الفن.. وبتضحية الطرفين وصلنا لنستمتع معاً بالكلمة الطيبة وباللحن الطيب.
ـ الموقف ذاته يتكرر في ليلة الاحتفال بتكريم الأستاذ إبراهيم خفاجي..
مساء الاثنين الماضي كان في غاية الإمتاع.. جمع رجال الفكر والفن والإعلام والصحافة الفنية لمشاركة صاحب (الاثنينية) في الاحتفاء برائد النص الغنائي البديع. وقد أبدع المتحدثون الأساتذة (د. محمد عبده يماني، د. محمود سفر، د. عبد الله مناع، د. سعيد السريحي، د. محمد بصنوي، عبد الله عمر خياط، هاني ماجد فيروزي، وفنان العرب محمد عبده) في قراءة الشخصية الإنسانية للمكرَّم، وتتبع مسيرته الفنية.. من منطلق الإعجاب بما قدَّمه للفن من نصوص غنائية راقية تفوح بشذى أنفاس الحجاز.. وتعزف سيمفونية (الكلمة الجميلة) التي يتردد صداها في أرجاء مملكتنا الحبيبة كافة.
ـ ويضيء صاحب الاثنينية الأستاذ عبد المقصود خوجه جانباً هاماً من شخصية الضيف فيقول: ((لقد عُرف عن شاعرنا الخفاجي، نقاء السريرة، ونظافة اليد واللسان، فلم تزلُّ قدمه لمطمع دنيوي، ولم تذل قامته لمكانة اجتماعية، بل عاش أبداً على سجيته منعماً وقانعاً بما أفاء الله عليه من خير وفضل.. ولا أزكيه على الله.. فهو كتاب مفتوح، وشخصية لها أثرها وتأثيرها الملموس في مجال عطائها، استلهم شعره العذب الرقي، وعشق الحرف، من خلال تجاربه الذاتية، وتفاعله مع مجتمع تأصلت فيه روح الفن وأناقة الكلمة التي أجاد انتقاءها وتوظيفها بكل اقتدار.
ـ (إبراهيم خفاجي) كما أعرفه، شاعر مثقف، لا يقتصر إبداعه الشعري على النص الغنائي (العامي)، فهو يجيد صياغة الشعر العمودي الفصيح.. ويملك ثقافة واسعة في تاريخ الأدب العربي وخصوصاً (الأندلسي).. فكم جمعتني به جلسات مسائية ماتعة في كازينو (دقم الوبر) بحي العزيزية في مكة المكرمة حيث اكتشفت خلالها مدى معرفة الرجل بسِيَر الأدباء والشعراء ونتاجهم في مختلف عصور الأدب، وإعجابه الشديد بالشعر الأندلسي وموشحاته.. وكثيراً ما شنَّف سمعي بأبيات من نظمه لا تقلُّ أناقة وإبداعاً عما يكتبه في الشعر العامي.
ـ وفي ليلة تكريم أستاذنا الخفاجي أعلن مضيفه الأستاذ عبد المقصود خوجه استعداده لطباعة آثاره وأعماله الكاملة، وهذه بادرة كريمة يشكر عليها، ولا تستغرب من أبي محمد سعيد، ولعلّ الأخوة الأفاضل ممن أظهر استعداداً لجمع أعمال الخفاجي أن ينهضوا بجد للقيام بالمهمة على أكمل وجه للمشاركة بالعمل في الاحتفال القادم بمناسبة اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية.
ـ ومن المفرح أن يتزامن هذا الاحتفاء الجميل مع خطوة تطويرية قامت بها (الاثنينية)، والمتمثلة في مشاركة المرأة في هذا المنتدى (لأول مرة) عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة، وفي صالة مستقلة، بمدخل منفصل، وفق الضوابط الشرعية.
وقد أشار صاحب الاثنينية في كلمته إلى أن ((مشاركتهن ليست بدعاً فهن شقائق الرجال، ونصف المجتمع الذي لا يقوم نصفه الآخر بدونه بأي حال من الأحوال.. كما أن اهتمام المرأة ومشاركتها في الشأن الثقافي ماضياً وحاضراً من الأمور التي سطرها التاريخ، وسجلتها دفاتر الأيام)).
ـ التهنئة من الأعماق لشاعرنا الكبير إبراهيم خفاجي، والشكر لمكرِّمه ومحبيه.
نسأل الله تعالى له دوام الصحة والسعادة.
من شعره:
ابشري يا بلاد الخبر وافاك السرور
واسجدي يا قلوب الشعب لله القدير
يا حبيب الشعب أهلاً ومرحبا
كلما هبت على نجد الصبَّا
عشت سالماً يا إمام المسلمين
 
طباعة

تعليق

 القراءات :450  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 163 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج