شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(45) (1)
ذهبت اليوم لعيادة صديق مريض.. وأخذنا بعد السلام.. والاطمئنان على الصحة في أسباب من الحديث.. والحديث كما قيل شجون.. حتى وصلنا إلى حادثة مرضه.. ثم منها إلى حكاية التفاؤل والتشاؤم.. وما ورد في بابهما.. وفي أمر الدار.. والزوجة.. والخيل.. وما هو متداول بصفة عامة.. نفسياً بذلك مع الجهر به أو عدم الجهر لدى الكثير منا.. أو القليل..
وامتد نفس الحديث.. واستطرد بعض الجالسين معنا إلى ذكر من فتح الله عليه بمجرد أن عقد على زوجته.. فلانة أم أولاده اليوم.. وكيف كان.. وصار! وإلى سيرة فلان.. وكيف بعد أن فارق دارهم الأولى لبيتهم الجديد أصبح.. ما شاء الله.. هذه في التعبير الدارج تساوي وزناً ثقيلاً في المال.. وفي الجاه.. ثم تناول البحث.. كأمثلة.. عديداً من عباد الرحمن صعدوا درجات السلم حتى البسطات المريحة.. المرتفعة.. أو هبوطاً بها دحرجة حتى القاع السحيق..
وباتصال أمر التفاؤل والتشاؤم بالسكن.. تحرك الصديق المريض أخيراً.. وصاح بي بالذات: أرجو منك وممن تعرف أنك ويعرف الأخوان أن تبحثوا لي سريعاً.. بل حالاً عن مكان لسكني غير هذا الذي أنا فيه.. واشترط منذ الآن ألا يكون الباب قبلياً!! فإنني منذ سكنت قسمي من هذه الدار.. وأنا أتابع سلسلة عجيبة من الأحداث.. حاولت عقلياً في بدايتها أن أتجاهلها.. أو على الأصح أتجاهل الباعث الأول عليها تجذبني نفسي إلى جعله هو الباعث باعتباره الطارئ الجديد على حياتي.. وهو البيت هذا الجديد..
ولقد كان آخر أحداثي مرضي الآن بسبب يرتبط ارتباطاً مباشراً به.. أو بإحدى عتبات درجاته.. ولهذا الأمر بالذات قصة طريفة فقد تكرر وقوعي على درجات أيضاً.. كانت آخر سقطاتي به سقطتي الحالية والتي ألزمتني الفراش قسراً.. بالإضافة إلى ما ألمحت إليه من حوادث مؤسفة.. بل وسيئة في حياتي منذ سكنت به.. وأخذ أخونا يسردها كأنما هي مرتبة لديه بطريقة المعاملات المحفوظة بأرقام.. وتواريخ.
وقلت له.. أخيراً.. عليك أولاً أن تكتم هذا الأمر لئلا تكون سبباً في بوار دار صاحب المُلْك الطيب.. وثانياً.. عليك حين تستأجر بيتاً آخر أن تأخذه بشرط التجربة.. لمدة شهر أو شهرين!..
فأجاب.. أما عن كتمان الأمر ـ فلا عليك.. فإن أزمة المساكن تجعل من هذا البيت.. لقطة دون بحث.. بل أزيدك على ما ذكرت.. إنني سأخرج منه.. بخلو رجل.. معقول.. يعوّضني عما صرفته على مرض رجلي حتى الآن.. وأنا متأكد من هذا الكسب غير المنظور من صاحب الملك.. وهو وإن كان غير مشروع أصلاً.. إلا أنه اليوم وبنسبة ما أصابني بسببه مشروع للضرورة ذاتها.. وما جلبته وصبته على رأسي الآن!
وأما عن الإيجار للبيت الجديد بشرط تجربة السكن به لشهر أو شهرين قبل عقد الإيجار الرسمي.. فهذه فكرة حديثة أسجلها لك بكل إعجاب.. إلا أنها.. لعدم العمل بها.. غير معقولة.. ولا مقبولة.. بالطبع!..
فقلت له.. ولم لا؟ ألم تصبح بالممارسة.. سارية بين الناس قاعدة شراء البطيخة.. على السكين.. بدلاً من شرائها.. باسم التفاؤل والتشاؤم موضوع حديثنا.. شختك.. بختك!.. واقتنع.. وضحكنا جميعاً.. مؤكدين البحث له عن بيت جديد!.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :622  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 84 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج