شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الفلك يدور
في ظلال المحبة والوفاء (1)
بقلم: محمد صلاح الدين
إن من الواجب القول بأن هذه اللقاءات المفتوحة الخيرة من أمثال اثنينية الخوجه وثلوثية الطيب وخميسية العمودي هي مظهر من أكرم مظاهر التواصل الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد، واستمرار متطور وحيّ لما حفلت به مجتمعاتنا في الماضي القريب والبعيد من منتديات ثقافية واجتماعية، يتواصل عبرها الناس ويتبادلون الرأي ويتعاونون على البر والرحمة والتقوى.
وإن المرء ليرى في هذه المنتديات أخوة كراماً أعزاء تفرقت بهم سبل الحياة العملية بين طبيب وتاجر أو مهندس وصانع، فلم يكن ليتاح لهم التواصل أو حتى اللقاء لسنوات لولا وجود هذه اللقاءات، حيث تتفاعل الخبرات والأجيال وتتصافح الوجوه.
فإذا اتجهت هذه المنتديات الخيرة كاثنينية الأخ الكبير عبد المقصود خوجه إلى الحفاوة ببعض النماذج الإنسانية الكريمة، وإظهار الاعتزاز ببعض المواطنين الذين خدموا بتميز واقتدار الدين والأمة والوطن، أو أبدعوا في حقول تخصصهم حتى أصبحوا أعلاماً مرموقة، فذلك خير مشكور مبرور.
ولا ندعي لأحد العصمة، ولا نزعم الكمال للبشر، ولكننا لا نقبل مع ذلك تخرصات أولئك الذين لا يرون الدنيا إلا من خلال سخائم نفوسهم المريضة، ولا ينظرون إلى الناس إلا بمنظار الانتقاص والشر، فيلتمسون للبراءة العيب، ويتهمون الضمائر والنوايا التي استأثر الله بعلمها دون الخلق، ويقذفون الأوحال على كل من حولهم دون ورع أو تمييز.
* * *
إن هناك عدداً قليلاً نادراً من كرام الناس يحظى بمحبة وتقدير الجميع، ولا تذكر أسماؤهم في مكان إلا وسمعت عنهم كريم السيرة وعاطر الثناء وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
ولربما يسأل سائل، وما حاجة أمثال هؤلاء إذن إلى التكريم؟ وما الذي يدعو أن نسارع إليهم بالمديح والثناء؟ أو نتحلق حولهم للاحتفاء؟!
والجواب سهل، فقد غشت مجتمعاتنا غواش من ضعف الخلق العام واضطراب المعايير واختلال القيم، حتى افتقد الناس القدوة الحسنة والمثل الطيب والسلوك الكريم، وحتى غدا ذلك عنواناً لفساد الأزمنة ومدعاة لفقدان الثقة وندرة التراحم بين الخلق.
فإذا أسعدك الحظ ووقعت على القدوة الحسنة والمثل الطيب، فإنك بتكريمهم والثناء عليهم إنما تشيع الخير وتستنقذ الناس من مشاعر الإحباط واليأس وتطمئن البشر على أن الدنيا لا تزال بخير.
* * *
أثارت هذه الخواطر في نفسي اثنينية التكريم للأخ الدكتور أحمد محمد علي أمين عام رابطة العالم الإسلامي، فهو مثل كريم لهذه القلة النادرة من الناس التي يشهد لها الجميع ولا نزكي على الله أحداً بنزاهة القصد ونظافة اليد وإخلاص العمل والدأب على الإنجاز.
وهذه القلة الكريمة هي بفضل الله أشد الناس زهداً في المديح، وبغضاً للتزلف ونفوراً من التظاهر والادعاء، وأكثرهم رجاء فيما عند الله وتعلقاً بالدار الآخرة.
غير أن أكثر ما أسعدني في هذا اللقاء الكلمة البليغة التي ألقاها الأخ الكبير الأستاذ أسامة جعفر فقيه رئيس البنك الإسلامي للتنمية فقد كشفت أن وراء تخصص الأستاذ أسامة فقيه المالي والاقتصادي الطويل وتأهيله العلمي الدقيق، أديباً بليغ العبارة وكاتباً مقتدراً يمتلك ناصية الكتابة والقول، وقلباً كبيراً يتسع لأنبل مشاعر الوفاء والصدق والحب، زاده الله توفيقاً وخيراً.
ويجمل بنا في ختام هذه السطور أن نشكر الأخ الكبير الأستاذ عبد المقصود خوجه صاحب الاثنينية العابقة بظلال المحبة،المضيئة بأنوار الوفاء كما قال الأستاذ أسامة فقيه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :358  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 53 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.