شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إذا لم نستطع أن نقول للمسيء أسأت.. فيحي ساعاتي يستحق: أن يقال له أحسنت (1)
بقلم: عبد الرحمن بن فيصل المعمر
(مقدمة وتوضيح)
هذا مقال كتبته وأذعته من قبل والآن بعد أن قيل للمحسن أحسنت، استحسنت إعادته مع تصرف يسير مع الشكر والتقدير الكبير للجهات التي أهابت والوجهات التي استجابت.
تابعت وقرأت وتأملت ما كتبه بعض الأخوة الأعزاء وكرام الكاتبين الذين نادوا وتنادوا وسالت بأنهار الصحف مشاعرهم وخواطرهم وطلبوا وطالبوا أن يقال ويفعل شيء أو أشياء من أجل الرجل الذي عمل ويعمل في سمت وصمت بعيداً عن الادعاء والأضواء والدعاية والضوضاء (كما هي صفة لبعض العاملين والمثقفين في بلادنا مع الأسف).
أقول إن ما دعا إليه الكاتبون الكرام في المطالبة والدعوة والاستثارة والإشارة لتكريم الرجل العالم لا المتعالم والمتواضع لا الوضيع (الدكتور لا المتدكتر) يحيى محمود بن جنيد الساعاتي.. إن ما نشر أو قيل سيظل أقل من القليل في حق الرجل الإنسان. لا تقولوا يا من تقرأون هذا الكلام إنه ضرب من الحب أو نوع من العاطفة أو شيء من التفاعل والانفعال. لا، إن أبا حيدر طراز فريد ونموذج عجيب في التضحية ونكران الذات والعمل فيما ينفع الناس ويمكث في الأرض، والبعد كل البعد عن هدر الأموال وهذر المقال، والاقتصاد في الإنفاق مع الاجتهاد في إيجاد أشياء عظيمة وكبيرة لو أسندت لغيره لطالب بالملايين لإنجازها وإذا أتمها أو قدر له أن يتم بعضها ظل يثرثر ويهدر ويدعي في كل صحيفة ومجلس أنه الذي صنع ما لم يصنع من قبل ولا من بعد، وأنه الذي أتى بما لم تستطعه الأوائل وقد يزيد والأواخر.
هذا هو يحيى المكتباتي، رجل عرفته شاباً بالطائف وصحبته كهلاً في الرياض وعاشرته رصيفاً وزميلاً مع فقيد العلم والفضل ومكارم الأخلاق المرحوم الشيخ عبد العزيز الرفاعي، وكلاهما نموذج عجيب في الصمت والسمت والعمل بجد والبعد كل البعد عما يشين الرجال لذلك أزعم أنني به من العارفين وبحقه في التقدير من المنادين والمتحمسين.
لا أستطيع أن أحصي أو أعدد إنجازاته وإسهاماته في الدراسات العليا واللجان الأكاديمية والتحكيمية وأقسام الجامعات التي عمل بها وأشرف عليها أو في مكتبة الملك فهد الوطنية يوم كلف بأمانتها، فكان الأمين بحق وكانت الأمانة باستحقاق.
في الرجل والحمد لله صفات نادرة في زماننا هذا منها الزهد في الظهور والمظاهر، والبعد عن العجب بالنفس والتكلف وحب إنجاز العمل وإتقانه وإشاعة الصفاء والوفاء وعدم التقلب والتلون والتشيطن ليس في قلبه غل وحسد ولا من طبيعته المكر والخبث وليس من طبعه الختل واللمز والاستهزاء بالناس والالتواء في الكلام والنوايا.
لقد برئت من غمز ولمز
كما برئت من قول ركيك
من مزايا أبي حيدر التي لا تستطيع أن تحيط بها خبراً مقته الشديد للهاث والركض المجنون لجر المغانم لنفسه ودحرجة المغارم لغيره.. إنه طراز فريد في التسامح والتسامي، لا يدخل في خصام، ولا يثير الغبار لقضايا بلا قضية ومعركة بلا راية أو يدعي بطولات وهمية كما نسمع ونرى من بعض الأدباء وأدعياء الثقافة والتنظير والسقوط والإسقاط.. بخ بخ يا أبا حيدر فما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظّ عظيم.
أكتب هذا الكلام وأنا جدُّ مغتبط بما قرأت لمن سبقني من كرام الكاتبين وجدُّ متفائل بأن الإهابة ستجد الاستجابة (ولكن وما أصعب لكن هذه) أخشى أن يأتي الرفض والاعتراض من الإنسان المقصود بكل هذا وهو الحبيب المحب أبو حيدر.. ألم أقل لكم من قبل إنه زاهد في الكثير من الأمور حتى في حقه الشخصي لا تعجبوا يا ناس، فقد تنبه منذ زمن بعيد إلى أحقيته بالتكريم وسعى ولا يزال يسعى ويأمل ويلح الرجل المثقف السري عبد المقصود خوجه فقد وسّط المرحوم الشيخ عبد العزيز الرفاعي ليشفع ويقنع أبا حيدر لاستضافته في يوم مجموع له الناس ومشهود من الأحباب في مقر الاثنينية بجدة فاعتذر وتنصل وطالب بالتأجيل لأن هناك من هم أكبر منه سناً كما قال ووعد بالموافقة مستقبلاً ولكنه سوّف ولوّح بالهرب.
والآن وقد تحلل من بعض التزاماته العملية وفاز وكرم بجائزة عالمية فلعلّه يفعل ويفعل ويستجيب.. أقول قولي هذا وأستغفر الله إن أصر على رأيه الأول.
وأرجع إلى بعض الأفكار التي طرحت ومنها إطلاق اسمه على معلم ثقافي وثائقي أو شارع ونهج به مكتبات أو ما يندرج في سمط الكتاب والكتب والوثائق والمعلومات والبحوث الجادة العميقة والدراسات.
الحبيب المحبوب أبو حيدر أضيف إلى جميل سجاياه ومناقبه سجية غير مستغربة من مثله تلكم هي التضحية مع المصطفين الأخيار من الأصدقاء وغيرهم من طلاب العلم وعشاق المعرفة، والسعي معهم وإنجاز مطالبهم ولو أصابه في ذلك عنت ورهق فكأنه المعني بقول الشاعر:
إن أخا الهيجاء من يسعى معك
ومن يضر نفسه لينفعك
نعم نعم قد يصيبه الضر وتمسه المتاعب ويطاله اللغوب وتناشه الكروب ويتلقى كل ذلك بصدر منشرح وهدوء عجيب. كل هذا عنده يهون في سبيل منفعة علمية تتجه إلى مستحقها أو فائدة عملية تصل إلى من هو أحق بها وأهلها.
كم كنت أتمنى ومعي الكثير لو نُسئ للشيخ عبد العزيز الرفاعي في الأجل وشهد وشاهد فوز الدكتور يحيى بجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية كم كان سيسر ويغتبط لأنه يقدر أبا حيدر حق قدره ويعرف قيمة وجوده وأهمية مجهوده ويحب له كل خير ونفع وصيت حسن ولسان صدق في العالمين.
والآن أجدني لا أستطيع أن أمسك عن الكلام المباح فلو أطلقت لنفسي العنان لامتد المقال وتشعب وطال فجوانب هذا الرجل الإنسان تغري بالتحدث والحديث الجاد المتدفق المثري.
سبحان من جعل الحلم ومكارم الأخلاق صفة اختصّ بها بعض الخلق وحرم منها آخرون لحكمة هو أعلم بها. سبحانك اللَّهم وفق كل حامل قلم ورئيس عمل وحاكم إقليم أن يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، فلو تعاونا على تطبيق هذا الشعار السهل في القول والسهل في التطبيق أيضاً (لو أردنا ذلك حقاً) أقول لو أحسنا التطبيق وابتعدنا عن الدجل والتصفيق لتعدلت أمور كثيرة في حياتنا العامة وحجّم وقزّم، الكثير من الأدعياء الذين أخذوا أكثر مما يستحقون وحرموا بعض العاملين الجادين بحق من أنصبتهم في الحياة العلمية والعملية وحظوظهم في دنيا العمل والناس أجمعين: يا أمان الخائفين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :388  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 71 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.