شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من الحياة
غزليات عمر (1)
بقلم: عرفان نظام الدين
لعمر أبو ريشة عشرات القصائد العاطفية، لكنه في اثنينية عبد المقصود خوجه اختار منها لوحات متكاملة فاضت بها ذاكرته من بينها قصيدة نظمها أبان مراهقته وكان دون العشرين من عمره.
وقال فيها:
قفي لا تخجلي مني
فما أشقاك أشقاني
كلانا مر بالنعمى
مرور المتعب الواني
وغادرها كومض الشوق
في أحداق نشوان
قفي لن تسمعي مني
عتاب المدنف العاني
فبعد اليوم لن أسأل
عن صحبي وندماني
خذي ما سطرت كفاك
من وجد وأشجان
صحائف طالما هزت
بوحي منك ألحاني
خلعت بها على قدميك
حلم العالم الفاني
لنطو الأمس ولنسدل
عليه ذيل نسيان
فإن أبصرتني ابتسمي
وحييني بتحنان
وسيري سير حالمة
وقولي كان يهواني!
ويتابع عمر ذكرياته فيقول: على ذكر دراستي العلمية. لقد أثرت كثيراً، وكان لها الأثر الكبير في شعري. فشعراؤنا في الغرب والشرق يصفون خجل المرأة بحمرة خديها كما يقول شوقي: وأحمر من خفريهما خداك. أما النظرة العلمية التي أتحدث بها تتيح لي أن أقول: خجلت ولكن بهذا الأسلوب:
ألفيتها ساهمة
شاردة تأملا
طيف على أهدابها
كسرها تنقلا
شق وشاح فجرها
خميلة وجدولا
وماج فيها رعشة
حرى وشوقاً منزلا
ناديتها فالتفتت
نهداً وشعراً مرسلا
واللحظ في ذهول
مغرورق تململا
طوقتها يا للشذا
مطوقاً مقبلا
فما انثنت حائرة
ولا رنت تدللا
ولا درت وجنتها
من خجل تبدلا
كأنها في طهرها
أطهر من أن تخجلا
وعن قصيدة الفتاة الإسبانية يقول: كنت مسافراً بالطائرة إلى تشيلي وكانت إلى جانبي فتاة جميلة جداً جداً. ويندر أن تكون الفتاة الجميلة ذكية أيضاً وعالمة بهذا العمق. فأعجبت بها كل الإعجاب فسألتها من تكونين: فأجابت: الدم العربي في عروقي. فأطرقت، فقالت: يظهر أنك تجهل أجدادي؟ سأحدثك عنهم وأخذت في الحديث.
وكانت الطائرة قد هبطت ولم يكن هناك متسع من الوقت للحديث، وكتب بعدها القصيدة الشهيرة التي يقول فيها:
قلت يا حسناء من أنت؟ ومن
أي روح أفرع الغصن وطالا؟
فأجابت: أنا من أندلس
جنة الدنيا عبيراً وظلالا
وجدودي ألمح الدهر
على ذكرهم يطوي جناحيه جلالا
حملوا الشرق سناء وسنى
وتخطوا ملعب الغرب نضالا
فنما المجد على آثارهم
وتحدى بعدما زالوا الزوالا
هؤلاء الصيد قومي فأنتسب
إن تجد أكرم من قومي رجالا
أطرق الطرف وغامت أعيني
برؤاها وتجاهلت السؤالا
هذا هو عمر الذي يقول عن نفسه: أنا قرأت لشعراء كثر ولكنني أعتز بكوخي الصغير الذي بنيته، وليس لأحد من هؤلاء الشعراء أي حجر فيه أبداً. ثم يضيف متفاخراً: الفارق بيني وبين بقية الشعراء بيت المفاجأة الذي اختتم به القصيدة. وختام شعره اليوم قوله:
لم يبلغ الخبر الناعي مسامعها
عن مثل هذي اليتامى يكتم الخبر!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :489  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج