فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ أحمد قنديل > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ أحمد قنديل - الجزء السادس - النثر > يوم ورا يوم > - 84 -
(84) (1) ووصلا لما سبق أمس عن ابن الرومي.. فقد قرأت يومي هذا خطفاً بعض قصائده الشعرية التصويرية.. وأغلب شعره يقوم على الصورة المرسومة بدقة ومهارة.. وعلى تكامل الملامح والقسمات لا ينقص من سماتها شيء.. فقد كان أبرز ما فيه استقصاؤه الشامل لأي موضوع يتناوله في قصيدة مطوّلة أو في مقطوعة قصيرة.. وبجملة بلدية قحة فهو من أكبر أبطال.. التصفية والتحتيل.. وأشعر أن من الواجب علي قبل أن أشرك سواي معي في الاستمتاع بالرمز المختار له أن أوجز خطفاً كذلك ترجمة بسيطة للشاعر.. ـ فاسمه علي بن العباس بن جريج.. أو جورجيس.. موسى عبد الله بن عيسى بن جعفر وكنيته أبو الحسن.. ويعرف بابن الرومي.. نسبة إلى أهله.. ـ وقد ولد في بغداد في الثاني من رجب عام مائتين وواحد وعشرين هجرياً.. ومات في الثامن والعشرين من جمادى الأولى عام مائتين وثلاثة وثمانين.. وأظلته ثماني خلافات عباسية.. ـ ولم يسلم من هجائه ومن شتمه أحد.. وكانت زفارة لسانه هذه سبباً في موته.. فقد هجا وزير المعتضد أبا الحسين القاسم بن عبيد الله والذي عرف فيما عرف من استبداد وإقدام.. بجرأته على سفك الدماء.. فأوعز إلى ابن فراس حيث دس له السم حين أطعمه خشتكانة وهو في مجلس الوزير.. فلما أكل ابن الرومي أحس بالسم.. فقام من المجلس.. فقال له الوزير.. إلى أين تذهب؟.. فأجابه إلى الموضع الذي بعثتني إليه.. فقال له الوزير سلم لي على والدي!! فقال له ابن الرومي.. ما طريقي على النار!! ـ وخرج من المجلس وأتى منزله وأقام فيه أياماً.. حتى مات.. أما ما يسمح به المقام من صوره الشعرية والتي طالما رددناها مع من رددها فقوله وصفاً لرجل أحدب: فصرت أخادعه.. وطال قذاله فكأنه متربص أن يصفعا وكأنما صفعت قفاه.. مرة وأحس ثانية لها.. فتجمعا.. علماً بأن الأفادع والقذال مما هما ما نسميه بالعامية.. حبال الرقبة.. وكذلك قوله في خباز ورقاقة: ما أنسى لا أنسى خبازاً مررت به يدحو الرقاقة.. وشك اللمح.. بالبصر ما بين رؤيتها.. في كفه.. كرة وبين رؤيتها.. قوراء.. كالقمر إلا بمقدار ما تنداح دائرة في صفحة الماء.. يلقى فيه بالحجر وليس بعد دقة هذا التشبيه من دقة: ومن قوله في قصيدته عن مغنية اسمها وحيد: لست أدري إذا أطال إليها كرة الطرف مبدئي ومعيد أهي شيء.. لا تسأم العين منه أم لها.. كل ساعة.. تجديد؟ * * *   [1] المصدر: جريدة عكاظ 6/7/1387هـ ـ 9/10/1967م.
طباعة تعليق  القراءات :628  التعليقات :0
صفحة 123 من 168

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج