شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(83) (1)
أصبحت اليوم ومعي لبطة.. أو زكام كما كنا نسميه.. ورشح كما يقول له بعض المهاجرين منا.. وانفلونزا كما صرنا ندعوه.. وأنف العنزا كما رده لأصله العربي بعض المشتغلين بصناعة الكلام والألفاظ.. وهكذا فإن كثرة الأسماء هنا تدل على قرف المسمى.
وزكامي أنا بالذات.. من باب العلم بالشيء ولا الجهل به.. من النوع الرذيل الثقيل.. فخلال فترة قصيرة من طرق الفيروس لفتحتَيْ باب خيشومي يبدأ هذان البابان وكأنهما ميزابا سطح علق في يوم مطير.. في الصبيب المنهمة.. دون انقطاع.. مما كنت اضطر معه إلى وضع منشفة غليظة تلو أخرى عليهما.. باستمرار..
ولكن طبقاً للتطورات الأخيرة في حياتنا الزكامية المودرن.. وحسب إرشادات بعضهم فقد وضعت اليوم بجانبي علباً من أوراق الكلينكس وقذف الواحدة منها وراء أختها حتى لا يتضاعف الميكروب كما قيل..
وباعتباري ضيفاً حتى الآن في بيت أهلي الذي أقيم فيه فقد كان الاهتمام بضيفي الطارئ.. وهو زكامي.. شيئاً تفرضه آداب اللياقة والمجاملة، فلضيف الضيف معزة مضاعفة.. وهكذا فقد انهالت الوصفات البلدية والعصرية والطبية الحديثة على رأسي لمحاصرة هذا الوبال الذي اضطرني بمضاعفاته السريعة لملازمة الدار.. ثم الفراش.. وقد أكدت لكل منهم حسب ممارساتي الزكامية السابقة.. أن كل جهد يبذل في هذا الأمر عبث في عبث.. فإن للزكام أياماً معينة لا بد أن يبقاها وألا سبيل للهرب منه قبل انتهاء موعده المقرر ويتراوح بين الخمسة والسبعة أيام.. وفي بعض المرات يراعى العدد المستحب شرعاً فيزول في مساء اليوم الثالث من قدومه.. إن شاء الله.
ومن هنا يتبين لنا أن الزكام فردي في مدة الإصابة منه.. زوجي فيما عداه وبالأخص في فتحات الآناف.. وإنه ممن يحترمون المواعيد المقررة للقدوم وللذهاب.
وطريقتي القديمة لا لمعالجته.. بل لمسايرته.. ولأخذه على قدر عقله.. تتلخص في الأخذ بعدة أمور أهمها الآتي:
أولاً ـ العطس في وجه كل من بيني وبينه ثأر قديم أو جديد.. على شرط أن يكون على مقربة مني.. لأضمن وصول العدوى إليه.. بالتأكيد..
ثانياً ـ ويقتضي ذلك عدم الراحة متى أحسست بالقدرة على مغادرتي المنزل لأضمن اصطياد أكبر ممكن ممن بيني وبينهم تارات.. وأحياناً يتم ذلك لمجرد المعاكسة البريئة ولضمان أكبر عدد من الزملاء المزكومين.
ثالثاً ـ الإصرار مني على بقائه والتشبث به باعتباره الوسيلة المضمونة لنزح هذا المخزون المخاطي المحشور في جميع الأركان الداخلية بالرأس لأنني والحق يقال أشعر براحة وبصحة وبنظافة بعد انتهاء دورته الأسبوعية وأحتفظ لنفسي وحدها بباقي الأمور.. ومنها استعمال الليمون على شرط أن يكون بنزهيراً.. وإن انعدم فليكن شعيرياً.. والأمر لله.. ولقد قلت الآن بالمناسبة على الماشي:
طب الزكام فيتامين وليمون
فحرف.. س.. بها يا صاح مضمون
وراحة البيت شرط لازم لهما
بذاك أفتى.. وقال العم ميمون!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :535  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 122 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج