شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(52) (1)
قرأت في مثل هذا اليوم تقريباً منذ عام.. في جريدة بيروتية دفع بها إلي صديق كريم لأن بها خبراً عن الشعر والشعراء.. قرأت خبراً قصيراً بها يقول: إن وفداً من نقابة الصحافة اللبنانية زار الشاعر العربي الرقيق ((بشارة الخوري)).. بداره.. للمجاملة بمناسبة مرور خمس سنوات على إمارته للشعر.. وأشير بها إلى قصيدة ألقاها آنذاك.. ومنها هذه الأبيات الحلوة:
اليوم أصبحت لا شمسي.. ولا قمري
من ذا يغني.. على عود.. بلا وتر
ما للقوافي.. إذا جاذبتها.. نفرت
رعت شبابي.. وخانتني على كبر
إن المواهب لا فضل لصاحبها
كالصوت للطير.. أو كالنشر للزهر‍
ومع إعجابي برقة الأبيات وبحلاوتها.. فقد أثار الخبر برأسي.. وفي نفسي.. فكرة وذكرى.. أما الفكرة فهي بدعة أمارة الشعر.. ورأيي الخاص بها وفيها واعتبرتها من لبنان تقليداً أعمى للأمارة الشعرية القديمة ذات الأغراض المتنوعة بمصر في عهد من عهودها السابقة.. حين اجتمعت بالقاهرة وفود شعراء من معظم البلاد العربية.. باستثناء بلادنا.. وذلك لمبايعة المرحوم أحمد شوقي أميراً للشعراء.. وحيث تقدم الشاعر الكبير أحمد حافظ إبراهيم.. على كره داخلي منه بقصيدته التي يقول مطلعها:
أمير القوافي.. قد أتيت مبايعاً
وهذي وفود الشعر.. قد بايعت معي ‍!
كما قال شوقي يومها غامزاً إيانا:
وافتقدنا الحجاز فيه.. فلم نعثر على قسه.. ولا سحبانه!
ومع احترامنا للشاعرين الأميرين العربيين العظيمين: شوقي.. والخوري، فإن فكرتنا نحو إمارة الشعر ما زالت حيث نبتت في الرأس!.. ولقد أكدناها ببعض الشرح.. والمناقشة.. والتعليل.. في إجابة من سلسلة إجابات لبعض شعرائنا على أسئلة ذكية وكريمة من الأديب البعيد الأستاذ عثمان شوقي على صفحات جريدة البلاد..
وأما الذكرى.. فقد أثارتها قراءتي لهذه الأبيات الرقيقة.. فقد صادف من حوالي ربع قرن أن نشرت قصيدتي التي أقول في مطلعها:
لسنا من المجد في أعلى منارته
ولا الطريق.. قطعنا منه ما عظما
لكنما نحن شعب يرتجي أملاً
ضخماً.. وأرقى أماني الشعب ما ضخما!
وجاء في ختامها هذا البيت:
سيان عند اكتساب المجد.. من قدم
من شرع الرمح.. أو من فوق القلما!
وبعد مدة أسبوعين.. أو تزيد.. من نشرها بجريدة صوت الحجاز.. وصل البريد بالباخرة كالعادة.. فقرأنا ومعنا بعض الأخوان قصيدة للشاعر العربي بشاره الخوري.. قصيدة ورد في ختامها البيت نفسه مع اختلاف القافية وحدها.. فهو يقول:
من شرع الرمح.. أو من فوق القصبا!
ولقد أثبتت هذه الحادثة.. أو المصادفة.. بطريقة عملية.. جواز توارد الخاطر رغم بعد الشقة.. وتوافر الأدلة وأركانها المادية على أثناء وجود سرقة أدبية تبلغ النصاب الشرعي أو لا تبلغه..
وأبادر.. وإن كانت المبادرة قفلة للحديث.. فأقول إنني لا أريد بسرد هذه الذكرى الدفاع عن عملية الاقتباس السائدة.. اليوم.. عن عمد سابق وسائد.. بالمسطرة.. والبيكار!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :605  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 91 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج