شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(127) (1)
وسمعتهم اليوم.. يتحدثون على مقربة مني.. وقد رأيت على كره ومضض.. أن أبقى سميعاً فنياً لهم دون مشاركة في الكلام الذي أحبه ولا أسمع فيه كلاماً.. فإنني أشم للساني رائحة غير طيبة إن بقي داخل فمي محبوساً لا يشم الهواء.. ولا يؤدي وظيفته التي خلق لها كعضو عامل..
وقد اكتشفت بهذه المناسبة أن فن الإصغاء فن يتطلب الكثير من ضبط النفس ـ وترويض الأعصاب على السكوت.. وأنه لهذا أطلق عليه قديماً وحديثاً اسم.. أدب الحديث.. يستلزم عدم مقاطعة المتكلم.. والإنصات التام لاستيعاب ما يقول.. والصبر حتى إتمام ما يريد قوله.. وإنهاء ما لديه..
وبالرغم من وحدة الموضوع ومحدوديته.. فإنه لم يكد يمضي بعض الوقت حتى اختلطت الأصوات.. وتماسكت برقاب بعضها.. فلم أعد أفرق بين السائل والمجيب.. وبين البادئ للحديث.. والمنتهي منه.. وانتهى المجلس بسوء تصرف المتكلمين.. وبسبب عدم احترامهم لفن الإصغاء ـ وأدب الحديث.. إلى ما يسمى.. بالبلبلة.. نسبة إلى برج بابل حيث تعددت الألسنة واللهجات وتزاحمت.. وركب بعضها فوق بعض ركوباً يبيح لأعلى الأصوات أن يدعي لنفسه السيادة على ما عداه بقوة الحنجرة وسلامتها من الفأفأة وبراءتها من الكحة وجفاف الريق.
وصرخ أحدهم بأعلى صوته.. كفى! هل نحن في سوق الحراج؟.. وصمت معظمهم.. لا رغبة في الصمت.. ولا احتراماً لأدب الحديث.. ولكن عجزاً عن مجاراته في الطبقة الصوتية.. ورغبة صادقة في الوصول إلى حل لنقطة الخلاف..وإنهاء الموضوع.. حرصاً على الوقت من الضياع!!
وهنا اقترح آخر أن يكون الكلام بالسرا.. بعد أن يرفع طالب الكلام على الطريقة البرلمانية أصبعه سبابة.. أو بنصراً حسب مزاجه.. وابتدأ التنظيم مضطرباً أول الأمر حتى استقر على نحو قريب من النحو المطلوب لعملية التصويت اللازمة من اللاعبين ومن المتفرجين على حد سواء.. وترادفت الأقوال ـ يسرد كل من أصحابها حجته في براعة بيانية.. ذاكراً من الأدلة القانونية ـ والأصول، والأمثلة السابقة ما يدعم بكل منها موقفه الذي لا يتنازل عنه..
ونطقت بالشهادتين وحدهما أخيراً.. وذلك حين أعلن المحكمون من المتفرجين على لسان كبيرهم.. وبعد التداول.. قرارهم التالي.. بالإجماع:
أولاً ـ اللعب حكم.. والحكم شيرياً.. وفيه دبل.
ثانياً ـ اللعب فيه مائة.. وفيه سرا. وفيه بلوت.
ثالثاً ـ أصل + مائه + مائة بعشرة + سراباثنين + بلوت باثنين فيكون المجموع 30.
رابعاً ـ الفريق الحاكم جاب في اللعب.. بعدد الورق ـ مائة وعشرين أي 12 وعنده 2 بلوت.. صار له 14..
خامساً: الفريق المدبل جاب من برا مائة أي 10 + 2 سرا = 12 وجاب في اللعب ـ بعدد الورق اكة كالة وشيبة وبنت وولد كلها بعشرين أي 2 فيكون عنده 10 بالمائة + 2 السرا + 2 عدد الورق = 14 أيضاً.
وحيث أن الوضع كما سبق تفصيلاً وإجمالاً.. وحيث إننا لا نريد أن نضيع وقتنا الغالي هدراً و إهمالاً.. وحيث إن الحكم لا يرسل إرسالاً ـ بل يخضع للقاعدة الفنية البلوتية لا تقبل صراخاً أو جدالاً.. فيكون الأمر بهذه الحيثيات قد انتهى مشكلة وإشكالاً بالقاعدة نفسها حكمة.. وأمثالاً:
إذا تساوى الطرفان.. فالمدبل خصران!!
وهنا خفتت أصوات النقاش من فريق.. لترتفع من جديد أصوات فريق.. بالتفريق..
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :647  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 166 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج