شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(44) (1)
اجتمعت يومي هذا.. ببعض المشتغلين بالصحافة لدينا.. والصحافة هنا مهما قيل فيها مما لا ينتهي إلى رأي موحد.. فإنها وجود تجاري أو أدبي حتى ولو قصر الأمر فيه على أنه في مداه اليومي.. سمك يأكل سمكاً.. كما نقول.. وعلى أنه في نطاقه النقدي البعيد المدى محل جذب وشد لا بد أن يرسو على بر.. في تقريره الختامي.. في يوم ما.. وليس هذا أو ذلك الموضوع.. اليوم!..
وانداح مجال الدردشة وبساطها الأحمدي المعروف.. حتى قال أحدهم.. لو أردنا تعريف الفنان تعريفاً موجزاً لا فضول فيه.. فلا وقت لدينا للتفاصيل القائمة على التعريف المرتبط بالشروحات والأمثلة لأننا هنا بعكس حكم المهنة.. منشغلون الآن بموجباتها الخبرية.. والطباعية.. فماذا يكون يا ترى هذا التعريف الموجز.. فكان الجواب:
الفنان في جملة مختصرة هو من يستطيع.. بالموهبة والاكتساب.. التقاط الصورة الصالحة.. مادة خاصة لفنه.. فهي الأصل!..
أما رسمها.. وبروزتها.. فأمرهما أهون عليه.. فيما بعد.. ما دام يمتلك.. وهو كذلك.. القدرة على القول وأفانينه..
وتوشية لما سلف ـ واستطراداً الآن فيه ـ فإن الحياة شخصية وعامة.. حافلة بالصور الفنية.. في كيانيها المادي والمعنوي تصلح كل منها لأن تكون.. بعد التقاطها.. مدار حدث.. أو مقال.. بل مادة قصيرة، أو أقصوصة.. أو رواية..
بل ولعلّ كل فرد نراه يدب أمامنا.. أو يجالسنا الآن.. أو نحتك به ليروي لنا طرفاً أو أطرافاً من حياته صالح لأن يكون قصة.. في ذاته.. ومن واقع حوادث حياته.. وأيامه..
فالمهم.. أولاً وأخيراً.. القدرة على التقاط الصورة نفسها من الفنان يهتدي إليها بحسه.. وتتهداها بصيرته.. كأصل.. أو بدء عمل فني فيما بعد.. ولا يمكن إسقاط الخيال.. كآلة تصويرية واجبة الوجود في الموضوع.. باعتبار أن الخيال ذاته وليد وجود قائم.. إذ إن أي كيان مادي أمامنا.. إنما تكامل حقيقة ملموسة بعد أن عاش خيالاً مرسوماً في مخيلة.. ثم في سطور مرسومة ليبرز وجوداً بالتنفيذ.
واستطرد القائل المجيب على سؤال بعض المشتغلين بالصحافة في جلستنا تلك لتعريف الفنان تعريفاً موجزاً يسرد بعض الصور الملتقطة من الفنانين.. براهين على نظريته القائمة في تعريفه أساساً على الصورة الملتقطة كأساس للعمل الفني يتلوها.
ومما راقنا من الصور الشعرية التقطها البحتري فصاغها بموهبة فنية خالصة.. الصورة جاءت في وصف بركة مملوءة بالماء.. حيث يقول:
إذا النجوم تراءت في جوانبها
ليلاً.. حسبت سماء ركبت فيها
وإن علتها الصبا أبدت لها حبكاً
مثل الجواشن.. مصقولاً حواشيها
وقد اضطررنا لانتزاع الأستاذ أبي تراب من بين أحضان بسطونه العتيد ليتولى الشرح اللفظي الثقيل في بعض الكلمات.. فقال: لا فرق الله بينه وبين بسطونه:
الحبك: التكسر الذي يبدو على الماء إذا مرت به الريح.
الجواشن: جمع جوشن.. وهو الدرع..
وعند انتهاء شرحه أعدناه محني الظهر فوق بسطونه صورة.. فنية ملتقطة في المطبعة.. كما كان!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :592  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 83 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.